مستفيدون من « صندوق الزواج » يقترحون إنشاء لجان لمتابعة الأعراس

ترشيد النفقات أبرز تحديات استـقرار الأسرة الإماراتية

ترشيد النفقات وزيادة الوعي بين الزوجين هما أبرز عوامل استقرار الأســـــــــــــــــــــــــــــــــرة الإماراتية. تصوير: إريك أرازاس

أكد مستفيدون من منح صندوق الزواج أن الإسراف هو أبرز ما يواجههم من مشكلات، خصوصاً في الأعراس والمظاهر المبالغ فيها للمناسبات، والخطوبة، وحفلات عقد القران، مقترحين إنشاء لجان لمتابعة الأعراس، من قبل صندوق الزواج.

وطالبوا بتثقيف الشباب في سن مبكرة، لتحويل طريقة تفكيرهم وحياتهم من الاستهلاكية إلى المنتجة والجادة، وتعزيز ثقافة الادخار، وتنميتها.

كما طالبوا وزارة التربية والتعليم بتثقيف الفتيات بشروط الزواج الناجح، وضرورة الترشيد في النفقات، والطلبات. ولفت بعضهم إلى ضرورة فتح ملف لكلّ أسرة تتقدم للصندوق، لمتابعتها، وحلّ مشكلاتها في المستقبل.

في المقابل، أكد خبراء في العلاقات الزوجية والمشورة الأسرية، في صندوق الزواج، ومتعاونون معه، أن ترشيد النفقات، وزيادة الوعي بين الزوجين هما أبرز عوامل استقرار الأسرة الإماراتية، مشددين على ضرورة التوعية بهذا الأمر، وإشراك وزارة التربية والتعليم في نشر ثقافة الترشيد.

«إعداد»

قالت المحاضرة في برنامج «إعداد» اعتدال الشامسي، إن البرنامج يهدف إلى تثقيف الشباب، وإطلاعهم على بعض الافكار والمفاهيم التي ترتقي بهم للتواصل والتفاهم والحوار مع زوجاتهم، وأسرهم، مؤكدة أن هذا الجهد ساعد على تقليل نسب الطلاق في المجتمع، ودفع الزوجين إلى الشعور بالرغبة في إنجاح حياتهما الزوجية.

وأكدت الشامسي أن أكبر نسبة طلاق في دول الخليج موجودة في المجتمع الإماراتي، مشيرة إلى أن الحاجة إلى مثل هذه البرامج ومحاضرات التوعية أصبحت ضرورية جداً، ليس فقط للمقبلين على الزواج، بل للمتزوجين أيضاً، للحدّ من ظاهرة الطلاق.

وطالبت بوجود دورات تنشيطية للمتزوجين، لكسر حالات الملل التي تصيب الزوجين، مشيرة إلى أن «هذه الدورات ينصح بها علماء الاجتماع وعلم النفس، كما أن علماء الشريعة بدأوا يولون هذا الموضوع أهمية قصوى، لأن الأسرة هي لبنة المجتمع الأساسية التي إذا صلحت صلح كله».

وتابعت: «لابد من تكاتف الجهات ذات العلاقة مع الأسرة لمساعدة المتزوجين على التفاهم والاستقرار»، مشيرة إلى أن ماليزيا من أنجح الدول التي طبقت هذا البرنامج على المقبلين على الزواج، ونجحت في خفض معدل الطلاق، بعدما كان من أعلى المعدلات في دول العالم».

وينقسم برنامج «إعداد» إلى ستة محاور، المحور الأول هو «كيف أخطط لزواج ناجح»، الذي يهدف إلى التعريف بمفاتيح الحياة الزوجية، وآليات الاستعداد، ورفع مستوى الوعي بالزواج. ويتطرق المحور الثاني إلى «التهيئة الزوجية»، ويهدف إلى التعريف بالحقوق الزوجية، وآليات تنفيذها، ورفع مستوى الوعي بها، وأثر الالتزام بها في الحياة الزوجية، إضافة إلى تزويد المتدرب بآلية يؤدي من خلالها واجباته الزوجية.

ويهدف المحور الثالث (الاختيار) إلى التعريف بالاختيار وآلياته، وأهميته في الحياة الزوجية، وتزويد المتدرب بآلية الاختيار.

ويتطرق المحور الرابع إلى «التواصل الأسري»، ويهدف إلى تعريف التواصل، ورفع مستوى الوعي به وأهميته في الحياة الزوجية، إضافة إلى تزويد المتدرب بآلياته.

ويتناول المحور الخامس «مفهوم الحقوق والواجبات الزوجية»، ويهدف إلى التعريف بالحقوق وآليات تنفيذها ورفع مستوى الوعي بها، وأثر ذلك في الحياة الزوجية.

ويركز المحور السادس على «كيف أتعامل مع المشكلات الزوجية؟»، ويهدف إلى التعريف بالمشكلة وآليات حلها، وأثر ذلك في الحياة الزوجية.

وطالبوا عبر «الإمارات اليوم» بالتوسع في تطبيق برنامج «إعداد» الذي يقدمه الصندوق للمقبلين على الزواج، بهدف التوعية، وتعريف كلّ طرف بالمسؤوليات والواجبات المفروضة عليه تجاه الطرف الآخر.

مسؤولية مشتركة

وتفصيلاً، قال (أ.ح) إن أبرز ما واجهه من مشكلات في السنة الأولى من زواجه، كان صعوبة تأمين احتياجاته الأسرية، بسبب المبالغ التي اضطر إلى إنفاقها على حفلة زفافه، معرباً عن ندمه لأنه لم يسمع نصائح أصدقاء له مروا بالتجربة نفسها، وحثوه على ضبط يده حتى لا يجد نفسه غارقاً في الديون.

وأضاف أن المشكلة الكبرى هي أنه اكتشف أنه ترك لدى زوجته انطباعاً غير حقيقيّ حول قدراته المالية، ما دفعها إلى اتهامه بالخداع.

وذكر (عبدالله.ص) أن «كثيراً من الشباب يرفضون الاحتكام إلى عقولهم، والاتعاظ بتجارب الآخرين، ولولا ذلك لجنبوا أنفسهم كثيراً من المطبات الاجتماعية». وأضاف أنه بالغ في شراء الهدايا لزوجته خلال فترة الخطوبة، ولم يستمع إلى النصائح التي كانت تسدى إليه. ولم يدرك عمق أخطائه إلا بعدما دبّ الخلاف بينهما، ووجدا نفسيهما عرضة للانفصال، بسبب المشكلات المالية.

أما (هناء.ج) فقالت إن حياتها تحولت إلى جحيم، لأن زوجها يعمل، لكنه لا يقبض راتباً، «فدخله كله يذهب لسداد الديون». وأضافت أنها فكرت في الطلاق أكثر من مرة، ثم عدلت عن الفكرة، لأنها لا تعفي نفسها من المسؤولية عما لحق بهما بسبب تراكم الديون، معترفة بأنها بالغت في طلباتها خلال فترة الخطوبة.

صناعة السعادة

إلى ذلك، أكدت مدير عام مؤسسة صندوق الزواج، حبيبة عيسى الحوسني، حرص الصندوق على تقديم الدعم المالي والتوعية اللازمة للمقبلين على الزواج، والإسهام في تكوين الأسرة الإماراتية القائمة على أسس سليمة لتحقيق التماسك والاستقرار.

واعتبرت الحوسني أن هناك دوراً أساسياً يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، يتمثل في بثّ ثقافة الترشيد في الإنفاق، ومجافاة مظاهر البذخ، في نفوس النشء. وقالت إن زرع هذه القيم في نفوس الأبناء سينعكس إيجاباً على مستقبلهم كله، ويجنب المجتمع مزيداً من حالات الإخفاق في بناء الأسرة.

أما المستشار الأسري، عبدالقادر محمد عجال، فشدد على أهمية دور الصندوق في المجتمع، منوهاً بالإسهامات الكثيرة التي يقدمها، وبتركيزه على بناء أسرة سليمة، متمسكة بعاداتها وتقاليدها ودينها، حتى تكون قوية في مواجهة المؤثرات الكثيرة التي نشهدها في هذا الزمان.

وأضاف أن «الصندوق قدم حتى الآن كثيراً من عوامل الاستقرار للأسر الجديدة، من خلال العمل على تحصينها بالوعي، وإعدادها لمواجهة ما ينتظرها من مشكلات» منوهاً ببرنامج «إعداد» الذي اعتبر «التوسع في تقديمه للشباب سيكون مفيداً جداً».

وأوجز الموظف في صندوق الزواج، علي هاشم، أبرز أهداف الصندوق خلال المرحلة المقبلة، بأنها تتمثل في صناعة السعادة الزوجية، من خلال الدور التثقيفي والتوعوي والاجتماعي للمقبلين على الزواج، لبناء أسرة إماراتية آمنة ومستقرة. وقال إن «الصندوق سيواصل بذل جهوده في هذا الاتجاه، أملاً في تضييق هامش الطلاق، وتقليل نسبه إلى أقلّ حد ممكن».

برامج التوعية

وطالب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، سعيد خماس، الصندوق بالاستمرار في التركيز على الجانبين الاجتماعي والمادي معاً، لافتاً إلى ضرورة توعية المجتمع بأهمية ترشيد النفقات، وتوعية الآباء والأمهات بمخاطر البذخ في الأعراس.

ولفت خماس إلى أن غالبية حالات الطلاق في مجتمعنا ناتجة عن نوع من «الأنانية الاجتماعية»، موضحاً أن «ما يثير اهتمام الأهل هو أن يلفتوا انتباه المدعوين إلى مستوى مالي قد لا يكون حقيقياً، فضلاً عن كونه غير أساسي، ما يسبب مشكلات مالية للعروسين قبل أن يتوطد زواجهما، ويعرضهما لخلافات لا تحمد عقباها».

واقترح المستشار القانوني سعيد مبارك الزحمي، أن تتضمن برامج التوعية التي يعدها الصندوق التعريف بقانون الأحوال الشخصية، لتعريف الزوج والزوجة بالحقوق والواجبات الخاصة بكل منهما، واصفاً هذه الخطوة بأنها ستكون توعية لهما ولغيرهما من الشبان المقبلين على الزواج وذويهم.

وأضاف أن «كثيراً من الأزواج لا يعرفون رأي القانون في خلافاتهم، ولو كانوا على دراية كافية به لجنبوا أنفسهم كثيراً من العواقب، ولأبدوا حرصاً أكبر على استمرار الزواج ودرء أسباب الشقة والخلاف».

الزواج بأجنبيات

شدد ممثل منطقه الفجيرة التعليمية، علي الزحمي، على ضرورة التركيز على تربية النشء تربية صالحة، بما يضمن إفراز أجيال مؤهلة، منذ الصغر، لبناء أسر قوية ومستقرة. وتناول الزحمي موضوع الزواج بأجنبيات، مستعرضاً أضراره على الأسرة والمجتمع، لافتاً إلى ضرورة أن تحظى هذه القضية بقدر كافٍ من التوعية.

وقال إن «التعريف بالحالات التي لم تنجح في الاستمرار تحت سقف الزوجية، ومعرفة الآثار التي ترتبت على ذلك، سيكون كافياً لتوعية الشبان المقبلين على الزواج بمخاطر الاقتران بفتيات لا ينتمين إلى واقعهم»، مضيفاً أن «الهوية الثقافية ليست مجرد تصنيف اجتماعي، لكنها كيان كامل الأهلية نحتكم إليه في كلّ ما نقوله وما نفعله، لذلك، فإن شرط استمرار الزواج بأجنبية سيكون مرتبطاً بقدرة أحد الطرفين على التنكر لهويته تنكراً تاماً، والاندماج في هوية الآخر، وهو أمر يبدو سهلاً بالنسبة إلى البعض، لكن التجارب تؤكد أنه لا يستمرّ طويلاً في معظم الحالات».

وتابع أن «على المدرسة أن تلعب دوراً موازياً، من خلال العمل على توعية الأبناء بمخاطر الإسراف»، لافتاً إلى ضرورة مناقشة المشكلات الأكثر شيوعاً، مثل الزواج بأجنبيات، والإسراف في الزواج، وضرورة أن تتنوع الدورات التي يقدمها الصندوق لتشملها كلها.

وأشار عبدالله علي سليمان، من صندوق الزواج، إلى مبادرات صندوق الزواج حول الفحص الطبي والأعراس الجماعية، مضيفا أن «صندوق الزواج قدم كثيراً من المبادرات التي أسهمت بشكل كبير في توعية أبناء الوطن اجتماعياً وأسرياً، مثل المحاضرات والدورات والمنح، ما كان له بالغ الأثر في رفع مستوى الوعي الأسري لدى شريحة كبيرة من المجتمع

تويتر