‏‏

‏«ملتقى العائلة» في دبي يهدي الفرحة للأطفال‏

الملتقى تميز بطابعه المحلي. من المصدر

‏تشهد قرية الملتقى في منطقة الخوانيج في دبي، التي تحتضن ملتقى العائلة الثاني الذي تنظمه إدارة مراكز الأميرة هيا بنت الحسين الثقافية الإسلامية، تحت رعاية حرم صاحب السموّ الشيح محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، إقبالاً ومشاركة واسعة من قِبل الأطفال الذين يجدون في فعاليات الملتقى المتنوّعة متنفساً وفائدة كبيرة، بالنظر لطبيعة الفعاليات التي أدرجت في الملتقى بعد دراسة علمية لاحتياجات الأسرة الإماراتية بجميع إفرادها، إذ تفرّد ملتقى العائلة عن غيره من الفعاليات التي تشهدها إمارة دبي بطابعه المحلي الخالص، وتقديمه فعاليات تراثية مختلفة في كل مناحي الحياة، وأثارت العديد من الفعاليات دهشة وإعجاب الأطفال المواطنين الذين تعرّفوا على البعض منها لأول مرة، كما شاركوا في البعض الآخر لأول مرة أيضاً بعد أن توافرت لهم فرصة رؤيتها على أرض الواقع وبعد أن سمعوا عنها لفترات طويلة من قِبل آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم.

جاسم صالح الذي كان يجد صعوبة في الإمساك بطفليه اللذين كانا يركضان في دروب القرية يلاحقان الأضواء والألعاب الشعبية المختلفة، قال: «ملتقى العائلة يوفر لأطفالنا فرصة التعايش مع تفاصيل كاد الزمن أن يطويها، الملتقى يربطنا نحن وأطفالنا بالماضي الجميل ويعمّق شعور الانتماء للوطن». وأضاف «نحن نتمنى أن يمتد هذا الملتقى لفترة أطول، لأننا من خلال فعالياته نشعر بحق بمواطنتنا».

المواطنة جميلة سعد التي كانت تراقب أطفالها وهم يطاردون «الليلام» المزركش بشتى الألوان، قالت تسبقها ابتسامة فرح كبيرة «لا أدري كيف أشكر القائمين على تنظيم هذا الملتقى، لقد نجحوا بشكل حقيقي في صنع الفرح في قلوبنا، من خلال هذه الفعاليات الجميلة التي تحمل في طياتها فائدة كبيرة»، مشيرة الى أن إعادة «الليلام» على هذا النحو تمثل عملية ربط ذكية للماضي بالحاضر ، إذ يقدم التراث في إطار مقبول للأطفال بعيداً عن التلقين الذي قد يشكل عائقاً في سبيل توصيل المطلوب من هذه الفعاليات. وتقول صديقتها مريم محمود، إنها «سمعت من بعض الأصدقاء عن جمال هذا الملتقى، ولكنها لم تتوقع أن تشاهد فعاليات بهذا المستوى»، لافتة إلى أن ما يميّز هذا الملتقى أنه «لا يقدم التراث مجرد عروض للمشاهدة، بل يقدم الفعاليات في إطار المشاركة، ما يجعل الاشياء ترسخ في اذهان الجميع، لأن المتعة تجعل الجميع من كل الأعمار يقبلون على المشاركة».

بصعوبة كبيرة استوقفنا الطفل جمال الذي كان يطارد الرجل المزركش بشتى الألوان وسألناه عن هذا الشخص، فأجابنا: «هذا هو (الليلام) الذي كانت جداتنا يشترين منه الملابس والأقمشـة، ولقد حكت لي جدتي كثيراً عنه، وقد حانت الفرصة أخيراً لرؤيته»، وانطلق مسرعاً ليلحق به مع عشرات الأطفال الذين كانوا يحاصرونه من الجهات.

رُكن المأكولات الشعبية كان يغص بالجمهور، خصوصاً الأطفال الذين كانوا يتمتعون بمذاق الأكلات الشعبية التي لم يعد ايقاع الحياة السريع يتيح لأمهاتهم الفرصة لتحضيرها لهم، بل إن منهم من كان يتعرف إلى بعض هذه الأكلات للمرة الأولى. الطفل محمد سيف (13 عاماً) الذي كان يسجل الزيارة الخامسة لقرية الملتقى التي تحتضن ملتقى العائلة الثاني، قال: «كل شيء هنا يشعرني بالدهشه والفرح، فأنا أشاهد التفاصيل ولأول مرة على الطبيعة كنت أسمع عنها من والدتي أو جدتي، وها أنا أعيش هذه اللحظات، كما أنني اتمتع بالمأكولات الشعبية التي افتقدها».

سهيل حامد ذو (12 عاماً) قال إنه «يعيش ما يشبه الحلم الجميل وهو يشاهد مجتمعاً اماراتياً خالصاً وكأن الزمن عاد به سنين طويلة الى الوراء»، مؤكداً بأنه يشعر وكأنه في منزله وبين أفراد عائلته.

الطفل محمد أحمد (11 عاماً)، أكد أنه يستمتع كثيراً بالمأكولات والالعاب الشعبية، وسيستمر بزيارة القرية كلما اتيحت له الفرصة، لأنه استطاع من خلال الفعاليات المختلفة أن يتعرف إلى الكثير من الاشياء التي لم تتح له سابقاً معرفتها.

 

تويتر