‏«دبي لرعاية النساء» تطالب بتشديد العقوبة على الجناة ورعاية الضحايا‏

‏«المقربون» وراء 65٪ من حالات التحرّش بالأطفال‏

‏كشفت نتائج دراسة حديثة عن أن 18٪ من ضحايا التحرش بالأطفال يتعرضون لأنواع من التحرش عبر الإنترنت، و65٪ منهم يتعرضون للتحرش من المقربين و18٪ يتعرضون من أقارب الدرجة الأولى.

جاء ذلك خلال ندوة مكافحة التحرش الجنسي بالأطفال التي أقامتها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال في ندوة الثقافة والعلوم أمس، ضمن فعاليات حملة «طفولتي أمانة، فاحموها»، وطالب المشاركون بضرورة حماية الطفولة من الآثار النفسية للتحرش، وتشديد العقوبات القضائية على المتهمين لتصل إلى الإعدام، للحد من انتشار المشكلة في الدولة.

واعتبروا أن الاعتداء الجنسي «مشكلة مستترة، وتوجد صعوبات كبيرة في تحديد عدد الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش، بسبب الخوف من الفضيحة أو الملاحقة القانونية، أو بسبب صلة النسب التي قد تربط الضحية بالمتحرش».

وتفصيلاً، عرضت الأستاذة المساعدة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، والمعالجة في مركز سيكولوجيا الدكتورة سعاد المرزوقي، نتائج أولية لدراسة تجري على مستوى الإمارات وستنتهي في أول سبتمبر المقبل، وقدمت المرزوقي النسب الأولية التي توصلت إليها الدراسة، والتي تشير إلى وجود نوع جديد من التحرش يتم عبر الانترنت، وأكدت أن 18٪ يتعرضون للتحرش عبر الإنترنت، وأن هذه النسبة تنقسم إلى 66٪ من الذين تعرضوا لهذا النوع من التحرش، تعرضوا له عن غير قصد، فيما 42٪ كانوا يشاهدون الأفلام الإباحية عن قصد، بالإضافة إلى 18٪ يقومون بممارسة جنسية عبر الانترنت.

علاقات إلكترونية

أما العلاقات التي تنشأ عبر الانترنت فهي تنقسم بين علاقات إناث مع ذكور، أو ذكور مع ذكور، ما يعني أن هناك مشكلة أخرى متفشية وهي مشكلة المثلية الجنسية.

وشرحت المرزوقي أنواع التحرش الذي قد يكون من خلال المشاهدة فقط وممارسة العادة السرية، فيما قد ينتقل مع البعض إلى الكلام الإباحي، أو تعرية الطفل ومشاهدته، بالإضافة إلى اللمس من فوق الثياب أو مسك الطفل في مناطق حساسة، أما أكثر الأماكن التي يتعرض فيها الأطفال للتحرش، بحسب المرزوقي، فهي المدارس والمنازل، حيث تخف نسبة المراقبة، كما أن المتحرش غالباً ما يقوم بفعلته على مراحل، فيبدأ بالتودد، كي يسيطر على الطفل عاطفياً ويضمن سكوته.

وأشارت إلى الآثار السلبية التي يمكن أن تطال الضحايا والتي تتنوع بين الوسواس والقلق والانطوائية والعزلة والخجل أو الأعراض التي تشبه الصرع. أما المؤشرات التي تدل على تعرض الطفل للتحرش، فهي تتمثل بالتقرحات أو المشي بطريقة غير طبيعية بسبب الاحتكاك بالطفل في المنطقة الشرجية ولاسيما عند الذكور، بالإضافة إلى صعوبة الوقوف، أو أن تنتاب الطفل في الليل حركة مستمرة في الأطراف السفلى، أو ينام متقوقعاً على نفسه، فيما تلجأ الفتيات إلى تغطية منطقة الصدر.

تشديد العقوبة

وطالب المحامي عضو نقابة المحامين الدوليين يوسف الشريف، بضرورة تشديد العقوبة على المتحرش، حتى تصل إلى الإعدام في حال واقع طفل تحت 14 سنة، والحبس المؤبد في حال مواقعته طفلاً فوق 14 سنة، مشيراً إلى أن القضاء غالباً ما يخفف العقوبة كنوع من الرأفة.

وقال، «إن قضية التحرش تعد من أصعب القضايا، لافتاً إلى أن «قضية طفل العيد التي أثارت الناس كانت مؤلمة جداً حتى على القضاة الذين اعتادوا محاكمة الجرائم وذلك لشدة بشاعتها»، مؤكداً وجوب تعزيز دور الإعلام في طرح هذه القضايا بأسلوب لا يثير الأطفال. وذكر الشريف أن هناك فئة كبيرة من الأهالي يفضلون السكوت عند تعرض أبنائهم للتحرش، خوفاً من الفضيحة ودخول المحاكم وإجراءات التقاضي الطويلة لإثبات هتك العرض، مؤكداً أن حكم قضية طفل العيد كان سريعاً بسبب اهتمام الإعلام بها.

وأشار إلى عدم وجود محاكم أو شرطة خاصة للتعامل مع الأطفال لتجنيبهم تجربة دخول المحكمة، موضحاً أن عقوبات الإيقاع بالأطفال تتباين باختلاف أسلوب المواقعة، مطالباً بوجوب اعتماد تطبيق الحكومة الإعدام علنياً لتكون رادعة للغير على قاعدة أن «الوقاية خير من العلاج».

ولفتت مديرة الخدمات الاجتماعية في مؤسسة دبي لرعاية النساء والاطفال، بدرية الفارسي، إلى أن المشكلة ليست حديثة، ولكن الوعي والجرأة هما اللذان قادا إلى الحديث عنها على نطاق واسع، مؤكدة أنه لا يمكن وضعها في خانة الظاهرة في الإمارات، لأن المسألة تحتاج لدراسة معمقة تثبت انتشارها بشكل واسع، معتبرة أن طبيعة الثقافة السائدة التي تغيب التثقيف الجنسي، تساعد على بروز هذه المشكلات، مشيرة إلى أن مشكلة التحرش لا ترتبط بالطبقات الاجتماعية، ولكنها ترتبط بشكل بالقيم وتفكك الأسرة.

أرقام من الـ«يونيسيف»

ومن جهتها، أشارت مديرة إدارة قسم الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، الدكتورة أزهار أبوعلي، إلى كيفية تبدل معنى الطفولة التي تعتبر الاستمتاع والحلم والاستكشاف، بحيث تصبح مع ضحايا التحرش مملوءة بالآلام، إذ يصبح مكسوراً ومجروحاً ومعزولاً ومشوش الأفكار، كما أن معاناته تنتقل عبر الأجيال والمجتمعات. وعرضت أبوعلي، بعض الأرقام التي قدرتها اليونيسيف حول التحرش بالأطفال، فهناك 300 مليون طفل تعرضوا للتحرش والاستغلال، و53 ألف طفل توفي بسبب الاستغلال الجسدي، فيما 78٪ من الناجين يعانون أمراضاً نفسية مزمنة.‏

تويتر