مواطنون ومقيمون يعانون بطء الإجراءات وسوء المعاملة

زحام أمام سفارات أوروبية للحصول على تأشيرة «شنغن»

أكد مواطنون ومقيمون أنهم يعانون صعوبة الحصول على تأشيرة «شنغن» من سفارات دول أوروبية في الدولة، نتيجة ازدحام وصفوه بـ«الشديد»، وقلة عدد موظفي خدمة العملاء، وسوء الإجراءات المتبعة، ما يهدد خطط سفرهم وإلغاء حجوزات الطيران والفنادق.

وأبلغ مسؤولون في سفارات أوروبية «الإمارات اليوم» أن الازدحام خارج عن إرادتهم، نتيجة زيادة أعداد المسافرين مع بدء موسم العطلات، مؤكدين أنهم يعملون وفق طاقة العمل المتاحة في أقسام التأشيرات، بينما أكد عضو المجلس الوطني الاتحادي السابق، أحمد الخاطري، أهمية اتخاذ تدابير أكثر مرونة لتسهيل حصول المواطنين على التأشيرة الأوروبية دون معوقات.

وتفصيلاً، قال المواطن أبوعيسى إنه قدم من دبي إلى سفارة النمسا في أبوظبي للحصول على تأشيرات سياحية لـ11 فرداً من عائلته، واضطر إلى الذهاب مرتين حتى يتمكن من الحصول على موعد لتقديم الأوراق وجوازات السفر.

«شنغن» تصلح في 25 دولة

تضم اتفاقية شنغن 25 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي. وتعد تأشيرة «شنغن» سارية في الدول الآتية: ألمانيا، بلجيكا، الدنمارك، أستونيا، فنلندا، فرنسا، اليونان، ايسلاندا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، مالطا، هولندا، النرويج، النمسا، بولندا، البرتغال، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، السويد، سويسرا، التشيك، المجر. وتعد تأشيرة شنغن بمثابة تصريح بالإقامة يستطيع حاملها السفر إلى دول شغنن المختلفة. ويمكن تقديم طلب الحصول على تأشيرة شنغن لإقامة قصيرة بحد أقصى 90 يوماً. ويشار إلى أن الحصول على تأشيرة شنغن لا يمنح تلقائياً حق دخول دول شنغن، إذ إن المراجعة النهائية تتم عند دخول أي دولة من دول مجموعة شنغن. فمن الممكن أن يطلب من الحاصل عليها إبراز مستندات أخرى.

وأوضح أن مقر السفارة عبارة عن شقة في الطابق السابع لا تتسع للأعداد الكبيرة من المراجعين الموجودين، لافتاً إلى أنه لقي سوء معاملة خلال فترة الانتظار الطويلة داخل مقر السفارة.

ويقول المواطن أبومحمد إن موظفاً واحداً فقط يوجد في قسم التأشيرات التابع للسفارة النمساوية، ولا يتمكن من إنجاز جميع معاملات المراجعين الذين يتوافدون منذ الصباح الباكر لتقديم طلباتهم، داعياً إلى زيادة أعداد الموظفين، واتخاذ إجراءات لتسهيل حصول المواطنين على التأشيرات، أسوة بما يحصل عليه الرعايا الأوروبيون من معاملة عند دخولهم الدولة.

وقال المواطن أبومحمد، إنه كان يرغب في قضاء الإجازة الصيفية مع عائلته في أوروبا، واتخذ جميع التدابير الخاصة بالرحلة من حجز أماكن الإقامة وتذاكر الطيران، لكنه أصيب بخيبة أمل عندما بدأ في إجراءات الحصول على تأشيرة «شنغن»، بسبب الازدحام الشديد، وقلة عدد الموظفين الذين يتلقون المعاملات، الأمر الذي يهدد بتبديد حلمه بقضاء الإجازة في أوروبا.

وأكد آخرون أنهم اضطروا إلى الذهاب فجراً إلى مقار سفارات أوروبية من أجل الحصول على أسبقية الدور وتقديم أوراقهم، لافتين إلى أن حالة الازدحام التي تشهدها العديد من السفارات لا تقابلها أية خطوات إيجابية من قبلها لتسهيل وإنجاز المعاملات بشكل سريع، فضلاً عن قلة مواقف السيارات المتاحة أمام تلك السفارات، وضيق المساحات التي تتخذها بعض السفارات كمقار لها، والتي لا تستوعب انتظار العشرات من المراجعين.

إلى ذلك أرجع مسؤول في السفارة النمساوية في أبوظبي، في اتصال هاتفي مع «الإمارات اليوم»، الازدحام الشديد إلى زيادة أعداد المتقدمين خلال الفترة الحالية، خصوصاً مع بدء موسم الإجازات الصيفية، مؤكداً أن السفارة تبذل قصارى جهودها في استيعاب تلك الأعداد.

وقالت مسؤولة في قسم التأشيرات في السفارة الفرنسية في أبوظبي، إن السفارة تتلقى أكثر من 100 طلب يومياً من مواطنين ومقيمين يرغبون في السفر إلى فرنسا وأوروبا، وهو ما أدى إلى ازدحام شديد في مقر السفارة يفوق قدرات موظفي قسم التأشيرات، خصوصاً أن عددهم قليل، لافتة إلى أن المسؤولين في السفارة يبذلون قصارى جهدهم من أجل استيعاب أعداد المراجعين. وأشارت إلى أن ضيق المكان لا يسمح بحضور أعداد كبيرة من المراجعين، متابعة أن أي شخص لديه شكوى فعليه تقديمها إلى مكتب السفير للبحث فيها.

وعزا بركاش بهاتيا، وهو مالك شركة سياحية في دبي، الازدحام أمام السفارات الأوروبية إلى قصر الإجازة الصيفية هذا العام، إذ تحبذ كثير من الأسر الانتهاء من الإجازة الصيفية قبل قدوم شهر رمضان، الذي يأتي هذا العام مبكراً (مطلع أغسطس المقبل). وأضاف أن هذا الازدحام نجم عنه تأخر في إصدار التأشيرات للمواطنين، يمتد إلى نحو 12 يوماً، في حين تستغرق تأشيرة غير المواطن نحو 20 يوماً، مؤكداً أن هذا التأخر أربك بعض الأسر، خصوصاً التي لديها حجوزات مسبقة في بعض الفنادق، كما عطل إجازة آخرين لجأوا إلى البحث عن بدائل أخرى مثل بعض الدول العربية.

من جانبه يرى الخبير عبدالرحيم الزرعوني، صاحب شركة سياحية، أن الازدحام الذي تشهده السفارات الأوروبية يعود بشكل رئيس إلى قلة أعداد الموظفين في أقسام التأشيرات، ما يؤخر إنجاز تسلم طلبات المراجعين بشكل سريع، فضلاً عن عدم قيام الراغبين في السفر بتقديم طلبات التأشيرات في وقت مبكر، وهو ما أدى إلى الازدحام الشديد. ولفت إلى أن مكاتب الخدمات السياحية يسمح لها بتقديم خمس معاملات فقط في اليوم، وهو ما يؤدي إلى تراكم أعداد الطلبات، ومن ثم يترتب على ذلك تأخر حصول المسافرين على التأشيرات في الوقت المحدد، فضلاً عن زيادة فترة إصدار التأشيرة من ثلاثة أيام إلى أكثر من 10 أيام خلال موسم الصيف.

من جانبه أكد عضو المجلس الوطني السابق أحمد الخاطري، أهمية مبادرة السفارات الأوروبية إلى اتخاذ تدابير أكثر مرونة، لتسهيل حصول على المواطنين في الدولة على تأشيرة «تشنغن» دون معوقات، مشيراً إلى أن شكاوى عدة وردت في السابق بشأن الصعوبات التي تواجه المواطنين في السفارات الأوروبية. وأشار إلى أن أعضاء في المجلس الوطني طرحوا هذه الشكاوى خلال جلسات المناقشة على وزارة الخارجية التي تجاوبت معها بجدية، وعقدت لقاءات عدة مع ممثلي تلك السفارات، بهدف تذليل الصعوبات أمام حصول المواطنين على التأشيرة الأوروبية، وحسن معاملة المواطنين، أسوة بمبدأ المعاملة بالمثل، داعياً المواطنين الذين يواجهون أية شكاوى في أي سفارة إلى سرعة تقديمها إلى وزارة الخارجية للعمل على سرعة حلها.

تويتر