مؤتمر سلامة الأغذية يركز على جوانب السلامة الغذائية

إصدار دليل مشترك بين «صحة دبي» والبلدية للمطاعم الصحية قريباً

خلال توقيع الاتفاقية بحضور حمدان بن راشد وعدد من المسؤولين. من المصدر

وقّعت بلدية دبي اتفاقية مبادرة «صحتك في غذائك»، بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي، لاعتماد وترخيص المؤسسات الغذائية التي تقدم وجبات صحية للزبائن، وإصدار دليل مشترك بين الجهتين، لاعتماد الاشتراطات والمعايير، والتي حضرها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وزير المالية، كما حضرها وزير البيئة والمياه، الدكتور راشد أحمد بن فهد، ورئيس مجلس إدارة هيئة الصحة بدبي، حميد القطامي، ومدير دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، حمد الشيباني.

بنود الاتفاقية

بناءً على اتفاقية مبادرة «صحتك في غذائك»، تعد بلدية دبي دليلاً يبين أهداف ومتطلبات وآليات عمل النظام، وتسلم طلبات التصريح بتداول وجبة غذائية ذات ادعاءات صحية، مرفقاً بالوثائق المطلوبة من المؤسسات الغذائية، وإرسالها لهيئة الصحة في دبي لدراستها، وتسلم تقرير الاعتماد، سواء بالرفض أو القبول، فإذا كانت الوجبة معتمدة من الهيئة يتم إصدار تصريح لتداولها، إضافة إلى إصدار تصريح اعتماد المؤسسة الغذائية لتداول أغذية ذات ادعاءات صحية، والرقابة الدورية على المؤسسات الغذائية والوجبات المطروحة.

ويتمثل دور هيئة الصحة في إعداد الجوانب الغذائية في الدليل، وتحديثها، وتحديد المتطلبات لإثبات الادعاء مثل مكونات الوجبة وكمية كل مكون، ودراسة الطلبات المحولة من البلدية لاعتماد الوجبات أو المؤسسات الغذائية أو رفضها، وإرسال التقرير إلى البلدية، إلى جانب المشاركة في الزيارات التفتيشية بشكل دوري.

إلى ذلك، انطلقت، أمس، فعاليات وورش عمل مؤتمر دبي العالمي العاشر لسلامة الأغذية، الذي يناقش عدداً من الموضوعات المتعلقة بسلامة الأغذية، فيما كرّمت البلدية 10 مؤسسات غذائية متميزة، والتي تم اختيارها بناءً على نظام التقييم للمؤسسات الغذائية في دبي، الذي تم إعلانه خلال العام الماضي في المؤتمر العالمي التاسع لسلامة الأغذية، لتحفيز المؤسسات للوصول إلى التميز.

وتفصيلاً، قال المدير العام لبلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، خلال كلمته الافتتاحية، إن الدورات السابقة شهدت تطوراً من حيث الموضوعات التي ناقشها المؤتمر، والحضور، إذ تجاوز عدد المشاركين 2500 مشارك من 55 دولة، مضيفاً أن تطور الموضوعات المطروحة في المؤتمر أثر بشكل كبير في كيفية تعاطي الجهات الرقابية على مستوى المنطقة لمفهوم الرقابة والسلامة الغذائية، وتطوير إجراءاتها وممارساتها وتشريعاتها.

وأضاف أن دبي طوّرت أنظمتها الرقابية خلال السنوات الماضية، واكتملت بذلك البنية التحتية للحكومة الذكية، وهي على وشك استكمال أتمتة الخدمات لتكون متوافقة مع التطبيقات الذكية، لتحقيق هدفها في أن تكون «حكومة لا تنام».

وتابع: «تخطت دبي مرحلة الرقابة على المؤسسات والاهتمام بالممارسات التي تتبعها، عبر العديد من البرامج والمبادرات المبتكرة، والشراكة مع الجهات المعنية بسلامة الغذاء»، مضيفاً أن البلدية تركز في المرحلة المقبلة على تبني مفهوم سلامة الغذاء، واستحداث مهام جديدة لتغطية الجوانب التي لم تحظ بالتركيز في الماضي مثل التغذية التطبيقية.

وأوضح أن الدورة الـ10 للمؤتمر تأتي بالتزامن مع توقيع دبي اتفاقية ميلان، ضمن 111 مدينة حول العالم، اتفقت على القيام بكل ما يلزم لضمان توفير الغذاء الكافي للأجيال المقبلة، وتضمنت الاتفاقية الاعتراف بحق البشرية في الحصول على غذاء كافٍ وسليم ومغذٍّ، خصوصاً في ضوء المعلومات التي تتحدث عن إهدار نحو 1.3 مليار طن من الأغذية في العام سنوياً، كما تناولت الاتفاقية أهمية الغذاء في هوية الأفراد، واعتباره مكوناً ثقافياً في تحديد قيم المجتمعات.

ومن جانبه، أفاد المدير التنفيذي لإدارة سلامة الأغذية في البلدية، خالد شريف العوضي، بأن اتفاقية «صحتك في غذائك»، التي وقعتها البلدية مع هيئة الصحية في دبي، تهدف إلى تفنيد الادعاءات التي تنشرها المطاعم، بأن تعلن أن منتجاتها التي تعرضها مناسبة لمرضى السكري، أو القلب، أو إن كانت السعرات الحرارية في الأطعمة منخفضة.

وأضاف أن البلدية كانت أعلنت مبادرة المطعم الصحي، بحيث يقدم المطعم مأكولات صحية معتمدة من المختصين في دبي، إلا أن هيئة الصحة كانت تعمل على مبادرة مشابهة، لذا تم التعاون بين الجهتين للبدء في تطبيق «صحتك في غذائك» خلال العام المقبل.

وأوضح أن المبادرة ستكون على مراحل عدة، كان أولها إجراء مسح على الأسواق والمؤسسات الغذائية البالغ عددها 15 ألف مؤسسة، إذ تبين من المسح وجود 15 مؤسسة تقدم مثل هذه الادعاءات، لذا حاولنا وضع منظومة متكاملة لإدارة عملها بالطريقة الصحيحة وترخيصها.

وأشار إلى أن المبادرة تشمل توعية المؤسسات الغذائية بأهمية تسجيل منتجاتها التي تقدمها، سواء قليلة السعرات الحرارية أو المناسبة لمرضى السكري والقلب، وما مكونات هذه المواد، وشرح آليات العمل ودور البلدية والهيئة في إعطاء التراخيص لهذه الجهات قبل البدء بعملها.

وتابع العوضي: «لدينا والهيئة فرق تثقيفية تزور المؤسسات لشرح آلية العمل، ووضع منظومة متكاملة لهذه الجهات، تعتمد على سلامة الأغذية»، مضيفاً أن البلدية تسعى بالتعاون مع هيئة الصحة لوضع دليل متكامل لاعتماد العلامة التجارية، وبطاقة المنتج الصحية، ونسب المكونات المستخدمة فيها، وما إذا كانت متوافقة مع الاشتراطات أم لا.

وأضاف أن البلدية تتحول من الرقابة على الأغذية والمؤسسات، من خلال الممارسات فيها، والمخالفات التي ترتكبها، إلى تحقيق السلامة في هذه المؤسسات للأغذية التي تقدمها وصحتها، بما يتناسب واختيارات المستهلكين.

ومن جانبه، قال المدير التنفيذي للمستشفيات في هيئة الصحة بدبي، الدكتور أحمد إبراهيم الكلباني، إن الاتفاقية تهدف إلى توعية أفراد المجتمع بأهمية الغذاء الصحي لتفادي الأمراض المزمنة، التي قد تنتج عن قلة الحركة والبدانة وتناول أطعمة غير مناسبة.

وأضاف أن الهيئة بالتعاون مع بلدية دبي بصدد إصدار دليل متكامل عن المعايير والاشتراطات العامة الملزمة للجهات الغذائية الراغبة في عرض أطعمة صحية، أو مناسبة للأشخاص الذين يعانون أمراضاً معينة، موضحاً أن المؤسسات التي تطبق الاشتراطات في الدليل ستعتمد بشكل رسمي من الجهتين، وستحصل على الترخيص اللازم لمزاولة عملها، وختم على هذه المنتجات ليعرفها المستهلك بشكل مباشر.

وتابع أن البلدية والهيئة ستتولى كل منهما الرقابة على المنشآت التي تحصل على الترخيص وختم المنتجات الصحية، والتفتيش على مدى التزامها بالاشتراطات بأخذ عينات عشوائية والتأكد منها.

تويتر