نقطة حبر

اللوازم المدرسية «2».. دور المعلم

على مدار العام الدراسي، خصوصاً قبل بداية كل فصل من الفصول الدراسية الثلاثة، تعج الأسواق بالماركات المختلفة من المستلزمات المدرسية وبأشكال وألوان لا حصر لها، ولا عجب فقد أصبحت تجارة المستلزمات المدرسية تجارة رائجة ورابحة، وكما أن لأولياء الأمور دوراً مهماً في التثقيف الاستهلاكي لأبنائهم، فإن للمعلمين أيضاً دوراً بارزاً في تثبيت الوعي الاستهلاكي والارتقاء به أو العكس.

البحث عن ذلك المنتج المفقود يعدّ إلزاماً وعقاباً في الوقت نفسه للطالب وولي أمره أيضاً!

ففي نهاية اليوم الدراسي الأول، يعود الطالب إلى منزله مثقلاً بقائمة من الطلبات المتنوعة لكل معلم يدرّسه إلا من رحم ربي. واللافت أن هناك من يطلب مستلزمات بأشكال وأحجام وألوان محددة لابد من الالتزام بإحضارها، وبالمواصفات المطلوبة نفسها. طبعاً لا يوجد إلزام، ولكن مجرد شعور الطالب بالحرج لعجزه عن الوفاء والتقيد بالمواصفات المطلوبة وقيامه بحملة تفتيشية في أسواق المعمورة، لأن البحث عن ذلك المنتج المفقود يعدّ إلزاماً وعقاباً في الوقت نفسه للطالب وولي أمره أيضاً!

أضف إلى ذلك أنه بدل أن يركز الطالب اهتمامه بالتعلم، فإنه بهذه الطريقة ينصرف باهتمامه نحو توفير مستلزمات لها مثيلاتها وبالجودة نفسها وتؤدي الغرض نفسه، وقد يكون لديه المستلزمات أو الأدوات نفسها من العام السابق، وصالحة للاستخدام.

مدارس اليوم مزودة بالوسائل كافة وبمرافق مجهزة، فلابد من إعادة النظر قبل الشروع بطلب لوازم من الطالب، ومراجعة ما إذا كان بالإمكان الاستغناء عنها.

وما تجدر الإشارة إليه والإشادة به، هو تلك الجهود المقدّرة للمؤسسة التعليمية بتخفيض عدد وحجم الكتب، وتجزئتها على حسب الفصول الدراسية، واستخدام الكتب والبرامج الإلكترونية، الأمر الذي يُفترض به أن يُخفف من عبء حمل الحقيبة المدرسية، ورغم ذلك مازالت حقائب أبنائنا ثقيلة.

والمأمول من كل معلم أن يرتقي بفكر أبنائه الطلبة، ويشجعهم على ثقافة الترشيد، وعلى إعادة استخدام أدواتهم المدرسية السابقة، والإشادة بعملهم هذا أمام زملائهم، وتشجيع التنافس بينهم، لغرس المبادئ الاستهلاكية والبيئة السليمة. وحبذا لو أن معلمينا الأفاضل يهتمون بتطبيق الوعي البيئي عملياً كما يدرسونه لأبنائنا في المناهج الدراسية.

خبيرة في شؤون التعليم 

تويتر