‏‏

‏عائلة تتخلّى عن ابنتها بالتبني بعد 18 عاماً‏

غرافيك: ساسان سعيدي

‏وجدت الشابة المواطنة (ع) نفسها بلا مأوى بعد وصولها إلى سن 18 عاماً، حين تخلّت عنها أسرتها عقب وفاة والدها بالتبني، لكنها تحدّت الظروف وأكملت تعليمها الجامعي بتفوّق، وفقاً لمدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي، العميد خليل إبراهيم المنصوري، الذي لفت إلى أن «برنامج التواصل مع الضحية وفّر مأوى للفتاة في مؤسسة خاصة، ويتابع حالتها بشكل دائم».

وشرح المنصوري أن «القصة بدأت حين تبنّت أسرة مواطنة رضيعة عمرها شهر واحد، قبل نحو 18 عاماً، وحرص الأب طوال الوقت على معاملتها بعدالة، وكان يحميها من مضايقات الآخرين الذين كانوا يعايرونها بظروفها ويقول لها: (دعك منهم، أنتِ ابنتي مثل بقية أشقائك، لكن من أم أخرى)».

وقالت مسؤولة برنامج التواصل مع الضحية في مركز شرطة القصيص، ريم الأميري، إن «حياة (ع) مرّت على ما يرام طوال 18 عاماً حتى توفي والدها ، ثم وجدت الفتاة معاملة مختلفة بعد ذلك، وفي النهاية رفضتها أسرتها وسلمتها أمها للمركز قائلة إنها لا تريدها في العائلة».

وأضافت الأميري أن «محاولات عدة فشلت في إقناع الأم بالعدول عن قرارها، وتبنّت شرطة دبي حالة الفتاة وتم إيداعها في إحدى المؤسسات الخيرية المخصصة لذلك لمدة خمسة أشهر، حتى جاءت شقيقتها وطلبت اصطحابها للعيش معها فرحبت شرطة دبي بذلك وعادت الفتاة مع أختها». لكن بعد مرور نحو ستة أشهر عادت شقيقتها مجدداً إلى مركز شرطة القصيص وقالت إنها تريد تسليم أختها بالتبني؛ بدعوى أنها لا تستطيع تحمل مسؤوليتها فاستقبلها برنامج التواصل مع الضحية مجدداً، وحرص على رفع مستواها الدراسي وتوفير الرعاية النفسية لها حتى تغيّر حالها تماماً واتخذت قراراً بالاعتماد على نفسها. وأشارت الأميري إلى أن «الرعاية الخاصة في المؤسسة ساعدت الفتاة على التفوّق بشكل لافت في دراستها الجامعية، وهي الآن في الـ21 من عمرها، وحصلت على تقدير امتياز في معظم المواد»، منوهة بأنها لاتزال تحمل في داخلها ذكريات وشجوناً لتركها الأسرة التي تربّت بينها حتى صارت شابة».‏

تويتر