48 جامعة تعرض برامجها التعليمية لمساعدتهم على تحديد المسارات الصحيحة

طلبة في الثانوية يعانون صعوبة اختيار التخصص الجامعي

طلبة في معرض الجامعات يتعرفون إلى التخصصات المطروحة. تصوير: إريك أرازاس

أكد طلبة مدارس ثانوية، وذووهم لـ«الإمارات اليوم» صعوبة اختيار التخصص الجامعي، بسبب ارتفاع المصروفات الدراسية، واختلاف المواد الدراسية التي تطلبها الجامعات، مشيرين إلى جهلهم بمعظم التخصصات التي تطرحها الجامعات، فيما أفاد وكيل وزارة التعليم العالي، الدكتور سعيد حمد الحساني، بوجود مشكلة لدى طلبة الثانوية العامة عند اختيار التخصص الجامعي، وبعضهم يكتشف في السنة الدارسية الأولى عدم ملاءمة التخصص لقدراته، لافتاً إلى أن الوزارة تنفذ برامج إرشادية لطلبة المدارس للتعريف بتخصصات الجامعات الحكومية.

تفصيلاً، شكا طلبة وذووهم مشاركون في معرض الجامعات الذي نظمته مدرسة النهضة الوطنية بمشاركة 48 جامعة، من حالة الارتباك التي تصيب طلاب عقب المرحلة الثانوية بسبب عدم وجود رؤية واضحة لديهم، بشأن التخصص الذي يرغبون في دراسته بالمرحلة الجامعية، ومتطلبات الالتحاق بهذه الجامعات.

وقـالـت والـدة إحــدى الـطالبـات، (أم خالد) «أتيت للاطلاع على شروط الالتحاق بالجامعات لتفادي ما حدث لي منذ عامين عندما اراد ابني الكبير الالتحاق بتخصص فنون جميلة، ولم يستطع لأنه لم يدرس في الصف الـ12 سوى مادة رياضيات واحدة»، مشيرة إلى ان المجموع لم يعد الشرط الوحيد للالتحاق بالجامعة، وأصبح لكل كلية شروط خاصة بها، يجب توافرها للسماح للطالب بالالتحاق بها.

وذكرت والدة طالبة أخرى، ريم العمري، أن المصروفات الدراسية للجامعات تحدد لأسر عدة نوع التخصص الذي سيلتحق به ابناؤهم، مشيرة إلى ارتفاع أسعار الجامعات الخاصة بصورة مبالغ فيها خصوصاً الجامعات الأجنبية في الدولة.

وأفادت الطالبة في الصف الـ،12 ندى أحمد، بأنها حددت اختيارها مسبقاً لدراسة الطب، وحضرت للمشاركة في المعرض لوضع بدائل في حالة عدم استطاعتها الالتحاق بالطب، واختيار بدائل مناسبة.

وقالت الطالبة في الصف الـ،11 مها المحرابي، إنها استفادت من المعرض، لافتة إلى أنه أتاح لها معرفة فروع بعض الجامعات الأوروبية التي ترسل الطلاب عقب تخرجهم لاستكمال دراستهم العليا في فرع الجامعة الأم بالخارج.

وقالت: «أرغب في دراسة الإعلام، وقررت الالتحاق بإحدى الجامعات الانجليزية لاستكمال دراستي العليا فيها، والمعرض اتاح لي معرفة شروط الالتحاق بالجامعة والمواد التي يجب ان ادرسها للالتحاق بالتخصص والعلامات التي لابد من الحصول عليها».

من جانبها، أكدت المشرفة على المعرض، مديحة عزمي، أن مشاركة الجامعات في المعرض مجانية والمدرسة تحملت التكاليف كافة، مشيرة إلى أن شرط الاشتراك في المعرض، أن تكون الجامعة معترفاً بها اكاديمياً في الدولة.

وأرجعت عزمي فكرة تنظيم المعرض إلى الصعوبات التي يواجهها الطلاب عقب الانتهاء من المرحلة الثانوية، وعدم معرفتهم بالجامعات والتخصصات الموجودة فيها، ما يعرض كثيرين لمشكلات عند الاختيار وتحديد مستقبلهم، لافتة إلى أن المدرسة وجهت دعوة إلى جميع مدارس أبوظبي الحكومية والخاصة للمشاركة في المعرض واطلاع ابنائها على شروط الجامعات وقيمة مصروفاتها.

وأفادت المسؤولة الاكاديمية في المدرسة، بردين هورنت، بأن الهدف من المعرض مساعدة الطلبة، موضحة «أننا نشجع الطلبة عند الاختيار على مراعاة المستوى العلمي، واحتياجات المجتمع وسوق العمل، ونقوم قبل انتهاء المرحلة الثانوية بعمل اختبارات تقييم لتطلعات الطلاب في المستقبل، واتجاهاتهم العلمية والأدبية، لنرشدهم إلى التخصص الأنسب لهم».

في المقابل، أكد ممثلون للعديد من الجامعات أن 75٪ من الطلبة الناجحين في الصف الـ،12 ليست لديهم رؤية واضحة بشأن التخصص الدراسي في الجامعة، وإن أكثر من دراسة علمية رصدت مجموعة من العوامل التي تدفع الطالب لتحديد نوعية التخصص الدراسي، وفي مقدمتها الزملاء، ونصيحة الأهل، دون أن يكون لديهم صورة واضحة حول طبيعة التخصص الدراسي الذي اختاروه، بالإضافة إلى ختيار تخصص بناء على وظيفة أحد الوالدين أو الأقارب، أو تخصص يكسبه مكانة اجتماعية ووظيفية مرموقة.

وأوضح المشاركون أن العديد من الطلاب يدرسون مواد تتعارض مع التخصصات التي يرغبون في الالتحاق بها، محذرين من خطر تنامي ظاهرة الارتباك في اختيارات التخصص الجامعي لدى طلبة الثانوية، لافتين إلى أن هذه المشكلة سببها غياب الإرشاد الأكاديمي والمهني الذي ينبغي أن تقدمه المدرسة للطالب في مرحلة دراسية مبكرة واطلاعه على التخصصات الدراسية وطبيعة الدراسة في كل تخصص والمعايير العلمية اللازمة لدراستها، وفرص العمل التي يمكنه هـذا التخصص من الالتحاق بها.

في المقابل، أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تنفيذ برنامج «نابو»، لتوسيع قاعدة الوعي الأكاديمي والمهني لدى طلبة المدارس الثانوية، بشأن البرامج الدراسية المطروحة في مؤسسات التعليم العالي الحكومية التي تشمل أكثر من 250 تخصصاً دراسياً، تلبي جميعها احتياجات ورغبات الطلبة في القسمين العلمي والأدبي، كما ترفد المجتمع بخريجين وخريجات مؤهلين في مختلف التخصصات العلمية.

وأوضحت الوزارة أن هذا البرنامج يتضمن عدداً من ورش العمل والمحاضرات واللقاءات المفتوحة بين أكاديميين متخصصين في الإرشاد، وطلبة الـ12 بهدف اطلاعهم على التخصصات الدراسية والبرامج التي تطرحها جامعة الإمارات، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا، وكذلك منظومة التخصصات المرتبطة بالبعثات الدراسية خارج الدولة عن طريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وقال وكيل وزارة التعليم العالي، الدكتور سعيد الحساني، إن الوزارة تعمل دعاية ومحاضرات ارشادية للجامعات الحكومية داخل المدارس، لتعريف الطلاب بها وبتخصصاتها.

ولفت إلى أن الدعاية للجامعات الخاصة، مسؤولية كل جامعة للتعريف ببرامجها وجذب الطلاب إليها.

وأشار الحساني إلى أن عدداً كبيراً من الطلبة يلتحق بتخصص دراسي لتفوقه في دراسة احد المساقات في المرحلة الثانوية، ثم يكتشف خلال دراسته الجامعية في السنة الأولى أن هناك مجموعة أخرى من المساقات المختلفة عن ميوله التي يجب عليه دراستها، فيكتشف الطالب انه غير متمكن في دراستها، وتظهر مشكلات كان ينبغي وضع حلول لها في فترة دراسية سابقة على الالتحاق بالجامعة، بحيث يكون على وعي كامل بالخطة الدراسية التي سيدرسها في الجامعة وتوصيف المساقات، وأيضاً فرص العمل المتاحة في هذا التخصص بعد التخرج.

تويتر