«محمد بن راشد للإسكان» تؤكد أن تدني راتبها سبب رفض منحها قرض إسكان

عائلة تعيش في بيت مــن صفيح منذ 25 عاماً

(أم عبدالله) فشلت في الحصول على قرض إسكان يمكّنها من بناء بيت طوال 16 عاماً. الإمارات اليوم

تعيش مريم وعائلتها المكونة من زوجها وأبنائها الأربعة في بيت من صفيح أو ما يعرف بالـ «صندقة»، نصبت جدرانها وسقفها من ألواح «التشينكو» منذ أكثر من 25 عاماً، وذلك بعد أن باءت كل محاولاتها للحصول على مسكن لائق بالفشل، وعلى الرغم من حصولها على منحة أرض منذ عام 1994 فإنها لم تتمكن من استكمال البناء نتيجة رفض طلبها بالحصول على قرض من مؤسسة محمد بن راشد للإسكان طوال 16 عاماً لتدني راتبها من وزارة الشؤون، على الرغم من ظروف العائلة المالية السيئة، بعد إنهاء خدمة زوجها منذ سنوات.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/246795.jpgإعانة «الشؤون»

كانت وزارة الشؤون الاجتماعية رفعت الإعانة الشهرية عن (أم عبدالله) سنوات عدة، بسبب زواجها من غير مواطن، واستمر ذلك حتى بعد أن فقد زوجها عمله، إلى أن منحتها إياها مجدداً في العام الماضي، بعد تقديم عدد من الطلبات التي شرحت حال العائلة ووضعها المالي المتأزم.

(أم عبدالله) التي تزحف على يديها، مستعينة بحصيرة تسهّل عملية سحبها من غرفتها إلى دورة المياه، مطالِبة بحل مشكلتها، مؤكدة أنها لا تصبو إلى شيء غير مواصلة بناء منزلها «أشعر بأني حفرت في الصخر للبدء في بناء بيت، لكن لم يكتمل البناء، فأنا وعائلتي نعيش أسوأ الأحوال، ولم نعد نقوى على أن نكمل حياتنا في (صندقة) لا تقينا حر الصيف ولاالسيول والأمطار التي تغرقنا في موسم الشتاء، وكل ما نريده أن نستكمل البناء لنعيش في منزل يؤوينا ويشعرنا بالأمان».

في المقابل أكد مدير إدارة المنح والقروض الإسكانية في مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، عمر أهلي، أن سبب رفض طلب المواطنة مريم حسن إبراهيم، للحصول على قرض إسكان يرجع إلى وقوع راتبها تحت السقف المحدد المنصوص عليه في قوانين المؤسسة والبالغ 7000 درهم، مشيراً إلى ضرورة تقدم المرأة بطلب جديد تحدّث فيه بياناتها وتشرح فيه ظروفها، لتتم دراسته مجدداً.

وزارت «الإمارات اليوم» مريم في منزلها الكائن في منطقة السطوة، وسجلت شكوى المرأة شبه المقعدة التي أنهكتها المآسي والأمراض، فلم تقو حتى على رفع صوتها لتتحدث عن آلامها، وتدخل زوجها ليعينها في التعبير عن مأساة عائلة تعيش على راتب وزارة الشؤون، بعد أن فُصل رب الأسرة من عمله منذ ست سنوات.

مريم أو (أم عبدالله) مواطنة إماراتية، حصلت على منحة أرض في عام ،1994 وظلت في انتظار الحصول على قرض يمكّنها من بناء بيت فوق قطعة الأرض الممنوحة لها سنوات طويلة لكن من دون جدوى، وضاعت أحلامها بالاستقرار مع عائلتها داخل جدران منزل يؤويها أدراج الرياح.

قالت (أم عبدالله): «تقدمت أكثر من مرة بطلب للحصول على قرض إلى مؤسسة كان يطلق عليها في عام 1994 (الإسكان الحكومي)، حتى جاءني الرد من (مؤسسة محمد بن راشد للإسكان) في عام 2006 بأن طلبي مرفوض، بسبب تدني راتب زوجي الذي لم يكن يتجاوز الـ 1200 درهم في ذلك الوقت».

وأضافت «تم الاستغناء عن خدمات زوجي، بعد أن اشتغل (عامل نظافة) في مؤسسة حكومية نحو 20 عاماً، كما أنني أعاني أمراضاً عدة، منها المفاصل والسكر والضغط وارتفاع الكوليسترول، وابني يعاني إعاقة ذهنية منذ الصغر، وأخواته البنات لا معيل لهن ولا معين»، متسائلة: كيف لنا أن نتدبر أمرنا وننتقل إلى منزل يؤوينا؟

وتابعت مريم «لقد حاول زوجي العثور على عمل منذ أن تم الاستغناء عن خدماته من دوائر حكومية، لكن من دون جدوى».

وأكدت أن أكبر أولادها يدعى (عبدالله) يبلغ من العمر 22 عاماً، لكنه لا يستطيع العمل بسبب إعاقته الذهنية التي منعته أن يعيش حياته بشكل طبيعي، بعد أن أجريت له وهو في سن السابعة عملية جراحية في الدماغ، لسحب كمية من المياه بداخله، اكتشفت مع ولادته، وجعلته طريح الفراش سنوات.

وذكرت (أم عبدالله) أنها حاولت أن تحل مشكلتها بنفسها، وذلك حين حصلت في عام 2003 على 80 ألف درهم حصتها من إرث والدها، فبدأت بإنشاء منزل في الأرض الممنوحة لها من الحكومة في منطقة البرشاء، خصوصاً أن متبرعين أمدوها بكثير من الدعم الذي مكنها من إنجاز نحو 40٪ من مشروع البناء، إلا أنه توقف عندما فُصل زوجها من عمله في عام ،2004 وتدهور وضع العائلة المالي إلى حد لم يعد بإمكانهم المضي في المشروع.

تويتر