مرض القلب أجبره على التقاعد.. والدائنون يطالبونه بـ ‬220 ألف درهم

حلم المنزل يقود مواطناً إلى السجن

«جمعة» يعاني المرض في السجن. الإمارات اليوم

عاش المواطن علي جمعة (‬43 عاماً)، حياته يحلم ببناء بيت، يعيش فيه مع أسرته في هناء واستقرار، وظل يسعى ويجتهد حتى استطاع بناء المنزل وتجهيزه بعد سنوات من الكفاح، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، إذ أصيب بمرض في القلب وانسداد في الأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، ولم يعد يستطيع العمل مثلما كان، واضطر إلى التقاعد المبكر من وظيفته، وانخفض دخله كثيراً، وعجز عن سداد قروض بناء البيت، وتراكمت عليه الفوائد والديون، حتى بلغت ‬220 ألف درهم، وغلت يداه وبات عاجزاً عن تدبير أموره، حتى انتهى به المطاف في سجن الشارقة المركزي، على خلفية أربع قضايا مالية رفعت ضده، وحالياً قضى خمسة أشهر خلف القضبان، ولا أمل لديه في الخروج من السجن سوى بيع البيت، الذي عاش يحلم به ويشرد أسرته البالغ عددها ‬10 أفراد، أو أن يمد له أهل الخير يد العون بمساعدته في سداد ديونه البالغة ‬220 ألف درهم، حتى يستطيع الخروج من السجن والعودة إلى بيته وعائلته مرة أخرى.

ويروي علي جمعة قصة دخوله السجن لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً إنه حصل على قرض الإسكان من برنامج الشيخ زايد للإسكان، ليبني منزله ويعيش هو وأفراد عائلته البالغ عددهم ‬10 أشخاص، ولم يكف القرض استكمال بناء المنزل، فاضطر إلى الاقتراض من أحد البنوك، ليستطيع بناء وتجهيز المنزل بالكامل، متابعاً أنه بالفعل نجح في بناء وتأثيث المنزل، وانتقل مع أسرته للعيش في المنزل الجديد منذ ثلاث سنوات، إلا أنه لم يستطع الاستقرار والهناء بسبب تراكم الديون على كاهله.

وأوضح أنه كان يعمل في وظيفة حكومية براتب يصل إلى ‬25 ألف درهم شهرياً، وكان يستطيع سداد قرض الإسكان والتزاماته مع بنوك، إضافة إلى الإنفاق على عائلته بحيث لا تحتاج إلى أحد آخر، لافتاً إلى أنه خطط لكل شيء بشكل جيد، لكنه غفل عما تخفيه الأقدار له.

وتابع أن الأمور كانت تسير وفق ما خطط حتى عام ‬2009، حتى أصيب بمرض في القلب وانسداد في الأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم الذي لايزال يعالج منها، ظروف مرضه حرمته الاستمرار في العمل، واضطر إلى التقاعد بعد ‬26 عاماً من العمل، وانخفض راتبه إلى ‬15 ألفاً و‬700 درهم، يقتطع منه مبلغ ‬1700 درهم لقرض الإسكان، و‬1200 درهم كقرض للجهة التي كان يعمل بها، إضافة إلى اقتطاع البنك ‬12 ألفاً و‬300 درهم أقساط القرض، وبطبيعة الحال لم يكفِ راتبه التقاعدي لسداد كل الديون، فكان البنك يحتسب عليه مبلغ ‬1300 درهم شهرياً متأخرات.

وأضاف أنه قبل تقاعده اشترى سيارة بقيمة ‬65 ألف درهم عن طريق البنك، موضحاً أنه اشترى السيارة لقضاء حاجات الأسرة، وتوصيل أبنائه إلى مدارسهم، والبنك يقتطع من الراتب ولم يواجه أي مشكلة في سداد المبلغ في بادئ الأمر، إلا أن مشكلته مع القروض، تفاقمت بعد تقاعده الإجباري، وبدأت حالتهم المعيشية في تدهور بصورة متسارعة.

وأشار جمعة إلى أن راتبه التقاعدي كان يذهب بأكمله للقروض والديون الشخصية، ولم يتبق منه شيء ليعيش منه هو وأسرته، الأمر الذي قاده إلى الاقتراض من معارفه، ومن أشخاص آخرين، ووصلت القروض إلى ‬142 ألف درهم، مع الفوائد التي احتسبوها عليه، لأنه لم يستطع سدادها لفترة طويلة، موضحاً أنه لم يستطع دفع القسط المتأخر، الذي بلغ ‬13 ألف درهم، إضافة إلى أقساط الشقة، التي كان يعيش فيها قبل انتقاله إلى منزله، ما زاد الأمر سوءاً.

وأوضح أنه مع تراكم الديون، وتأخره في السداد، اضطر الدائنون إلى الإبلاغ عنه ورفع قضايا مالية عليه، إذ يواجه قضيتين ماليتين في خورفكان، وقضيتين في إمارة الفجيرة، لافتاً إلى أنه تم استدعاؤه على خلفية هذه القضايا، واحتجازه لعدم قدرته على السداد، وكان ذلك قبل خمسة أشهر، وتحديدا في ‬12 ديسمبر ‬2012، ومنذ ذلك التاريخ يعيش داخل سجن الشارقة المركزي.

وأكد جمعة أنه المعيل الوحيد لأسرته، التي تعيش حالياً بمبلغ ‬1000 درهم إعانة شهرية تقدمها إليها الجمعية الخيرية في دبا، لافتاً إلى أنه يعاني المرض وآلام السجن وأسرته تعاني ضيق العيش، موضحاً أن لديه تسعة أبناء يصرف على ستة منهم (ابنان وأربع بنات) يستكملون دراستهم، ولديه ابن وحيد يعمل وابنتان متزوجتان، لكن ظروفهم المعيشية لا تمكنهم من مساعدته في سداد ديونه البالغة ‬220 ألف درهم.

وأضاف أنه فكر في كيفية سداد ديونه والخروج من السجن، بعد أن أغلقت الأبواب في وجهه، ووجد أن الحل الوحيد، بيع منزله الذي قضى فترة طويلة من الزمن في بنائه وعانى الكثير لاستكماله والانتقال إليه، متسائلاً «إن بعت منزلي أين ستعيش أسرتي؟ وأين سأذهب بها بعد خروجي من السجن؟».

وأكد أنه لو كان يملك عقارات أو أشياء ذات قيمة لباعها، وسدد المستحقات المالية، إلا أنه لا يملك سوى منزل وراتب تقاعدي، وأسرة كبيرة محرومة من الحياة الكريمة.

وناشد جمعة أهل الخير مساعدته على سداد المستحقات المالية، حتى يستطيع الخروج من السجن، ولم شمل عائلته واليعيش معهم مرة أخرى، مؤكداً أنه يعيش ظروفاً نفسية صعبة، منذ دخوله السجن، ولن يستطيع تذوق طعم الراحة، إلا بعد سداد الديون المتأخرة، والخروج من السجن.

تويتر