‏‏على هامش أعمال الملتقى الخليجي السادس للزلازل في أبوظبي

‏خبراء جيولوجيا: الإمارات الشـمالية أكثر عرضة للزلازل‏

«الأرصاد» درس أثر التفجيرات الناتجة عن الكسارات ورصد الاهتزازات الناجمة عنها. وام

أكد خبراء جيولوجيون أن دولة الإمارات تقع قريبة من منطقة الزلازل النشطة، حيث إنها تقع على بعد يتراوح بين 120 و300 كيلومتر من حزام الزلازل، لافتين الى أن المناطق الشمالية في الدولة هي الاكثر تعرضاً لحدوث زلازل، لقربها من الحزام الزلزالي المسمى بـ«سلسلة جبال زاغروس».

وأشاروا إلى أنه لا توجد في دول الخليج مبانٍ ملائمة ومجهزة بشكل جيد لمواجهة الزلازل العنيفة، فلا توجد مبان مرنة، وكلما زاد التعقيد وعدم التماثل في أساسات وطوابق المبنى زاد التأثر بالزلازل، مطالبين بضرورة مراجعة تصاميم المباني في منطقة الخليج التي أصبحت قاب قوسين او أدنى من حزام الزلازل.

جاء ذلك على هامش أعمال الملتقى الخليجي السادس للزلازل الذي يعقد في فندق شانغريلا في أبوظبي حالياً، بمشاركة واسعة من خبراء الزلازل والبراكين من مختلف الدول الخليجية.

وأيد ذلك خبير الزلازل في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في دولة الإمارات عبدالقادر فندش العمرات، قائلاً إنه يصعب التوقع او التنبؤ بالزلازل، فهي تأتي فجأة دون سابق إنذار، موضحاً أن مركز الارصاد والزلالزل داخل الدولة يراقب النشاط الزلزالي داخل وخارج الدولة، فيتم تسجيل الهزات ومتابعة حالتها وامتداداتها، مشيراً الى ان المناطق الشمالية في الدولة هي الاكثر عرضة للزلازل.

وأوضح ان أشد زلزال تعرضت له الدولة كان في عام ،2002 حيث بلغت قوته 4.8 درجات بمقياس ريختر، مضيفاً أن الزلزال يكون خطراً إذا زادت قوته عن ست درجات بمقياس ريختر، واذا كانت المباني الموجودة داخل الدولة مرتفعة، أي أن الابراج العالية هي الأشد تأثراً بخطر الزلازل.

وأشار العمرات الى ان تصميم المباني نفسها له أثر خطر في وقوع الكوارث نتيجة حدوث الزلزال، وذلك لأن المباني غير المهيأة للزلازل تتحطم بسهولة مع أي هزة أرضية متوسطة، مطالباً بضرورة اتباع الاسس الملائمة لتفادي الزلازل عن الشروع في تصميم المباني والمنشآت.

وأفاد بأن المركز الوطني للارصاد الجوية والزلازل اجرى دراسة بالتعاون مع وزارة الداخلية العام الماضي في الإمارات الشمالية لتقييم أثر التفجيرات الناتجة عن الكسارات ورصد الاهتزازات الصادرة عن تلك التفجيرات على مسافات متفاوتة من موقع التفجير، ونوقشت النتائج مع ممثلي الكسارات وبعض المؤسسات ذات العلاقة.

ولفت العمرات الى ان النتائج كانت مقبولة في بعض المناطق التي تعد مواقع صلبة، أي أن تربتها صلبة، كما أنها كانت نتائج غير مقبولة في المناطق الاخرى التي تعد مواقع ذات تربة رملية أو طينية، حيث إن تلك المواقع كانت تسجل سرعة للاهتزازات بشكل اكبر من القدر المسموح به حسب نظام الكودات العالمية المستخدم في تقييم تأثير الاهتزازات على المباني.

من جهته، أكد استاذ الهندسة المدنية في الجامعة الاميركية في الشارقة سامي طبش، أنه كلما زاد التعقيد في المبني من عمل أحجام مختلفة للطوابق واستخدام طرق رياضية معقدة في إنشاء المباني يجعلها أكثر عرضة للتصدع جراء الهزات الارضية، مطالباً بأهمية ان تصميم المباني داخل الدولة بشكل متماثل في طوابقها وألا تكون الطوابق ذات مساحات مختلفة، مضيفاً ان على الشركات العقارية القيام بحسابات دقيقة لقواعد وأساسات المباني، مع الاخذ في الاعتبار انه ليس كل مبنى غير متماثل يمكن أن ينهار في حالة تعرضه للزلازل.

وأشار رئيس مركز رصد الزلازل والبراكين في اليمن الدكتور جمال محمد شعلان الى ان هناك تعاوناً سيتم قريباً بين مؤسسات الارصاد والزلازل في الامارات واليمن لتبادل المعلومات على أساس ان الزلازل لا تعرف الحدود، ويجب ان تكون المعطيات والمعلومات متاحة ومتبادلة بين الجميع حتى يمكن أن نصل الى دراسات متخصصة حول الزلازل.

وأوضح أن منطقة الخليج يحيط بها حزام زلزالي من الشرق ممتد عبر جبال زاغروس في ايران وشمال شرق العراق، ومن الجهة الغربية محور البحر الاحمر ثم خليج عدن، مؤكداً ان هذه المناطق متميزة بنشاط زلزالي مستمر، ما يتطلب تحقيق التعاون والتنسيق الكامل بين دول المنطقة لمواجهة تلك المخاطر.

وأكد ان المنطقة العربية ومنطقة الخليج ليست مهيأة لحدوث زلازل عنيفة ولكن هناك احتمالات كبيرة لحدوث زلازل متوسطة القوة تتراوح شدتها بين أربع الى ست درجات بمقياس ريختر، مبيناً أن تلك الزلازل عادة لا تحدث دماراً أو اضراراً كبيرة اذا كانت البنى التحتية أو المنشآت مصممة بشكل جيد.

وأضاف رئيس الشبكة الوطنية لرصد الزلازل في دولة الكويت الدكتور عبدالله العنزي، أنه يصعب التنبؤ بالزلازل، لافتاً الى ان التربة الرملية والرسوبية غير المضغوطة التي توجد في منطقة الخليج تساعد على انتشار الزلازل وتتأثر بأخطارها على عكس التربة الصخرية التي لا تتأثر بشكل كبير بالهزات الارضية مهما كانت عنيفة، مؤكداً ان الحل لمواجهة تلك الاخطار يكمن في كيفية البناء بتصاميم هندسية ملائمة.

وأكد رئيس قسم الرصد الزلزالي في جدة نائب مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين في السعودية المهندس يحيى محمد طرابلسي، أهمية وجود تعاون بين دول المنطقة الخليجية لمواجهة خطر الزلازل والبراكين، لافتاً الى ان هناك حرات بركانية في منطقة الخليج بعضها غير نشط والبعض الآخر نشط، حيث يمكن ان تتفجر تلك الحرات النشطة في أي وقت، لذا ينبغي متابعة التفاعلات في تلك الحرات والتعامل السريع حال تفجرها والعمل على تفريغ المنطقة الموجودة فيها من السكان قبل تضررهم منها.‏

تويتر