كشفت عن 3 مركبات حديثة في «المؤتمر الدولي للإسعاف»

دبي تطلق إسعافاً برمائياً لإنقاذ الغرقى

بن دراي يشرح عمل مركبات الإسعاف الجديدة خلال المؤتمر الدولي. من المصدر

كشفت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، خلال مؤتمر الإسعاف الأول، الذي انطلقت فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي للمؤتمرات والمعارض، عن ثلاث مركبات إسعافية جديدة، تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

أعلى درجات الجاهزية

قال رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، حميد القطامي، إن البلدان التي تمتلك نظماً صحية متطورة، وقوى عاملة صحية جيدة التدريب والتجهيز، هي أفضل استعداداً لمواجهة حالات الطوارئ.

وأضاف، أمام مؤتمر دبي الدولي للإسعاف، أن الإمارة توفر أعلى درجات الجاهزية، والأمن الصحي القائم على سياسات واستراتيجيات وطنية داعمة، وتخصص الموارد اللازمة لإدارة المخاطر، وتحسن خدمات الرعاية الصحية العالية الجودة، وتدرب القوى العاملة من المسعفين والفنيين، وتجهيزهم وإشراكهم في تخطيط حالات الطوارئ وإكسابهم أدوات تحديد المخاطر وتقييمها، ومن ثم التعامل معها باحترافية ومهنية رفيعة المستوى.

وقال المدير التنفيذي للمؤسسة، خليفة بن دراي، في مؤتمر صحافي، أمس، إن السيارة الأولى هي المستجيب البرمائي، وهي مخصصة للتعامل مع حالات الغرق، وتتولى تقديم الإسعافات الأولية للمصاب، قبل وصوله إلى سيارة الإسعاف، التي تتولى نقله إلى المستشفى.

وأوضح أن السيارة ستتمركز في منطقة «دبي كايت»، على شاطئ جميرا، لافتاً إلى أن السيارة مجهزة بجميع المعدات الطبية، مثل الحقيبة الطبية الإسعافية، وأجهزة الأوكسجين والتنفس الاصطناعي، وأجهزة فحص الدم والضغط والسكري، وسيعمل عليها مسعف مدرب، ومؤهل للتعامل مع حالات الغرق.

وأشار إلى أن المركبة الثانية سيارة مخصصة لمكافحة العدوى والأمراض المعدية والفيروسية، وتعمل على تخفيف الميكروبات داخل السيارة، عن طريق أنظمة وأجهزة خاصة بالتعقيم.

وقال بن دراي إن السيارة تنقل الحالات المشتبه في إصابتها بالأمراض المعدية الخطرة، مثل (سارس) و(إيبولا) و(إنفلونزا الخنازير)، وغيرها من الأمراض، لتجنيب المسعفين والعاملين العدوى.

وأشار إلى أن أرضية السيارة والأنظمة الموجودة فيها، تختلف عن سيارات الإسعاف التقليدية، إذ تحوي نظاماً لفلترة الهواء وتعقيمه، مدة تمتد بين 15 و20 دقيقة، ينتج عنه بخاخ قوي لتعقيم السيارة، لافتاً إلى أن المسعفين العاملين على السيارة، يتخذون الإجراءات الاحترازية، مثل ارتداء الأقنعة والقفازات والملابس الخاصة، لوقايتهم من انتقال العدوى.

أما السيارة الثالثة، فهي المستجيب البري، وهو عبارة عن مركبة دفع رباعي مخصصة للمناطق الصحراوية، وبإمكانها الوصول إلى المصاب داخل الصحراء، في أي مكان وبسرعة قياسية.

وأكمل: «بعد تقديم الإسعافات الأولية، من قبل المسعفين المدربين على التعامل مع إصابات الصحراء، يتم نقل المصاب إلى سيارة الإسعاف التي ستكون موجودة على الشارع العام، لنقل المصاب إلى المستشفى».

وتابع: «هذا النوع من الخدمة مطلوب، وذلك في بعض الأشهر التي تكثر فيها رحلات السفاري، والمخيمات الصحراوية»، لافتاً إلى أن السيارة مزودة ومجهزة بكل تجهيزات سيارات الإسعاف، مثل الحقيبة الطبية، وأجهزة التنفس الاصطناعي، وأجهزة فحص الضغط والسكري.

إلى ذلك، عرضت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، أمام المشاركين في المؤتمر، «تجربة دبي في مواجهة الأزمات والكوارث».

وقال بن دراي إن الحكومة تطبق خطة متكاملة، تضمن وصول فرق الشرطة والإسعاف والدفاع المدني، في زمن قياسي، إلى مواقع الحوادث الكبرى والإصابات الجماعية، لافتاً إلى أن هذه الخطة مفعلة على مدار الساعة، لضمان مواجهة الأزمات والكوارث.

وأوضح أن هذه الخطة حققت نجاحاً بنسبة 100%، عند تطبيقها، لمواجهة حريق فندق العنوان ليلة رأس السنة، وهي الخطة التي لاقت ثناء محلياً ودولياً، من مؤسسات متخصصة في مجال الإنقاذ.

وشرح أنه يتم توفير مركبات الإسعاف، في المناطق التي يتوقع أن تشهد كثافة من الزوار والمحتفلين بهذه المناسبة، لذلك كان هناك أكثر من 60 مسعفاً، وأكثر من 30 مركبة إسعافية، في موقع الحريق قبل اندلاعه.

وتابع أن هذا الوجود المسبق، وبصورة مكثفة، في المنطقة المحيطة ببرج خليفة، مكن مركبات الإسعاف والمسعفين من الوصول إلى موقع البلاغ خلال دقيقة واحدة، والتعامل الفوري مع النزلاء، وفق نظام تنسيقي بين الدفاع المدني والشرطة والإسعاف.

وأوضح أن مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف كانت قد استعدت لاحتفالات العام الجديد، بتحريك حافلة الإسعاف، التي تعد الأكبر عالمياً، لموقع الاحتفال في منطقة برج خليفة.

وأضاف «حينما اشتعلت النيران، استقبل الأطباء والمسعفون نزلاء الفندق في مركبة الإسعاف الكبيرة، التي تستوعب 42 مصاباً، في وقت واحد».

وتابع أنه تم الدفع بحافلة إسعاف أخرى، تستوعب 16 مصاباً، وثماني مركبات إسعاف أخرى، اصطفت في محيط الفندق، لنقل أي حالة إلى مركز الإصابات والحوادث، بينما كانت 30 نقطة منتشرة في موقع الاحتفالات، في حالة استعداد قصوى.

وتابع أن كل نقطة تضم مركبة إسعاف، وطبيباً ومسعفاً، مجهزين بكل المواد الطبية والمعدات، للتعامل مع أي إصابة.

وأشار إلى أن التدريبات المستمرة للمسعفين، وإجراء تجارب الحرائق الوهمية والأزمات على مدار العام، رفعت كفاءة المسعفين إلى أعلى مستوى، ومكنتهم من التعامل بحرفية شديدة مع حادث الحريق.

ولفت إلى أن المؤسسة تضع 80 مركبة إسعاف، و160 مسعفاً، في حالة تأهب، لتلبية أي بلاغ على مدار الساعة في أنحاء الإمارة.

من جانبه، قال مدير إدارة الشؤون الطبية والفنية في المؤسسة، الدكتور عمر السقاف، إن المؤسسة تطبق خطة لنشر محطات الإسعاف الدائمة في أنحاء دبي، خصوصاً المناطق التي تشهد كثافة مرورية وسكانية كبيرة، ومحطات لخدمة الطرق السريعة، ومناطق التجمعات العمرانية الجديدة، ما وفر الوصول للبلاغات في زمن قياسي، يقدر بثماني دقائق.

وتابع السقاف أن مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف نجحت في تخفيض الزمن العالمي لتلبية البلاغات، من ثماني إلى أربع دقائق، في 25% من البلاغات، خلال العام الماضي.

وذكر أن التدريب المستمر لكوادر المؤسسة، من فنيي طب طارئ ومسعفين وسائقين، وتأهيلهم للتعامل مع كل الإصابات والحوادث، وتزويدهم بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وربطها بالخدمات الذكية، تمكّن من التعامل مع المصاب إسعافياً وطبياً، وفقاً لأعلى المعايير الصحية.

تويتر