136 مليار دولار خسائر سنوية بسبب التفاعلات الدوائية الضارة عالمياً

«الصحة»: 5٪ من المرضى يدخلون المستشفى بسبب الاستخدام الخاطئ للأدوية

خلال مؤتمر الإمارات السادس لليقظة الدوائية الذي انطلقت أعماله أمس. من المصدر

أفاد الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص في وزارة الصحة ووقاية المجتمع رئيس اللجنة العليا لليقظة الدوائية، الدكتور أمين الأميري، بأن «5٪ من المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب الاستخدام الخاطئ للأدوية، لتعرضهم لأعراض جانبية نتيجة التفاعلات الدوائية»، محذّراً من الاستخدام الذاتي للدواء وشرائه عبر المواقع الإلكترونية، فيما كشفت إحصاءات حديثة أن آثار التفاعلات الدوائية الضارة تسبب خسائر تقدر بنحو 136 مليار دولار عالمياً.

اليقظة الدوائية

قال الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص في وزارة الصحة ووقاية المجتمع رئيس اللجنة العليا لليقظة الدوائية، الدكتور أمين الأميري، إن «الأهداف الرئيسة لليقظة الدوائية هي: الكشف المبكر عن مشكلات السلامة، والتحقق من الزيادات في وتيرة الاستخدام، وتحديد عوامل الخطر، والاستخدام الرشيد والمأمون للأدوية، والحدّ من معاناة المرضى، وتقليل التكاليف المالية على النظم الصحية وعلى المريض». وشدّد على أن «التيقظ الدوائي يبدأ من المرحلة السريرية، ويستمر طوال سريان مفعول الدواء، أثناء مرحلة ما قبل التسويق وبعده».

وقال الأميري في تصريحات صحافية، خلال مؤتمر الإمارات السادس لليقظة الدوائية، أمس، إن «هناك خمسة عوامل رئيسة تحدّد وتؤثر في برنامج اليقظة الدوائية، وهي الاستخدام الذاتي للدواء، الذي يؤثر في الشخص الذي يستخدم الدواء غير المناسب، فيصبح المريض هو الطبيب والصيدلاني والمريض في آن واحد، إضافة إلى شراء الدواء عن طريق المواقع الإلكترونية، وجلب الأدوية من الخارج والتعامل مع الأدوية المغشوشة، والغش الدوائي له دور كبير في قضية التأثير السلبي في صحة الإنسان، والاستخدام العشوائي لبعض الأعشاب، وجلب الدواء مع المسافرين».

وشدّد على أن «التداوي بالأعشاب له تأثير سلبي، إذا لم يكن مقنناً، ويعالج بطريقة علمية»، مشيراً إلى أن «نحو 50٪ من التفاعلات الدوائية الضارة يمكن الوقاية منها، إذا وجدت أنظمة نشطة لليقظة الدوائية»، موضحاً أن «الإمارات تطبق خطة من ستة محاور لتعزيز اليقظة الدوائية ومكافحة الغش الدوائي، تتضمن التنبؤ المبكر للتفاعلات الدوائية، من خلال الفحص الدقيق للأدوية، عبر التفتيش والرقابة، وتحديد نوع المخاطر، وكمية هذه المخاطر على المريض، وتوعية المريض والمجتمع عن مخاطر التفاعلات الدوائية، إضافة إلى نشر الوعي وتعزيز الثقافة للاستخدام الرشيد للدواء».

وكشف المؤتمر، الذي انطلقت أعماله أمس في دبي، وتنظمه الوزارة، بالتعاون مع رابطة بحوث ومصنعي الأدوية في الخليج (فرماج)، أن «التكاليف الاقتصادية العالمية للتفاعلات الدوائية الضارة تصل إلى 136 مليار دولار سنوياً، وفقاً للإحصاءات الصادرة العام الماضي من جهات صحية دولية، وقد تزيد التكاليف البديلة للدواء بسبب زيادة الاستشفاء، وإطالة فترة الإقامة في المستشفى، وإجراء فحوص سريرية إضافية».

ولفت الأميري إلى وجود تنامي للوعي عالمياً في ما يتعلق بالتيقظ الدوائي، وقد أدى العديد من التغييرات إلى أنواع جديدة من المخاوف المتعلقة بالسلامة الدوائية، مشيراً إلى أن «أبرز هذه المخاوف، زيادة ممارسات العلاج الذاتي، والعولمة والتوسع في التجارة الحرة، وتسهيل الاتصالات عبر الحدود، والبيع غير القانوني للأدوية عبر الإنترنت، وتصنيع وبيع الأدوية المزيفة على نطاق عالمي، وزيادة استخدام الأدوية التقليدية والأعشاب خارج حدود الثقافة التقليدية للاستخدام، مع بروز التفاعلات الدوائية السلبية».

وعرض الأميري تجربة الوزارة في تعزيز التيقظ الدوائي، من خلال تنظيم وترخيص الأدوية والمنتجات الصيدلانية في الإمارات، خلال لجنة وطنية مع الجهات الصحية والجامعات الإماراتية.

وأشار إلى السيطرة على استيراد وتوزيع جميع المنتجات الصيدلانية، وتحليل وتقييم جودة المنتجات الصيدلانية، فضلاً عن تقييم السلامة ورصد المنتجات الصيدلانية، وإصدار التحذيرات بشأن سلامة الأدوية، وفاعليتها وجودتها في الدولة.

وأوضح الأميري أن «دور اللجنة العليا لليقظة الدوائية بالدولة، هو توفير أنشطة تقنية وعلمية لتنظيم التيقظ الدوائي، وتقديم المشورة والمعلومات المتعلقة بالأدوية، وتقييم السلامة ذات الصلة من المخدرات وآثارها الجانبية مع إدارة مكافحة المخدرات والجهات الصحية المحلية».

وذكر أنه «تم توحيد الإجراءات التي تنظم عمليات اليقظة الدوائية، والتنسيق مع المركز الوطني للمخدرات والسموم»، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين السلطات الدوائية المحلية والدولية.

تويتر