يقود فريقاً طبياً غربياً.. ويستعد لتقديم مشروعه إلى جائزة نوبل

مواطن يتوصّل لتقنية تعالج السكتة الدماغية والإدمان

محمد عمر: التقنية الجديدة تعالج الفصام والتوحّد. تصوير: مصطفى قاسمي

قاد الطبيب الإماراتي محمد عمر عبدالله فريقاً طبياً غربياً، توصل به إلى تقنية جديدة تقضي على إدمان المخدرات والكحوليات، وتعالج أكثر من 10 أمراض وأعراض عصبية ونفسية مستعصية.

ويستعد الفريق الذي يضم أطباء من ألمانيا وبريطانيا وكندا لتقديم «الإنجاز الطبي الكبير إلى لجنة جائزة نوبل في الطب، كونه يضع حداً لأمراض مزمنة وخطرة، تتقدمها السكتة الدماغية وما يصاحبها من شلل في الأطراف، والفصام والصرع والتوحد».

وشرح الدكتور عمر، وهو المدير الطبي لمستشفى الأمل للطب النفسي في دبي، وأستاذ أمراض الجهاز العصبي والإدمان، أن التقنية الجديدة، تقوم على تحديد البؤر المسؤولة عن المرض في الدماغ، ويتم التعامل معها كهربائياً، ما ساعد على علاج مئات الحالات التي كانت تعاني أمراضاً عصبية مزمنة.

وبدأ الدكتور محمد رحلته العملية عام 1997 بإجراء بحوث طبية حول تقنيات علاجية بديلة عن العلاجات التقليدية لأمراض الجهاز العصبي المستعصية.

وقال: «بعد حصولي على إجازة ممارسة الطب والجراحة، توجهت إلى بريطانيا للتخصص في الطب النفسي والإدمان، وبعدها انتقلت إلى ألمانيا لمزاولة العمل في اختصاص أمراض الجهاز العصبي، وهناك وجدت الفرصة الحقيقية عندما علمت بوجود عدد من الأطباء لديهم الرغبة في تطبيق تقنيات جديدة لعلاج الأمراض العصبية».

وأضاف أنه شكّل من هؤلاء الأطباء فريقاً طبياً بحثياً، انضم إليه طبيبان من بريطانيا وعدد من الأطباء من مقاطعة فانكوفر في كندا، وتم الاتفاق على إجراء بحوث عدة، ومع مرور الوقت أصبح لديهم قاعدة من الباحثين أنتجت كمّاً ضخماً من البحوث والتطبيقات السريرية، وتوصلت إلى أجهزة متطورة تعتمد على آليات الطاقة الكهربائية والمغناطيسية وأجهزة التغذية العصبية المرتجعة للدماغ».

ولفت إلى أنه «في عام 2005 نجح الفريق في تصنيع وتسويق تلك الأجهزة الطبية في أوروبا، بعد الحصول على التراخيص الطبية من هيئات الصحة الأوروبية»، مشيراً إلى أن التراخيص لهذه الأجهزة تمت «بعد تأكد هذه الهيئات من خلو العلاجات الجديدة من أي آثار غير مرغوبة، والتثبت من سلامة استخدام هذه الوسائل العلاجية».

وتابع أنه «ثبت لهيئات الصحة في أوروبا نجاح تقنية العلاج الجديدة في علاج أمراض عدة لم تنجح الأدوية الكيميائية والتدخلات الجراحية في علاجها حتى اليوم، من بينها الاكتئاب الشديد، والفصام، والسكتة الدماغية الطارئة والمزمنة وما يصاحبهما من ضعف أو شلل في الأطراف»، كما تعالج «الصرع، والصداع بجميع أنواعه، وطنين الأذن المزمن، والوهن المستديم، والتصلب المتعدد».

ووفقاً له، يتم استخدام هذه الآلية في علاج أو تخفيف حدة بعض الاضطرابات لدى الأطفال، مثل التوحد وفرط الحركة وتشتت التركيز، كما يتم استخدام آلية التحفيز الكهربائي والمغناطيسي للدماغ من دون الحاجة إلى تخدير المريض.

وذكر أن الفريق الطبي «استطاع عبر التقنية الطبية الجديدة تحديد البؤر المسؤولة عن إدمان الكحول والمواد المخدرة في قشرة الدماغ، وتم وقف نشاط هذه البؤر باستخدام جهاز التحفيز الكهربائي الذي يخترق جمجمة الرأس بتسليط تيار كهربائي متردد بقوة تراوح ما بين أمبير واحد إلى خمسة أمبيرات فقط»، مضيفاً «نجحنا بحمد الله في علاج عدد كبير من المدمنين».

وأضاف المدير الطبي لمستشفى الأمل أن «الاستخدام العلاجي لهذه الأجهزة كان في البداية مقتصراً على حالات مرضية محددة وضمن ضوابط مشددة، كونها حديثة الظهور، إضافة إلى وجود خطر حقيقي سيهدد شركات الأدوية العملاقة التي ستتكبد خسائر حادة حال انتشار هذه الوسائل البديلة».

وأشار إلى أنها تقنية «أكثر كفاءة من الدواء التقليدي وأقل كلفة، إضافة إلى أنها تخلو من الآثار الجانبية التي تسببها الأدوية التقليدية».

ويطبق الفريق آلية العلاج الجديد منذ سنوات عدة، وثبت نفعها تماماً، ما زاد من حماسته في الاستمرار باستخدامها لعلاج أمراض أخرى، خصوصاً الأمراض المتعلقة باعتلالات الجهاز العصبي المركزي والطرفي في المستقبل القريب.

تويتر