عن قرب

فيصل البدري.. «مايسترو» الجراحة

يقود البدري 26 طبيباً جراحاً متخصصاً في إصابات الحوادث والجراحات المعقدة. تصوير: زافيير ويلسون

قبل أسابيع، وقبل دقائق من أذان الفجر، تلقى الدكتور فيصل البدري، اتصالاً هاتفياً من مستشفى راشد، يفيد باستقبال عامل هندي اخترق جسده «قضيب» حديدي، دخل من الكتف ونفذ من الساق، مروراً بأحشاء الجسد الداخلية، والمريض بين الحياة والموت.

خلال دقائق، غادر البدري منزله، ووصل إلى قسم الطوارئ في المستشفى، وبدأ التعامل مع المصاب، الذي أذهلت حالته كثيراً من الأطباء، وتوقعوا ألا يخرج من الحادث سليماً.

وفي وقت قياسي، قاد البدري فريقاً طبياً، تعامل مع المصاب، وانطلق بمشرط الجراح الماهر، يشق بطن المريض بدقة شديدة، وخلال ثلاث ساعات، نجح في استخراج القضيب كاملاً، من دون أن يصاب العامل بأي أذى.

الجراحة، التي صارت حديث الأوساط الطبية في الدولة وخارجها، لدقتها ونجاحها الكبير، لم تكن الأولى للبدري، الذي سبق له أن أنقذ عاملاً اخترق جسده قضيب مشابه من الظهر، وخرج من بطنه.

يوصف الدكتور البدري بين الاطباء بأنه «مايسترو الجراحة»، كونه قائد الفريق الطبي الذي يتدخل لإنقاذ حالات الجراحة الطارئة، وحالات الإصابات والحوادث الحرجة والشديدة التعقيد.

فالمواطن الطبيب فيصل محمد سعيد البدري، من مواليد عام ،1967 وحصل على بكالوريوس طب من جامعة جوتنبرغ في السويد، وأمضى 14 عاماً هناك في تدريس «جراحات زراعة ونقل الأعضاء»، وحصل على درجة البورد السويدي، ليكون أول إماراتي يتخصص في هذا المجال.

وأجرى البدري أكثر من 80 جراحة زراعة كبد، و140 جراحة زراعة كلى في أوروبا، وكان أول أجنبي في السويد يتخصص في حمل أعضاء بشرية من أقاليم بعيدة لزراعتها في مستشفيات أوروبية.

وعزز البدري مهاراته وخبراته، بانتظامه في دورات متخصصة، عقدت في كل من طوكيو، وسيؤول، ومومباي، وفرنسا، وبلجيكا.

ونجح في إجراء جراحات دقيقة لاستئصال غدة البنكرياس، واستئصال أورام خبيثة من الكبد، وأجرى جراحات دقيقة لعلاج آثار جروح شديدة في الكلى، والكبد، والوريد الرئيس، خلف الكبد.

ويقود الدكتور فيصل 26 طبيباً جراحاً متخصصاً في إصابات الحوادث والجراحات المعقدة، إضافة إلى 10 أطباء متدربين، وفي فترة الامتياز.

وينسب إليه الفضل في تشكيل فرق طبية عدة في مستشفى راشد، منها فريق لعلاج حالات السمنة الشديدة، إذ عالج 30 حالة حتى الآن، وفريق لحالات إصابات النساء، وفريق لأمراض المستقيم والقولون، خصوصاً عند النساء.

وحقق الطبيب الإماراتي ربطاً بين مستشفى راشد التابع لهيئة الصحة في دبي، ومستشفيات جامعية كبرى في أوروبا وآسيا، إذ يتم بموجبه تبادل الخبرات، واكتساب مهارات طبية جديدة من الخارج، وطلب المشورة في الحالات الطبية النادرة، عبر وسائل الاتصال المرئية الحديثة.

والبدري منضم لعضوية لجنة الطوارئ والكوارث في مستشفى راشد، وهي اللجنة المعنية بالتحرك حال تعرض الإمارة لأي حادث كبير، ومنوط بها التعامل مع الإصابات الجماعية.

لذلك، فهاتفه لا يغلق على مدار 24 ساعة، وهو تحت الطلب في أي وقت، لإنقاذ أي إصابة حرجة، يصعب على الأطباء التعامل معها.

تويتر