"القلب الكبير" تستجيب لنداء الأطفال السوريين
في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية للأزمة السورية، وتدهور الظروف المعيشية لإخواننا اللاجئين السوريين، أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مؤخراً نداء إنسانياً لدعم مليون طفل سوري أجبروا على الفرار من ديارهم والعيش كلاجئين في دول مختلفة، وقد استجابت حملة "القلب الكبير" للأطفال اللاجئين السوريين، وبتوجيهات من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لهذه المناشدة الإنسانية من خلال التبرع بمبلغ 200 ألف دولار أميركي لتوفير متطلبات الحياة الأساسية لهم ولأسرهم، ومؤازرتهم في تخطي محنتهم، خاصة في ظل العجز في ميزانية خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين السوريين، حيث أنه لم يتم تمويل سوى 38% من المبلغ المطلوب.
وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تزداد فيه الأزمة السورية سوءً يوماً بعد يوم، إذ بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في قوائم المفوضية، وعدد الذين مازالوا في قوائم الانتظار حوالي1,916,387 لاجئ سوري، موزعون في لبنان ، والأردن، وتركيا، والعراق ومصر. في حين أن الأطفال يشكلون أكثر من نصف مجموع اللاجئين السوريين، هذا بالإضافة إلى وجود أكثر من 2 مليون طفل تعرضوا للنزوح الداخلي في سورية.
وتعقيباً على محنة أطفالنا اللاجئين، قالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: " نواجه الآن أحد أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها أطفالنا وإخواننا اللاجئين جراء الصراع الدائر في سورية، والذي خلف الآلاف من قصص اللجوء التي تعايشنا معها يوماً بعد يوم، وها نحن اليوم في العام الثالث على التوالي -منذ بدء الأزمة- ولم نحصد إلا المزيد من الفقر والضياع والحرمان، فضلاً عن مرارة الغربة وبؤس اللجوء التي يتجرعها أطفالنا اللاجئين يوميا".
وأضافت "مليون طفل سوري أضحوا اليوم بلا مأوى إلا ما توفر لهم، ولا غذاء ولا كساء ولا دواء إلا ما تجود به الأيادي البيضاء والقلوب الكبيرة في العالم أجمع، لا أحد يعلم يقيناً إلى أين تؤول الأمور وما يخبئه القدر لهم، لكني أطمئنهم بأن لهم أخوة وآباء وأمهات خلف تلك الحدود -لا يعرفونهم ولا يعرفون أسمائهم- إلا أنهم يشاطرونهم هذه المعاناة، ولا يدخروا جهداً في تأمين سبل الحياة الكريمة لهم؛ ليمنحوهم أملاً بمستقبل قد يحمل في طياته ما يمحو ألم اللجوء".
كما ناشدت سموها كل فرد ومؤسسة في المجتمع الإماراتي والعالم العربي بأن يأخذ على عاتقه مسؤولية المبادرة، وتقديم الدعم والمساندة لإعانة الأطفال اللاجئين السوريين، فلابد من وقفة جادة وخطوات مسؤولة وتضافر الجهود لنبقي بصيص الأمل حياً في قلوب أطفال يعانون أشد وأقسى أنواع العذاب والألم.
من جانبه ثمن مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمين عوض، جهود سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في دعم أطفال اللاجئين السورين قائلاً: "نحن ممتنون جداً لسمو الشيخة جواهر، المناصرة البارزة للمفوضية، لإطلاق حملة القلب الكبير للأطفال اللاجئين السوريين. نحن واثقون أن هذه الحملة ستساهم في رسم البسمة على وجوه الأطفال وستخفف بعضاً من ألمهم".
ويذكر أن حملة "القلب الكبير" للأطفال اللاجئين السوريين نفذت العديد من الفعاليات والمبادرات والأنشطة التي من شأنها أن تسهم في التخفيف من معاناتهم، وحشد الدعم وجمع التبرعات اللازمة لتوفير متطلباتهم اﻷساسية، كان آخرها معايدة قرابة 12,000 عائلة سورية في الأردن بمبلغ تصل قيمته إلى 1.8 مليون دولار أميركي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news