«الأنجاد»: بعض السائقين يقدمون أعذاراً واهية.. ولا تهاون مع الوقوف الخاطئ

قلة المواقف تعرّض سكاناً في الشـارقة لمخالفات مرور

قلة المواقف في الشارقة تضطر سائقين إلى الوقوف بشكل خاطئ. تصوير: تشاندرا بالان

شكا سكان في الشارقة من كثرة المخالفات المرورية التي تُحرر ضدهم بسبب وقوف مركباتهم الخاطئ، خصوصاً بالقرب من أماكن سكناهم، مطالبين بضرورة توفير مواقف مجانية ومدفوعة الأجر في الأماكن المزدحمة التي تحتاج إلى مواقف مثل المستشفيات والمطاعم ومحال السوبر ماركت ومراكز الخدمات العامة المتنوعة، مثل اتصالات وغيرها، كي لا يضطر السائقون إلى الوقوف بشكل خاطئ ما يعرضهم إلى المخالفة.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إنهم يضطرون إلى الوقوف الخاطئ نظراً لقلة المواقف، والانتظار فترة طويلة تصل إلى ساعات في البحث عن مكان مناسب للوقوف، من دون جدوى، لافتين إلى أنه من غير المنطقي ان يقضوا زمناً طويلاً بحثاً عن موقف، من أجل الوقوف دقائق بسيطة لقضاء مهمة لا تستغرق زمناً طويلاً، مطالبين الجهات المعنية بضرورة العمل لحل هذه المشكلة.

وبدوره أكد رئيس قسم الدوريات والأنجاد في شرطة الشارقة، المقدم أحمد بن درويش، أن «دوريات الشرطة تنتشر بشكل مستمر في مختلف الأماكن والطرقات، من أجل متابعة وتنظيم حركة السير والمرور وعدم السماح لأي شخص بالوقوف الخاطئ وعرقلة حركة السير خصوصاً على الطرق العامة، وهو ما يستدعي مخالفة كل من يقوم بمثل هذا الفعل، سواء كان واقفاً بشكل خاطئ أو مزدوج أو بشكل يعرقل حركة المرور والسير، في أي مكان عام أو طريق داخلي أو رئيس، أو في أماكن يمنع فيها الوقوف في المستشفيات أو أماكن والخدمات العامة الأخرى»، موضحاً أن الوقوف الخاطئ قد يؤدي إلى وقوع حوادث مرورية.

وتفصيلاً، قال أحد سكان منطقة الخان، سامر عبدالكريم، «قبل أيام وقفت بشكل مزدوج لدقائق أمام صيدلية في منطقة الخان، أنتظر زوجتي التي أرادت شراء دواء لطفلنا، بعدما عجزت عن إيجاد موقف».

وتابع «لم تمض لحظات وفوجئت بقدوم دورية شرطة وحررت لي مخالفة الوقوف الخاطئ، وقيمتها 200 درهم، وعبثاً حاولت اقناع الشرطي بأن الأمر لن يستغرق سوى دقائق معدودة لكنه اصر على تحرير المخالفة بحجة أني أعرقل السير في شارع عام، وما ان انتهى من تحرير المخالفة حتى خرجت زوجتي من الصيدلية، فكلفنا الدواء ثمناً باهظاً جداً».

وتساءل: «هل يعقل أن نتعرض للمخالفة نظير الوقوف ولو بشكل خاطئ لدقائق لشراء دواء؟»، مشيراً إلى أنه حاول إيجاد موقف مجاني أو بالأجر قريب من الصيدلية لكنه فشل في ذلك، ما اضطره إلى الوقوف الخاطئ مدة قصيرة، مطالباً دوريات شرطة الشارقة بضرورة مراعاة الظروف الخاصة عند تحرير المخالفات.

وتساءل ساكن آخر في منطقة أبوشغارة، خالد حسان، «أين أترك مركبتي عندما لا اجد مكاناً بالقرب من بيتي؟»، متابعاً «يومياً احاول البحث عن موقف قريب بلا جدوى، ما يضطرني إلى الوقوف الخاطئ في الساحات الترابية المليئة بالسيارات، أو على كتف الطرق الداخلية او فوق الرصيف، والنتيجة مخالفات متكررة»، مؤكداً أن كثرة تحرير المخالفات ليست الحل، مطالباً بتوفير مواقف كافية مجانية ومدفوعة الأجر، لتجنيب السكان الانتظار الطويل بحثاً عن مواقف من دون جدوى، أو الوقوف في الساحات الترابية العشوائية أو الوقوف مزدوجاً، ما يؤدي إلى مخالفات متكررة مرهقة مالياً.

وقال مجدي محمود، «كنت انتظر داخل سيارتي إلى حين تجهيز بعض الساندويتشات في شارع عبدالناصر وتعرضت للمخالفة، وفي هذا الشارع لا مجال للوقوف إلا بشكل مزدوج».

وأوضح انه مضطر للوقوف الخاطئ بسبب قلة المواقف على الرغم من محاولات البحث عن مكان مناسب للوقوف، لكن من دون فائدة، متابعاً «من غير المعقول ان نقضي يومنا بحثاً عن موقف مناسب من أجل قضاء مهمة تستغرق دقائق، في حين يستغرق البحث عن مواقف اضعاف وقت إنجاز المهمة او المعاملة، مطالباً بتوفير مواقف كافية في شوارع الشارقة كافة، ومراعاة ظروف السائقين عند تحرير المخالفات المرورية.

وأيده، أحد سكان منطقة القاسمية، عبدالكريم الديك، مضيفاً «كنت انتظر صديقي امام مطعم في شارع جمال عبدالناصر يوم الجمعة الماضية صباحاً، فخالفني شرطي المرور»، لافتاً إلى أنه كلما وقف في الممنوع سرعان ما يجد دوريات الشرطة وسرعان ما تحرر ضده مخالفة وقوف خاطئ.

وطالب الديك بالعمل على توفير مواقف مناسبة وكافية بدلاً من المخالفات المتكررة يومياً، التي أصبحت هاجساً مقلقاً لسكان الشارقة.

وأوضح أن هناك أماكن عدة في الإمارة تكثر فيها المستشفيات والمطاعم ومحال السوبرماركت والخدمات العامة المتنوعة مثل «اتصالات» وغيرها، ولا توجد فيها مواقف مجانية أو مدفوعة الأجر كافية لتجنيب السائقين الوقوف الخاطئ.

وفي المقابل، قال رئيس قسم الدوريات والأنجاد في شرطة الشارقة، المقدم احمد بن درويش، إن الأماكن التي يمنع فيها الوقوف وفق القانون واضحة، وهناك لوحات ولافتات وإشارات تدلل على ذلك، سواء لوحات مداخل الطوارئ في المستشفيات التي كثيراً ما تستغل من قبل البعض بزعم انه قادم للمستشفى ويحتاج لموقف قريب، مؤكداً أنها مخالفة صريحة تستدعي التصرف من قبل الشرطة وفق القانون، ومن يتعمد الوقف الخاطئ يسبب الأذى لنفسه ولغيره، وأضاف أن هناك الممرات التي تؤدي إلى المواقف، يستغلها بعض السائقين في الوقوف الخاطئ ما يعيق حركة السير والمرور، وهناك الوقوف في الأماكن الممنوعة والأرصفة المخططة بالأصفر والأسود، حيث إنه من غير المسموح الوقوف فيها، ومثل هذه الحالات تستدعي المخالفة من أجل ضبط حركة الشارع.

وأوضح أن الطرق الداخلية للبنايات، خصوصاً التي يكون فيها سير الخط في اتجاهين، تتعرض في كثير من الأحيان إلى الاستغلال من قبل البعض في الوقوف الخاطئ ما يؤدي إلى إغلاق أحد المسارين، وهو ما يربك السائقين ويتسبب في حوادث مرورية، وقيمة هذه المخالفة 200 درهم، والحصول على نقطتين مروريتين، لافتاً إلى أن بعض السائقين يتسببون في الوقوف الخاطئ وأخذ الحيز الأكبر من الشارع، وهي مخالفة تصل قيمتها إلى 600 درهم، والحصول على نقطتين مروريتين، لعرقلة حركة السير من دون مبرر، في حين بإمكان السائق البحث عن مكان مناسب للوقوف لو بذل بعض الجهد في البحث عن مكان قريب، بدلاً من عرقلة حركة المرور.

وأشار بن درويش إلى أن بلدية الشارقة سمحت لأصحاب الساحات الترابية في المجاز والقاسمية وغيرها من المناطق بتحويلها إلى مواقف منظمة خاصة مدفوعة الأجر، لمدد متفاوتة، خطوةً لحل أزمة قلة مواقف السيارات، بهدف الاستفادة من هذه الساحات.

وتابع بالنسبة لمراجعي الشركات والبنوك ومختلف الدوائر والمؤسسات الخدمية فهناك المواقف على جانبي الشارع ومواقف البلدية المدفوعة الأجر، مؤكداً أهمية احترام القانون والالتزام به، لافتاً إلى أن «المشكلة تكمن في الثقافة المرورية لدى البعض، والكسل من قبل آخرين لا يرغبون في المشي أمتاراً عدة».

وأكد أن «الوقوف الخاطئ يعرقل حركة المرور والسير بالنسبة لآخرين، كما انه يسبب حوادث مرورية.

وأشار إلى أن «دورياتنا في الطرقات وفي المناطق السكنية منذ ساعات الصباح الأولى وعلى مدار الساعة، ونركز على مناطق معينة خصوصاً التجارية والخدمية، ونسعى لمنع ظاهرة الوقوف الخاطئ ونعمل على مخالفة كل من يقوم بمثل هذا الوقوف الخاطئ».

تويتر