معلمون: ضعف الإجراءات العقابية حوّلها إلى ظاهرة تتكرر سنوياً

توقعات بغياب طلابي كثيف قبل إجازة «الأضحى»

ظاهرة الغياب الجماعي قبل الإجازات وبعدها وقبل الامتحانات تضاعفت في السنوات الأخيرة. الإمارات اليوم

توقع معلمون ومسؤولون في مدارس حكومية وخاصة، أن تشهد الأيام الثلاثة التي تسبق إجازة عيد الأضحى «غياباً كثيفاً لطلبة المدارس» على اختلاف مراحلهم الدراسية، لوقوعها فاصلاً بين الإجازة الأسبوعية وإجازة الوقوف بعرفة والعيد، مشيرين إلى وجود رغبة لدى الطلبة بجعل الإجازة أسبوعاً كاملاً، واستغلالها مع أسرهم في السفر إلى وجهات سياحية داخل الدولة أو خارجها.

ودعا مجلس أبوظبي للتعليم ذوي الطلبة في المدارس إلى التعاون مع المجلس في مسألة التزام الطلبة بالدوام الرسمي والانتظام في الدراسة حتى بدء إجازة عيد الأضحى، مشيراً إلى أن الانضباط ينمي حس المسؤولية لدى الطلبة ويزيد من تقديرهم لأهمية التعليم في حياتهم.

وتفصيلاً، أكد معلمون في مدارس حكومية وخاصة، أن ظاهرة الغياب الجماعي قبل الإجازات وبعدها وقبل الامتحانات تضاعفت في السنوات الأخيرة بشكل لافت للنظر، وأصبح الغياب في هذه الفترات يتجاوز 75% من عدد الطلبة، ما يشكل خطورة كبيرة على المستوى العلمي لهم، بشكل عام، وعلى سوق العمل المستقبلي بوجه خاص، نتيجة عدم انضباط الجيل الحالي في الدراسة، وتالياً عدم انضباطهم في سوق العمل.

وتوقع المعلمون: محمد صفوان، ومريم صبري، وعلياء محسن، وسلوى شكر، حدوث غياب ملحوظ من قبل عدد من الطلبة والطالبات في مختلف المراحل الدراسية على مستوى مدارس الدولة، مشيرين إلى أن «المدارس ستحاول تشجيع الطلبة على الحضور من خلال تنظيم فعاليات للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وذلك ضمن الأنشطة اللاصفية».

وأشار المعلمون إلى أن «المشكلة التي ستواجه المدارس في انتظام الحضور قبل إجازة عيد الأضحى، سببها أن العديد من ذوي الطلبة خططوا للسفر بناءً على التوقعات بأن الإجازة ستبدأ الثلاثاء، لكن رؤية الهلال بينت أن إجازة عيد الأضحى ستبدأ الأربعاء، ما سيؤدي إلى زيادة نسب الغياب على الأقل في اليوم أو اليومين اللذين يسبقان العطلة الرسمية».

وأوضحوا أن «غياب الطلبة عن المدرسة يحدث حالة من الإرباك لدى المدرسين، إذ يضطرون إلى إعطاء الدروس بصورة مكثفة للطلبة قبل نهاية الفصل الدراسي، ما يؤثر سلباً في تحصيلهم العلمي، ويقلل مستوى استيعابهم»، لافتين إلى أن «ما يدفع الطلبة إلى التغيب هو عدم اتخاذ إدارات المدارس إجراءات صارمة وحازمة ضد المتغيبين، وهو ما جعل الغياب قبل الإجازات وبعدها وقبل الامتحانات عرفاً، أو عادة تتكرر سنوياً».

وطالب المعلمون بزيادة تواصل إدارات المدارس مع ذوي الطلبة، إما من خلال الرسائل المكتوبة أو النصية المرسلة إلى هواتفهم، والتأكيد على عدم غياب أبنائهم عن المدارس. وأضافوا أنه «في حال تكرار الأمر، يجب أن يعاقب الطالب المتغيب»، مشيرين إلى أن «الدراسة الفعلية المحددة، الموزع على أساس عدد أيامها المنهاج الدراسي، لا تتحقق بشكل واضح، خصوصاً في الحلقتين الثانية والثالثة (الإعدادية والثانوية)، إذ إن ظاهرة الغياب قبل أيام الإجازة الرسمية وبعدها منتشرة بشكل كبير».

وأكد الطلاب في المرحلة الثانوية: مصطفى البلوشي، وخالد منصور، ومجد السامري، ويوسف حمد، وكرم راشد، أن «الأيام التي تسبق الإجازات الطويلة غالباً ما تخلو من الدراسة الجادة»، لافتين إلى أن «المعلمين أنفسهم يكونون في حالة ذهنية تتأهب للراحة، ولا يكونون متحمسين للشرح، إضافة إلى أن بعض الأسر تشجع أبناءها على الغياب واستغلال الإجازة في السفر».

في المقابل، أكد المدير التنفيذي للعمليات المدرسية، محمد سالم الظاهري، أن التساهل في مسألة التزام الطلبة بالحضور والانصراف من الممكن أن يؤثر في دافعيتهم نحو العملية التعليمية بشكل عام، وتالياً التأثير في التحصيل العلمي للطلبة، حيث تعد الدافعية والالتزام ركائز أساسية لبناء شخصية الطالب المثالي القادر على الوفاء بمتطلبات التخصصات التي يفرضها المستقبل، مشيراً إلى حرص المجلس على الوصول إلى الالتزام التام بالحضور في المدارس كافة، وأن جميع أيام العام الدراسي متساوية من حيث الأهمية.

وقال إن التزام الطلبة بالدوام المدرسي يعد مسؤولية يتحمل أولياء الأمور الجزء الأكبر منها من خلال تهيئة الطلبة وتنظيم الإجازات العائلية، بما لا يتعارض مع مواعيد انتظام الطلبة في الدوام المدرسي، إذ يعد وجود الطلبة مع ذويهم في إجازات سواء خارج الدولة أو داخلها أحد أسباب انخفاض نسبة الحضور في الأيام التي تسبق أو تلي الإجازات الرسمية، مشيراً إلى أنه من الضروري أن يكون هناك تخطيط مسبق للإجازات، بما ينسجم مع دوام الطلبة وبما يسهم في إعدادهم بالشكل المثالي للعملية التعليمية.

وأشار الظاهري إلى أن المدارس ستوجه رسائل نصية إلى ذوي الطلبة تؤكد فيها استمرار الدراسة حتى موعد الإجازة الرسمية، وتشدد على أهمية الالتزام بالدوام، وتطبيق لائحة السلوك على المتغيبين من دون أعذار.

تويتر