درّاجة نارية أقعدت «المحيربي» مدى الحياة

المحيربي تعرّض لكسر في العمود الفقري وتجاوز محنته بالتوعية ضد مخاطر الحوادث المرورية. تصوير: إريك أرازاس

يعيش الشاب المواطن حليمان المحيربي (‬35 عاماً)، معاناة مريرة مع العجز، وعدم القدرة على الحركة منذ سنوات طويلة، إذ تعرّض خلال فترة المراهقة لحادث مروّع أثناء قيادته دراجة نارية، بعد أن اصطدم بقوة برصيف الطريق، ما نتج عنه كسر في العمود الفقري جعله قعيداً على كرسي متحرك مدى الحياة، وآثار نفسية واجتماعية وأسرية مختلفة».

وروى المحيربي لـ«الإمارات اليوم» أنه «كان يعيش حياة سعيدة كأي شاب في مرحلة المراهقة، لكن من دون مغالاة، إذ كانت الابتسامة والضحكة لا تفارقان وجهه، وكان حريصاً على التواصل الاجتماعي مع أسرته، وقضاء أوقات فراغه مع أصدقائه، ملتزماً بالتقاليد والعادات الوطنية، ولم يكن في الوقت ذاته من هواة التهور على الطريق، إذ اكتسب الثقة بقيادة المركبة منذ وقت مبكر، حتى قرر أن يخوض تجربة قيادة دراجة نارية تقليداً لأصدقائه ممن كانوا في عمره في ذلك الوقت، لكنه لم يتوقع أن تنتهي هذه التجربة بحادث مروّع إثر اصطدامه القوي برصيف الطريق في لحظة غفلة وعدم انتباه، ما نتج عنه كسر في العمود الفقري وعجز في القدمين».

وتابع أنه «تعرّض لصدمة نفسية كبيرة عندما أفاق وأخبره الأطباء بأنه لن يقدر على الحركة مجدداً، وأن عليه الاستعانة بكرسي متحرك، إذ لن تمكنه قدماه من السير كما كان في السابق».

وأضاف المحيربي أنه «ظل طوال السنوات الخمس التالية للحادث، الذي وقع في عام ‬1993، يخاف الخروج من المنزل، خشية أن يُصاب بأي حادث أو مكروه». وأضاف أن «الحادث تسبب في ضياع مستقبله وحلمه بأن يكون إنساناً مُنتجاً في المجتمع، كما تسبب في معاناة أسرته، خصوصاً والدته التي تحملت كثيراً من الألم والحزن لما لحق به من أذى».

ولفت إلى أنه «بفضل إيمانه ودعم ومساندة والدته وزوجته تمكّن من اجتياز هذه المحنة بعد سنوات طويلة من المعاناة، لكنه مازال لا يعمل لعدم قدرته الصحية على الوفاء بمتطلبات الوظيفة».

وقال: «دفعت ثمناً غالياً بسبب قيادتي دراجة نارية من دون انتباه»، مشيراً إلى أنه «بات حريصاً على توعية من يعرفه من أقاربه وأصدقائه بخطورة الحوادث المرورية، وما تخلّفه من وفيات وإصابات جسيمة، ويدعوهم إلى الالتزام بالقيادة الآمنة، والمحافظة على سلامة الآخـرين على الطريق».

ونصح المحيربي الشباب بأخذ العبرة من قصته، إذ إنهم عماد الوطن وثروته الحقيقية التي يجب المحافظة عليها بعيداً عن الممارسات الخاطئة، محذراً من قيادة الدراجات النارية في الأماكن غير المخصصة، أو التسابق وقيادة المركبة بتهور على الطريق، أو إضافة زوائد غير قانونية إليها، والانتباه إلى النتائج الأسرية والاجتماعية السلبية التي تنتج عن هذا السلوك حال تعرضهم لأي حادث، وما يحل بالأهل والزوجة والأبناء من شعور بالحسرة والحزن عند فقدانهم أي فرد من ذويهم في أي حادث مروري.

ولفت المحيربي إلى أن «بعض الشباب لا يدركون حجم المعاناة التي تصيب ذويهم عند تعرضهم لحوادث مرورية»، مشيراً إلى «وفاة ابن جاره في حادث مروري صباح يوم عيد، إذ تحولت فرحتهم بهذا اليوم إلى حزن وبكاء، وكانوا يتلقون العزاء من المعارف والأقارب بدلاً من التبريكات بهذه المناسبة».

يذكر أن مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أطلقت خلال «أسبوع المرور الخليجي الـ‬29»، الذي أقيم الأسبوع الماضي، العديد من المبادرات لتعزيز الوعي المروري، من بينها مبادرة «السائق الشاب الأفضل مرورياً»، التي تهدف إلى نشر ثقافة السلامة المرورية بين مختلف الشرائح العمرية الشابة، التي تشكل النسبة الأكبر من مكونات المجتمع الإماراتي، وتركز المبادرة على قضايا السلامة المرورية، والمعايير التي ينبغي على الشباب اتباعها لتجنب وقوعهم فريسة التهور وعدم الانضباط، ليكونوا عنصراً إيجابياً لأوطانهم.

تويتر