الأبوان وأبناؤهما الثلاثة شاركوا في أنشطة تطوعية متنوعة

أسرة مواطنة تسخـّر وقتها لخدمة المجتمع

الأسرة خلال مشاركتها في أحد الأنشطة التطوعية. من المصدر

تسخّر أسرة «العبيدلي»، المكونة من أبوين وأبنائهما الثلاثة، معظم أوقات فراغهم في ممارسة أنشطة تطوعية متعلقة بالبيئة والتراث والثقافة المحلية، رغبة منهم في ترجمة مشاعر الولاء والانتماء للوطن إلى عمل ملموس يعود بالفائدة على المجتمع، إذ يحرص الأبوان، علي العبيدلي وإيمان الحمادي، بصحبة أبنائهما (نورة ‬11 سنة) و(خالد ‬10 سنوات) و(راشد خمس سنوات)، على قضاء ساعات طويلة في أنشطة تطوعية متنوعة، خصوصاً في المجال البيئي، حيث يتشاركون سوياً، مع متطوعين آخرين، في كثير من الفعاليات والأنشطة المختلفة المتعلقة بالنفع العام.

وعلى الرغم من عمل الأبوين في جهات حكومية، وحرصهما على تلبية شؤون أسرتهما الحياتية، فإن ذلك لم يمنعهما من اصطحاب أبنائهما منذ صغرهم في الأعمال التطوعية المختلفة، والمشاركة في تنظيم الأنشطة، إذ نجحا في غرس ثقافة التطوّع فيهم، وحب العمل التطوعي الميداني، الذي أضفى جواً من السعادة على حياة الأسرة.

تقول الأم إيمان الحمادي (موظفة حكومية) إن «زوجها كان داعماً رئيساً لأبنائها في تشجيعهم على المشاركة في الأعمال التطوعية على اختلاف أنواعها، سواء كانت تنظمها مؤسسة خيرية أو اجتماعية، لما لها من مردود إيجابي على شخصية الفرد، وحياته العملية»، مضيفة أن «العمل التطوعي أمدهم بالثقة بالنفس، وشغل أوقات فراغهم بالأعمال التي تعود بالفائدة على الجميع، كما شجعهم على العمل الجماعي ضمن فريق، وهو ما أكسبهم الخبرات على اختلاف أنواعها، وجعلهم من ذوي الشخصيات القيادية والفعّالة في المجتمع»، وتابعت بالقول إن «العمل التطوعي أسهم في مد أبنائها بالجرأة والثقة بالنفس، وجعلهم يتغلبون على المصاعب، والخجل، لاسيما أن ثقافة التطوّع تعزز الاستمتاع بالعمل الجماعي، وتجعل الفرد حريصاً على إنجاز العمل بصورة لائقة، كما يوفر العمل التطوعي فرصة للإنجاز والعطاء وإثبات الذات، والتعرّف إلى أصدقاء جدد، وتكوين شبكة معارف، والتعود على جو العمل والتكيّف مع الضغوط»، وأكدت أن «مشاركة أبنائها في الأنشطة التطوعية لم تؤثر في مستواهم التعليمي، بل أسهمت في تفوقهم الدراسي»، منوهة بـ«دعم القيادة والجهات الحكومية والخاصة بتشجيع وتقدير وتكريم المتطوعين مادياً ومعنوياً، إذ حصل أبناؤها على العديد من شهادات التقدير على أدائهم العمل التطوعي، كما حصلت ابنتها على لقب (فارس البيئة) نتيجة لأعمالها التطوعية البيئية».

وأكدت الحمادي أهمية «نشر الوعي بفوائد العمل الاجتماعي، التطوعي والمهني، ودوره في بناء المجتمع، والمشاركة الفاعلة في مجال الخدمات الاجتماعية التطوعية وبناء الشخصية المتكاملة المتوازنة، ليصبح المتطوع مواطناً صالحاً يرتبط بوطنه ويعتز به ويستعد للتضحية من أجله، والاستفادة من وقت فراغه واستثماره بما يعود بالمنفعة عليه وعلى الآخرين، فضلاً عن دوره في تعزيز إدراك الفرد بقيمة العمل اليدوي والاستمتاع به»، وأشارت إلى أن «العمل التطوعي ينمّي روح التضامن والتضحية بين أفراد المجتمع، ويعزّز مهاراتهم ويصقل شخصياتهم ويحقق التواصل مع المجتمع وقضاياه الحيوية، كما أن ثقافة التطوّع تزيد من القدرات والمهارات الحياتية للأسرة، وتمنحها أسلوباً راقياً في كيفية التعامل مع الآخرين، وتجعل أفرادها لديهم القدرة على التواصل الاجتماعي مع كثير من أفراد الجمهور»، ولفتت إلى أن «العمل التطوعي أكسبها خبرة في مجال العمل الاجتماعي، وجعلها تستفيد من أوقات الفراغ وتستغلها في أعمال هادفة»، معتبرة أن «العمل التطوعي ثقافة مجتمعية تتبناها الشعوب لتحقيق نهضة مندون مردود مادي»، داعية أولياء الأمور إلى «تشجيع أبنائهم على ثقافة التطوّع، ومساندتهم في تطوير ذواتهم نحو الأفضل، ليس فقط في مجال تقديم الفعاليات الهادفة في المدارس والجامعات والمعاهد، وإنما خارجها أيضاً لخدمة المجتمع المدني، إذ إن العمل التطوعي يسلح الإنسان بمهارات العمل، والمهارات الحياتية، كما ينبهه إلى ضرورة احترام القوانين واللوائح، ومبادئ التواصل مع الناس ومهارات التحدّث معهم ومخاطبتهم». وشاركت أسرة العبيدلي في العديد من الفعاليات منها «اليوم العالمي للصم والبكم»، و«حق الليلة» لمركز رعاية أحداث المفرق التابع لشرطة أبوظبي، وحملة «الرفق بالطيور في أبوظبي ودبي»، «يوم البيئة العالمي»، ومشروع إعادة تدوير الورق في جمعية أصدقاء البيئة، وغيرها.

تويتر