«هنوف» تغلبت على الإعاقة وتعاني البطالة

تعاني (هنوف ـ ‬23 عاماً) ضعف البصر، منذ الصغر، الأمر الذي جعلها تصنف ضمن فئة ذوي الإعاقة، ولم تستسلم لليأس والعجز، واستمرت في دراستها حتى حصلت على مؤهلات عدة، من بينها دبلوم موارد بشرية من المعهد الوطني للتدريب، ومنذ ثلاث سنوات تبحث عن عمل حتى تشعر أنها إنسانة طبيعية، وعلى الرغم من طرقها العديد من أبواب مؤسسات وجهات حكومية وخاصة إلا أنها لم تجد سوى الرفض.

وتروي المواطنة (أم هنوف) لـ«الإمارات اليوم»، قصة عن حياة ابنتها، قائلة «ولدت ابنتي طبيعية، وعملت لها الفحوص الطبية الخاصة بحديثي الولادة، وكانت سليمة ولا تعاني أي اعاقة، وعند بلوغها سن الرابعة، لاحظت انها تجد صعوبة في اللعب مثل بقية الأطفال، خصوصا عند الحركة، اصبت حينها بحالة من الذعر، واخذتها إلى الطبيب لمعاينتها، وبعد الفحوص والتحاليل أكد أنها تعاني ضعفاً شديداً في النظر، ولا يوجد لها علاج متوافر في الدولة».

وأضافت «لم أحتمل كلام الطبيب واصطحبت هنوف إلى لندن، في رحلة البحث عن علاج، وبدأت من جديد عمل فحوص وتحاليل، وأخيراً جاء تقرير الأطباء متوافقاً مع كلام الطبيب السابق، حينها حاولت التماسك حتى لا تشعر الفتاة بحجم المشكلة، واخذت عهداً على نفسي ألا تشعر ابنتي بأي نقص».

وتابعت (أم هنوف) أن «ألحقت ابنتي بالمدارس الحكومية لتستكمل دراستها، وحصلت على شهادة الثانوية العامة، وبعدها درست في المعهد الوطني للتدريب المهني، وحصلت على دبلوم في الموارد البشرية، ومن ثم درست في مركز تمكين لفاقدي البصر، وحصلت على شهادة في اللغة الإنجليزية، ودورة في استخدام الحاسب الآلي، بالإضافة إلى شهادة دبلوم وظيفي».

وقالت إن «ابنتي تدربت في اماكن عدة منها البنوك، واحدى الشركات الخاصة، وشاركت في تدريب صيفي في احد المستشفيات الحكومية، الذي تعلمت فيه كيفية حفظ الملفات، والتدريب في قسم المواعيد، وحالياً تدرس في احد المعاهد».

وأشارت (أم هنوف) إلى أن «مبادرة لطيفة» سلطت الضوء على فئة المعاقين، مؤكدة أنها من المبادرات القليلة التي تختص بتوظيف ذوي الإعاقة، الأمر الذي شجعها على عرض قصتها، من دون خجل على أمل العثور على فرصة عمل.

وتابعت أن «أبنتي أصيبت بحالة من اليأس، في الحصول على وظيفة، خصوصاً بعد طرق أبواب جهات عدة من دون جدوى، لكن لدي امل في الحصول على وظيفة لهنوف لانتشالها من دوامة اليأس، وتستطيع من خلالها تحقيق ذاتها وطموحاتها، مثل بقية أقرانها»، متابعة أن الإعاقة يجب ألا تكون سبباً في حرمان أي إنسان من أحلامه.

واضافت (أم هنوف) «بناتي الأخريات لديهن وظائف، ويساعدن انفسهن على مواجهة متطلبات الحياة، والاعتماد على أنفسهن، و(هنوف) تحلم بأن تكون مثل أخواتها حتى لا تشعر بالإعاقة».

وناشدت المسؤولين في الجهات الحكومية والخاصة، توفير وظيفة لابنتها، ويكفي ما تعانيه من عجز في البصر، مشددة على ضرورة مد يد العون لكل معاق في الدولة.

تويتر