تمكين المعلم يصنع الفرق

حسين إبراهيم الحمادي : وزير التربية والتعليم

لم تعد مجموعة التحديات التي تواجه نظم التعليم في العالم قاصرة على تلك الأنماط والصور والمضامين المألوفة المتصلة بوفرة المعلمين داخل الصفوف، فمع التقدم التكنولوجي الهائل والسرعة المذهلة التي يشهدها العالم، ارتفعت معدلات الحاجة إلى أجيال قادرة على مواكبة المستقبل، ومن هنا جاء الدور على نوعية المعلم ومستوى ما يقدمه لصناعة مثل هذه الأجيال، كما جاءت الحاجة الشديدة إلى تمكين المعلم من أداء دوره، وتمكينه كذلك من التقنيات وأدوات التدريس الحديثة ووسائله المتقدمة، وقبل ذلك تمكينه من مكانته الحقيقية (مجتمعياً ومهنياً)، وحفظ قدره وخبرته، وتقدير تفانيه في العمل وعطائه الممتد.

هذه هي الخلاصة التي وصل إليه العالم، الذي يحتفل يوم الخامس من أكتوبر من كل عام بالمعلمين، إذ اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، هذا العام، شعار «تمكين المعلمين»، ليكون هو عنوان الاحتفاء بكل من ينتمي وينتسب لهذه الرسالة النبيلة رسالة التعليم.

إن العالم الممتد بشرقه وغربه وشماله وجنوبه، قد اجتمع بقياداته التعليمية ومسؤوليه وجميع المختصين فيه والخبراء، ليأكدوا غير مرة أهمية الدور الذي يقوم به المعلم في التنمية المستدامة، وقدر المعلم وأهميته، وضرورة تأهيله وتنمية مهاراته، وتمكينه، وقد حدث ذلك وخرجت مثل هذه المطالبات في العديد من القمم التربوية العام الماضي، في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وفي منتديات شهدها العديد من عواصم الدول المتقدمة، التي ناقشت قضية مهمة مفادها هي أن ثمة ضرورة لوفرة معلم نوعي قادر على الاستجابة لمتغيرات النظم التعليمية، ويكون قادراً كذلك على مواكبة التحولات، بإبداعه وأفكاره المبتكرة، وهو ما أسست له دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في وزارة التربية والتعليم، التي تمضي إلى استحقاقات نظامها التعليمي ليكون نظاماً نموذجياً عالمياً يحتذى به.

لقد بادرت وزارة التربية بتمكين المعلم من صناعة القرار والمشاركة في رسم السياسات، والإسهام بخبرته في أعمال التخطيط الاستراتيجي، والمتابعة والتقييم، حين شكلت مجلس المعلمين، مستثمرة في ذلك ما يحظى به التعليم ومسيرته والعاملون فيه من اهتمام بالغ من لدن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ولم تكتفِ الوزارة بتمكين المعلم من المشاركة في رسم المستقبل لأبنائنا وصناعته، إذ بادرت قبل ذلك بتوفير حزمة من البرامج المتقدمة، التي تساعده في التنمية الذاتية، ورفع مستوى الأداء، فضلاً عن زيادة معدلات كفاياته الشخصية والمهنية والعلمية، وتوثيق علاقته بتكنولوجيا التعليم الحديثة، وأدواته المتطورة، إلى جانب تحقيق التوازن بين عطائه وجهده وسلة الحوافز المادية والمعنوية، التي تحرص على أن تكون على مستوى قدره.

إن وزارة التربية والتعليم، وهي تؤمن بقيمة الرسالة التي يحملها المعلم، والدور الكبير الذي يقوم به المتفانون في عملهم من أعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية والفنية، فإنها تدرك أن الأمل في صناعة أجيال مبدعة، يظل مرهوناً بنوعية المعلم ودرجة تمكينه. وإذا كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، قد اختارت شعار «تمكين المعلمين» ليكون هو عنوان اليوم العالمي للمعلمين هذا العام، فإن وزارة التربية ومن خلال المكانة المتقدمة التي يحتلها التعليم في أجندة الدولة، قد سبقت وبادرت، ووضعت الأسس اللازمة لتمكين المعلمين وإعدادهم، وفتح المجال أمام ابتكاراتهم وإبداعاتهم، وهي على ثقة ويقين بأن ما يزخر به ميدانها التربوي والمدرسة الإماراتية، من كفاءات وخبرات تربوية، هو ما سيصنع الفرق، وهو ما سيمكنها من إحداث الطفرة النوعية المطلوبة في التعليم.

كل الشكر والتقدير لأصحاب العطاء الجزيل من أعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية والفنية، ممن نؤكد قيمة وأهمية ما يقدمونه من أجل الإسهام في تقدم مجتمع اقتصاد المعرفة، وتحقيق الاستدامة في التعليم، والوصول بأبناء الإمارات إلى أعلى مستويات العلم بمختلف تخصصاته ومساراته، ليكونوا أكثر قدرة على مواصلة إنجازاتنا على الصعد كافة وفي شتى المجالات.

وزير التربية والتعليم حسين إبراهيم الحمادي

تويتر