أنجبت «مريم» بتقنية أطفال الأنابيب.. وتستعد لحمل جديد

مواطنة تصبح أماً بعد حرمان 30 عاماً

د. عواطف البحر تحتضن «مريم» المولودة بعد حمل باستخدام «الحقن المجهري». تصوير: أسامة أبوغانم

يوم الأربعاء الماضي، وقف أطباء مركز دبي للإخصاب على أبواب مركزهم، ينتظرون قدوم الطفلة المواطنة «مريم» لزيارتهم.. وما إن وصلت بين كفي والدها حتى تسابقوا إلى حملها وتقبيلها، فرحين بأنها أصبحت كائناً بشرياً على قيد الحياة.

«مريم» هي أول طفلة في الدولة تولد بتقنية «الحقن المجهري»، من والدَين مضى على زواجهما نحو 30 عاماً.

يصف أطباء المركز حالة «مريم»، بأنها «أشبه بالمعجزة الطبية»، إذ تفشل عمليات الحقن المجهري مع نساء حديثات الزواج، أو مازلن في مقتبل العمر، لكنها نجحت مع والدتها المواطنة، منذ اليوم الأول.

وقالت مديرة الشؤون الطبية في المركز، الدكتورة عواطف البحر لـ«الإمارات اليوم»، إن «(مريم)، التي أكملت ستة أشهر من عمرها، تتمتع بصحة جيدة، ونموها يسير بصورة طبيعية، وولادتها كانت طبيعية جداً». وأوضحت أن حالة هذه الطفلة «فريدة وخاصة جداً، إذ مضى على زواج والديها نحو 30 عاماً، من دون إنجاب، وبوصولهما إلى المركز ترددنا في إجراء تقنية (الحقن المجهري)، أو ما يُعرف بأطفال الأنابيب، لكن الإصرار الذي رأيناه لدى والديها، حفّزنا للبدء في العملية».

وأضافت أنه «يصعب إجراء هذا النوع من العمليات في مراكز العالم كافة، خصوصاً للنساء اللواتي تجاوزن الـ45 عاماً، لأن نسبة النجاح تكون معدومة، وهناك احتمالات عالية لإنجاب جنين يعاني تشوّهات، وربما إجهاض الحمل في بدايته».

وما أدهش الأطباء، وفق الدكتورة البحر، أن الأم استجابت للعلاج من أول محاولة، ما دفعهم إلى مواصلة الخطوات التي استمرت أسبوعين، ثم حدث الحمل والإنجاب.

وتابعت أن«كثيراً من النساء اللواتي مازلن في العشرينات من العمر، لم يتمكنّ من الإنجاب بهذه التقنية الحديثة، لذلك يمكن القول إن حالة (أم مريم)، لم يسبق حدوثها في الدولة، وربما في دول المنطقة».

وأوضحت البحر أن «النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 40 عاماً، تكون نسبة نجاح (الحقن المجهري) معهن في مركز دبي للإخصاب 46٪، في حين تقل النسبة إلى 42٪، إذا تجاوز العمر الـ40 عاماً».

واعتبرت مديرة المركز أن «هذا الإنجاز يمنحنا أملاً كبيراً في تكرار تجربة (أم مريم) مع نساء أخريات، ويحمل رسالة للنساء المتزوجات حديثاً، بألا يصيبهن اليأس، وأن يكون لديهن أمل كبير في الوصول إلى مرحلتي الحمل والإنجاب».

أما الأب، الذي ظل يوزع الحلوى على الأطباء والممرضات والمراجعين في مركز دبي للإخصاب، فكانت علامات الفرحة الغامرة واضحة على وجهه، وقال: «طوال سنوات زواجي زرت دولاً عدة، منها الولايات المتحدة الأميركية، وجُلت على مستشفيات وعيادات عدة داخل الدولة، وكانت الإجابة أن الحمل أمر مستحيل».

وأضاف: «أجرينا محاولات للعلاج في أكثر من مركز طبي مختص، لكن جميعها فشلت، حتى أرسلنا تحاليل طبية بحالتنا إلى مركز كبير في بلجيكا، ونصحنا بإجراء (الحقن المجهري)، وبالفعل وجدنا أن مركز دبي للإخصاب يقدم هذه التقنية».

ولفت إلى أن «الفحوص كانت مبشرة جداً، وكانت فرحتنا كبرى حين علمنا أن نتيجة الحقن إيجابية، وشعرنا وقتها بأن حلمنا الذي انتظرناه ثلاثة عقود، قارب على التحقق».

وأوضح أنه «بعد الحمل، بقيت الأم في راحة تامة، واتبعت الحرص الشديد في كل حركة، حتى تحافظ على جنينها»، لكن «حين اقترب موعد الوضع، تخوّفت الطبيبة من العملية ورجحت أنها ستكون قيصرية، لكنها جرت بصورة طبيعية حتى رأت (مريم) النور، قبل ستة أشهر».

وكشف الأب أنه وزوجته يستعدان لتكرار التجربة، حتى يكون لـ(مريم) شقيق أو شقيقة، في حين أكدت مديرة المركز أنها «ستبدأ في تكرار التجربة مع (أم مريم)، وهي متفائلة بنجاحها».

تويتر