«الدائرة الاقتصادية» تنفي مسؤوليتها و«أبوظبي للرقابة» معني بـ «مراقبة جودة الغذاء فقط»
«كمـبـو» تتسـلل إلـى مـدارس في أبـوظبي
أفاد معلمون ومديرو مدارس بأن مطاعم وجبات سريعة تقدم خدماتها ـ من خارج الأسوار ـ إلى طلبة المدارس في أبوظبي، لافتين إلى أن ذلك يمثل واحدا من أبرز الأسباب في تفشي السمنة بينهم.
وأكدوا أن ظاهرة السمنة بين طلبة المدارس مرتبطة بانتشار خدمات مطاعم الوجبات السريعة في محيط المدارس، ولجوئها إلى الدعاية اليومية أمام الأبواب، عبر عروض ترويجية لإغراء الطلبة لشرائها قبل دخولهم، تتصدرها وجبة «كمبو» الأكثر طلباً وانتشاراً بين الطلبة، إذ تدخل «متسللة» داخل حقائبهم لتناولها.
وتساءلوا عن جدوى توزيع مجلس أبوظبي للتعليم قوائم غذائية على وكلاء توريد الأغذية للمقاصف المدرسية، حدد فيها أنواع المنتجات المسموح بتداولها في المقاصف، في ظل انتشار هذه المطاعم قريبا من ساحات المدارس.
|
منع الأغذية المسببة للسمنة قال مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع، في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، محمد جلال الريسي، إن اللجنة المشكلة من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وهيئة الصحة، ومجلس أبوظبي للتعليم، قررت منع بيع المواد الغذائية المسببة للسمنة بين طلبة المدارس داخل المقاصف المدرسية، وأرسلت اللجنة قوائم الأغذية المفروض بيعها داخل المقاصف إلى 48 مورداً معتمداً على مستوى الإمارة. وتابع أن القوائم نصت على منع بيع المعجنات والبسكويت وأكياس الشيبسي، والمنتجات الغذائية المطهية بالزيوت، أو المضافة إليها الصلصة الحارة، أو منتج غذائي يحتوي على سعرات حرارية عالية، أو مسبب لأمراض السمنة، لافتاً إلى اعتماد اللجنة قائمة أغذية صحية وطبيعية ذات سعرات حرارية أقل، وحرصها على منع الأغذية التي تحتوي على مكسبات طعم بنسب مبالغ فيها، بجانب أغذية التسلية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية. وأكد خضوع 542 مقصفاً مدرسيا، في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، لآلية رقابية تتوافق مع تطبيق القائمة الجديدة للأغذية المتداولة وفقاً للشروط الصحية، موضحاً أن كل الأنواع المتداولة تلبي احتياجات ورغبات طلبة المدارس ،وتوفر الغذاء الآمن الذي لا يسبب السمنة المفرطة، أو يرفع معدلات السعرات الحرارية في الجسم بين طلبة المدارس.
|
وكشفت الشكاوى، التي تلقتها «الإمارات اليوم»، عن وجود نوع من الالتباس في اختصاصات الجهات المعنية، إذ قال مصدر في دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إن الدائرة تعطي التراخيص لهذه المطاعم، بصفتها نشاطا تجاريا، لكن التصريح لا يصدر إلا بعد الحصول على موافقة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، بشأن استيفاء شروط السلامة لمتطلبات المواد الغذائية المبيعة كافة.
وبدوره، أكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، أنه معنيّ فقط بمراقبة جودة الغذاء وصلاحيته، واشتراطات السلامة الغذائية داخل المنشأة الغذائية، أيا كانت هذه المنشأة، ولا دخل له في التراخيص والتنظيمات الادارية.
وتفصيلاً، قال معلم في مدرسة خاصة، محمد نعمان «لوحظ انتشار مطاعم الوجبات السريعة، المطهية أطعمتها بالدهون المهدرجة، بكثافة في المناطق الموجودة بها المدارس، ولجوء بعض المطاعم إلى بث الدعاية المباشرة بين الأطفال، لترويج هذه الأنواع من الأطعمة». وتابع «توزع بعض المطاعم يومياً ملصقات وإعلانات أمام المدارس، تحتوي على عروض لوجبات رخيصة سعريا، تلقى قبولاً من الطلبة، على الرغم من أضرارها الصحية الكبيرة لما تتمتع به من مذاق مميز، ضاربين عرض الحائط بتحذيراتنا من مخاطرها على صحتهم، والأمراض التي تسببها لهم»، مضيفاً أن وجبة «كمبو» تتصدر العروض الترويجية، وهي الأكثر طلباً وانتشاراً بين الطلبة، إذ يشتريها بعضهم قبل الدخول، ويضعونها في حقائبهم لتدخل «متسللة» إلى المدارس، أو عبر الأسوار إذا كانت تسمح بذلك.
وأفادت معلمة الحلقة الأولى، نادية رفيق، بأن الإقبال على هذه المطاعم لم يعد يقتصر على الطلبة كبار السن، بل أصبح ظاهرة بين الطلبة الصغار، بسبب الهدايا والألعاب التي تقدمها هذه المطاعم مع الوجبات، لافتة إلى «ضرورة منع إدارات المدارس وجود هذه المطاعم في المناطق المحيطة بالمدارس».
وحمّلت رفيق المنزل مسؤولية إقبال الطلبة على هذه الوجبات، لافتة إلى أن انشغال الآباء في معظم المنازل بوظائفهم اليومية ساعد على اعتياد الأبناء هذه السلوكيات، بسبب عدم توافر الوقت الكافي لدى الأم لتحضير الإفطار لأبنائها، أو عمل سندوتشات لهم ، مشيرة إلى أن هذا القصور يتم تعويضه بمصروف يومي، يشجع الأبناء على إنفاقه للحصول على خدمات تلك المطاعم.
وقال الأخصائي الاجتماعي، أحمد زيد، لم يعد الأمر مقصوراً على فروع المطاعم العالمية التي تقدم وجبات سريعة، بل بات انتشار مطاعم وجبات سريعة حول المدارس جزءاً رئيساً من واقع المنطقة.
وأضاف تعتمد جميع هذه المطاعم على تقديم هدية للطفل مجاناً مع كل وجبة، ومحاولات جذب أكبر عدد من الزبائن، إضافة إلى العروض الخاصة بالطلبة الكبار «اشترِ وجبتين واحصل على الثالثة مجاناً»، ما يجذب عدداً أكبر من الطلبة، للاستفادة من العرض، متضامنين مع بعضهم بعضا.
وأفادت والدة طالبة (أم خالد)، بأنها تحاول التقليل من زيارة أبنائها المطاعم السريعة، التي يفضلون مأكولاتها بسبب مذاقها الشهي، لافتة إلى أنها لا تستطيع منعـهم تماماً من تـناول الطعام هناك، وتبذل كل جهدها للـتقليل من الـتردد عـلى تلك المطاعم قدر الإمكان، نظراً لمعرفتنا بمخاطرها وأضرارها خصوصاً على الأطفال.
وقال مشرف فرع مطعم شهير، أسعد سمير، إن سلسلة المطاعم التابعة لهم تنظم حملات إعلانية كل شهر، وأحياناً كل أسبوعين تقريباً، تقدم خلالها كثيرا من العروض للأطفال، مثل الألعاب، كالسيارات، والطيارات، والكوبونات التي يحصل عليها الطفل عند تناوله وجبة مثل الماغيت، وقطع الدجاج، والهامبورغر، مشيراً إلى أن «هذه الألعاب بمثابة ضيافة المطعم، وللطفل الحرية في اختيار اللعبة التي يريد».
في المقابل، نفت دائرة التنمية الاقتصادية وجود علاقة لها بمراقبة أنشطة المنشآت الغذائية، وفيما أكدت أن دورها يتوقف عند حدود التأكد من تلبية الاشتراطات كافة، والحصول على موافقات الجهات المعنية، بما فيها جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، قال مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في الجهاز، محمد جلال الريسي، إن الجهاز مسؤول عن المقاصف المدرسية للمنتج المبيع داخلها، ومراقبة معايير وشروط هذا المنتج، المعتمدة من قبل اللجنة المشكلة من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة صحة أبوظبي، وعددها 542 مقصفاً مدرسياً في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، لافتاً إلى «وجود مفتشين تابعين للجهاز يتابعون دورياً جميع المقاصف داخل المدارس الحكومية والخاصة، للتأكد من كيفية تطبيق المعايير والشروط».
وتابع أن «الجهاز يسعى إلى محاربة السمنة بين الطلبة، بالتعاون مع الجهات المعنـية، من خـلال قوائم غذائية وزعها على وكلاء توريد الأغذية للمقاصف المدرسية حددت أنواع المنتجات المتداولة داخلها»، موضحاً أن توصيل وجبات مطاعم الوجبات السـريعة والجاهزة إلى طلبة مدارس في أبوظبي، ليس من اختصاص عمل الجهاز، إذ نراقب مطاعم الوجبات السريعة كما نراقب المقاصف المدرسية، لكننا لا نراقب آليات توزيع تلك المطاعم وجباتها على طلبة المدارس أو غيرها، كما لا نراقب آليات الاتصال بهم من قبل المستهلكين». وذكر الريسي أنه من المفترض بإدارات المدارس مراقبة تلك الممارسات ومنعها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
