«التربية» ترصد المخالفات الطلابية

تربويون يطالبون بأخصائي نفسي لكــل مدرسة

«الشللية».. إحدى السلوكيات المتكررة التي تحتاج إلى الدراسة. تصوير: أحمد عرديتي

طالب تربويون وزارة التربية والتعليم بتوفير اختصاصي نفسي في كل مدرسة، لـ«ضبط سلوكيات الطلبة، ومعالجة الظواهر السلبية التي تحدث من حين لآخر داخل المدرسة». وأكدوا لـ«الإمارات اليوم»، أن «هناك مشكلات كثيرة تنشب بين الطلبة، نتيجة سلوكيات متكررة، أبرزها «الشللية»، إذ يعمد طلاب الى نسج علاقات قائمة على الالتزام الجماعي، مثل الانتقام من زميل لهم، أو السخرية منه، الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات خاصة من الوزارة، تهدف الى تقويم سلوك الطلبة، من دون أن تؤثر سلباً في مستقبلهم الدراسي».

وكانت آخر الإحصاءات التي أجرتها الوزارة خلصت إلى ضرورة وجود أخصائي نفسي واحد لكل ‬10 مدارس في دبي والإمارات الشمالية، الأمر الذي دفع تربويين إلى توجيه مطالبة مستمرة للوزارة لتوفير العدد اللازم من هؤلاء المختصين.

وأفادت مديرة إدارة الإرشاد الطلابي في الوزارة، كنيز العبدولي، بأن الوزارة ترصد سلوكيات الطلاب والمخالفات التي تحدث في المدارس الحكومية، بهدف الوقوف على الواقع الفعلي للمجتمع الطلابي، في مراحله العمرية المختلفة، تمهيداً لوضع حلول مستقبلية لمشكلاته.

وأوضحت لـ«الإمارات اليوم»، أن الوزارة تعمل على تكوين قاعدة بيانات، تتم تغذيتها من الميدان التربوي بكل ما يحدث من سلوكيات وظواهر مختلفة، لمراعاتها في حال إجراء أي تعديلات على لائحة الانضباط السلوكي، إضافة إلى وضع البرامج التدريبية اللازمة للمعلمين العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية، لتساعدهم على معالجة المخالفات السلوكية بين الطلبة، لافتة إلى أن «الشللية» هي إحدى السلوكيات المتكررة التي تعتزم الوزارة دراسة أسبابها، ومعرفة ظروف تشكلها، وتحديد نتائجها».

ظاهرة طبيعية

وقال مساعد مدير مدرسة حلوان للتعليم الثانوي للبنين، صلاح عبدالله محمد، إن الصعوبة في التعامل مع الطلبة في هذا العمر موجودة، موضحاً أن التمرد قد يكون في التسرب من الدراسة، والمشاجرات التي تحصل بين الطلبة، وإزعاج المدرسين، وكثرة الغياب، إلا أنها تحدث لـ‬5٪ من الطلاب فقط.

وأضاف أن الطلبة متقيدون بنظام محدد، ولديهم احترام للمعلم وزملائهم، وإن التزموا بالنظام الذي وضعته المدرسة، فسيكون بإمكانهم الاستمرار بالدراسة بشكل طبيعي، من دون تشدد من المعلمين والإدارة، مضيفاً أن المدرسة تتخذ الإجراءات كافة لتفادي مثل هذا التطاول على الطلبة والمعلمين والكادر الإداري في المدرسة.

وتابع أنهم تعاملوا في وقت سابق من العام الدراسي مع مشاجرة حصلت بين الطلاب، إذ بدأ الأمر بمزحة عادية، وتطور إلى مشادة بالكلمات، ومن ثم إلى تشابك بالأيدي، ما تحتم على المعلمين والإدارة التدخل السريع ومعاقبة الطالبين وفصل أحدهما، لأن المدرسة مكان للتعلم.

وفي حادثة أخرى، أفاد بأن المدرسة كانت تخضع لترميمات في مناطق مختلفة، وقام طلاب من القسم الأدبي بتخريب الجدران والأماكن التي رممت، واضطرت إدارة المدرسة لاستدعاء ذويهم، وإلزامهم بإصلاح ما قاموا بتخريبه، وتحمل مسؤولية الأعمال التي قاموا بها.

وأوضح محمد أن «الشللية» ظاهرة طبيعية بين الطلاب في هذه المرحلة، لكن سماتها تختلف بين المجموعات، وعلى الإدارات والمعلمين ملاحظة ما إذا كان لها صفات سلبية أم إيجابية، مشيراً إلى أن الشلة في المدرسة عبارة عن زمالة بين الطلبة، وتجمع لممارسة نشاطاتهم فقط دون اللجوء إلى العنف والتمرد على من حولهم.

ولفت إلى أن إدارة المدرسة وفرت للطلبة نشاطات متعددة لملء وقت الفراغ، ويستغلون أوقاتهم بورش النجارة، والكهرباء، ومركز الإعلام الذي افتتح في المدرسة، ومجلس إدارات الطلبة.

السلوك الإيجابي

المعلم الناجح

أكدت مديرة إدارة الإرشاد الطلابي في وزارة التربية والتعليم، كنيز العبدولي، أن «المعلم الناجح هو الذي يستطيع معالجة هذه السلبيات دون اللجوء إلى القوة، بحيث يتدرج في حلها، ولا يركز على سلوك الطالب بشكل كبير، لأن ذلك يشجعه، إضافة إلى إمكان بناء علاقة جيدة بينه وبين الطالب في بداية العام الدراسي، من دون تركها تتطور إلى صداقة شديدة، لأنها تنقص من دور المعلم، وقد تتداخل الأدوار الاجتماعية في ما بينهما». وأضافت أن «بعض السلوكيات السلبية يكون سببها أن الطالب يبحث عن الانتباه، وتكوين زعامة ليلتفت إليه الطلبة الآخرون، لأنه لا يعرف استغلال نشاطه في أمور إيجابية. وهنا يبدأ دور الأخصائي النفسي من خلال معرفة كيف يمكن للطلبة استغلال سلوكهم في الرياضة والنشاط الصفي». وأشارت العبدولي إلى أن «قلة اهتمام ذوي الطلبة بهم تكون سبباً في المشكلة، وفي بعض الأحيان يتطاول الأهل على المعلم ويفقدونه هيبته أمام الطلبة، فيثبتون أن السلوك السلبي تجاه المعلم هو السلوك الصحيح ، وتالياً يفقد الطالب المقدرة على التفريق بين الصح والخطأ، ويبدأ باستخدام هذا السلوك ضد المعلم في المدرسة وضدّ ذويه في المنزل».

وأوضحت أن «تركيز الآباء على الجوانب السلبية في حياة الطالب يظهر التمرد، مثل تدني مستواه الدراسي، أو عدم القدرة على تكوين صداقات، وهذا التركيز يجعل الطلبة يشعرون بأنهم سلبيون، وقد يمنعهم من التوجه للسلوك الإيجابي، ويخلق مشكلات في المدرسة، إذا حصل على دعم الشلة، لأنه سيصبح مصدراً للتمرد». وقالت إن سلطة المدرسة تؤثر في سلوكيات الطلبة، إذ إن الطالب عندما يشعر بضعف إدارة المدرسة يصل إلى مرحلة العنف مع الطلبة ومع معلميه، وتفعيل القوانين مهم، وقد تحتاج المدرسة إلى سلطة خارجية للسيطرة على تمرد الطلبة، لكن يجب تعريف الطلبة بالضبط الذاتي للتصرفات الخاطئة، وأنهم ليسوا بحاجة للجوء إلى العنف لحل مشكلاتهم الخاصة. وأضافت الاختصاصية النفسية أن وجود المرشد النفسي ضروري لتحقيق صحة نفسية للطالب وتوافق مع المدرسة وذاته، وجميع المشكلات التي تواجههم تعتبر سوء توافق، وهناك.

وقال مدير مدرسة الخليج العربي للتعليم الأساسي والثانوي، خلفان محمد، إن الطالب يمر بمرحلة المراهقة والتغير الذي يصاحبها، ويجب على المعلم أن يستوعب الطالب ويحتويه، لأنه في هذا العمر يريد أن يثبت ذاته، وهو شعلة من النشاط والحيوية، وقد يحسن التصرف أو يسيئه، مطالبا بزيادة عدد الأخصائيين الاجتماعيين ليصبح أخصائا لكل مدرسة. وأضاف أن بعض الطلبة يقفون عند خطوط حمراء، كاحترام الأكبر سناً، والاعتذار عند الخطأ والبعض الآخر لا يحسن التصرف، والسبب الرئيس يعود إلى التربية، إذا لم يكن الطالب حريصاً على حسن الخلق، وتعرض للإهمال من ذويه، فسيصبح عدوانياً، وقد يلتقي مجموعة من الطلبة السلبيين ويكونون «الشلة»، وفي الجهة الأخرى يلتقي الطلبة الإيجابيين، لأنهم يبحثون عمن يشبههم في التصرفات.

وتابع أن «بعض السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها الطلبة خلال الدوام الدراسي لا تتعدى كونه متأخراً عن الحصة الدراسية، أو أن يتحدث مع زميله أثناء الشرح، أو إدخال الهاتف المتحرك واستخدامه، أو أن يتلفظ بكلمات سيئة في المدرسة، وفي بعض الأحيان التدخين. وهنا نحاول ألا نترك الطالب، ويكون الأخصائي الاجتماعي قريباً من مشكلاته لمعرفتها وحلها له».

وأوضح أن إدارة المدرسة تحاول تشجيع الطالب الذي يسلك السلوك الإيجابي، وإشراكه في الأنشطة المدرسية، وفي الوقت ذاته تشجيع الطلبة الآخرين ليقتدوا بهؤلاء الطلبة ويتركوا الجوانب السلبية.

سيطرة الوصي

وأفاد أستاذ اللغة الإنجليزية في مدرسة حلوان للتعليم الثانوي، بنيامين مصطفى، بأن إحساس الطلبة بالانتماء هو السبب الرئيس لتشكيل الشلل في المدارس، والبحث عن الذات، ويمكن أن تكون الشلة عاملاً إيجابياً أو سلبياً، موضحاً أن الشللية هي خروج عن سيطرة الوصي، سواء كان ذوي الطلبة، أو المعلم، أو إدارة المدرسة.

وأضاف أن السلوك السلبي يكون سببه عاملين في حياة الطالب، إحساسه بغياب القانون في المكان الذي هو فيه، أو انتماؤه لمجموعة تجرفه لارتكاب سلوك خاطئ، وإما ان يكون الأمر في المدرسة أو خارجها، وإحساسه بتحرره من القيود والقوانين التي وضعتها أسرته ومدرسته.

وأوضح أن بعض الطلاب يبحثون عمن هم أصغر سناً ويحاولون ممارسة السلوك السلبي تجاههم، ليس بالضرورة ممارسة العنف، بل لتصريف الطاقة التي لديه، ويحدث في غياب الرقابة، أن الطالب الذي تعرض لمثل هذه الأمور يلجأ إلى حماية من أشخاص أقوى كإدارة المدرسة والأسرة، وإن لم يحصل على الدعم توجه إلى مجموعة من أصدقائه ومجموعته التي هو فيها.

وذكر مصطفى أن انضمام الطالب لشلة نتيجة طبيعية عند إحساسه بأنه لا يستجاب لشكواه من الأشخاص الآخرين، أو عدم الإحساس بالأمان، مضيفاً أن دور المدرسة هو توفي.. اخصائي نفسي أو اجتماعي لمعالجة هذه المشكلات فور ظهورها.

وأضاف أن بتر هذه الظاهرة يحتاج إلى إحساس الطالب بوجود قانون، وتعزيز دور المشرفين في المدرسة، ليستطيع الطالب اللجوء إليهم، وإلى إدارة رادعة لإيقاف تعرضه لهذه المضايقات، لافتاً إلى أن بعض الطلاب لا يحاولون إيقاف التعدي عليهم لفظياً ، إما إهمالاً منهم أو ليبتعدوا عن تقديم الشكوى، كي لا يتعرضوا لمضايقات أكثر، خصوصاً إن كان سببها الأكبر سناً.

غياب مشترك

وقال الأخصائي الاجتماعي في مدرسة الخليج العربي للتعليم الأساسي والثانوي، سعيد محمد، إن «الشللية» ليست بالضرورة تجمعاً للطلبة الذين لديهم سلوك خاطئ أو صحيح، لكن يمكن أن يكون هؤلاء الطلبة درسوا مع بعضهم منذ السنوات الأولى في المدرسة، إلى أن وصلوا إلى الثانوية، وأن يكونوا متفقين على أمور معينة ليست بالضرورة سلبية، ولا يمكن تعميم أن الشللية ظاهرة سلبية، إذ يمكن أن تتداخل فيها السلوكيات الخاطئة والصحيحة.

وأضاف: «صحيح أن بعض الطلبة غير ملتزمين بالقوانين التي وضعتها إدارات المدارس، لكن الأمر لا يكون لمجرد المخالفة، فلابد أن هناك سبباً للتمرد، يجب معرفته، من خلال التعرف الى ظروف الطالب قبل اتخاذ أي إجراء يؤثر سلباً في مستقبله، وشرح: «لقد واجهنا طلبة عانوا أمراضاً نفسية جعلتهم يسلكون هذا الاتجاه، لكن بعد تلقيهم العلاج اللازم، التزموا القوانين واحترموا الطلبة الآخرين». وأوضح أن زيادة عدد الا..صائيين الاجتماعيين ستسهم في حل كثير من المشكلات السلوكية بين الطلاب.

وتابع محمد أن بعض الإجراءات التي تتخذها المدرسة قد تصل إلى إشراك المنطقة التعليمية والتحدث مع الطالب، لكن هذه الإجراءات بحد ذاتها ليست ضد الطالب، إنما الهدف منها الإصلاح، وبإشراك المنطقة التعليمية نبين للطالب جدية الأمر، وقد يصل إلى نقل الطالب لمدرسة أخرى وهذا نادراً ما يحصل.

صداقات قديمة

وأكد الاخصائي الاجتماعي في تعليمية رأس الخيمة، إيهاب الصاوي، أن «الشللية» موجودة بين طلبة المدارس، لكنها إيجابية، وهي عبارة عن صداقات قديمة بين طلبة المدراس، بسبب دراستهم في مختلف المراحل الدراسية مع بعضهم، ما يؤدي إلى الترابط بينهم للأفضل.

وأضاف أن الاخصائيين الاجتماعيين، يتدخلون بشكل مباشر، عند مشاهدتهم أي تجمعات طلابية أمام مبنى المدرسة، لمعرفة طبيعة التجمع، وما يفكر فيه الطلاب، وتابع «أن تجمعات الطلبة في رأس الخيمة إيجابية وتطرح مواضيع تتعلق بالدراسة، والنشاطات الاجتماعية والرياضية بين الطلبة.

وشرح أن الأخصائيين الاجتماعيين يستغلون تجمعات الطلبة، للاستفادة منهم في تنفيذ البرامج التعليمية، والرياضية، والثقافية، لأن عمل الطلاب بفرق مشتركة، يساعد المدارس على تنفيذ مشروعاتها وبرامجها التعليمية بشكل متميز.

وأضاف «نركز في (شللية) الطلبة على التجمعات التي تحتوي على طلبة من ذوي المستوى المتوسط، والطلبة المدخنين، إذ يتم دمجهم بين الطلبة المتفوقين، وإخضاعهم لبرامج تثقيفية وتعليمية للحد من ممارساتهم السلوكية». وأوضح أن «شللية» الطلبة تخدم الادارات المدرسية بشكل مباشر، لأنها تعطي مؤشراً إلى طريقة تفكير الطلبة، وبعدد تجمعاتهم أمام مبنى المدرسة، وتجعل الادارات المدرسية تراقب تحركاتهم، ورصد التصرفات السلبية، والايجابية لكل طالب، ما يؤدي لوضع خطة فردية لكل طالب، لتعديل سلوكه السلبي ورفع مستواه الدراسي.

تجمعات غير «شللية»

في المقابل، أكدت مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، سمية حارب السويدي، أن مدارس الإمارة، الحكومية والخاصة، لم تسجل أي ظواهر لوجود «شللية» بين طلبة المدارس، موضحة أن التجمعات التي تحصل بين الطلبة أثناء الاستراحة، وبعد الخروج من الدوام المدرسي تعتبر تجمعات طبيعية، إيجابية، لأنها تضمن مجموعة من الطلبة الراغبين في مناقشة المواضيع التعليمية والاجتماعية التي تتعلق بهم.

وأضافت أن المنطقة لم ترصد طوال السنوات الماضية، وجود «شللية» لطلبة المدارس، ولم تسجل أي مشاجرات بين الطلبة في جميع مدارس الامارة، وأن جميع الطلبة الذين يدرسون في المدرسة نفسها يسكنون في المنطقة السكنية ذاتها، ويعرفون بعضهم منذ أيام الطفولة.

وأشارت إلى أن المنطقة بدأت تطبق برامج توعوية لتغيير السلوكيات السلبية بين طلبة المدارس، من خلال تنفيذ برامج تعليمية وتربوية، مضيفة أن المنطقة تستغل تجمعات الطلبة في إنشاء المشروعات التعليمية، وتسجيلهم في مسابقات تعليمية ترفع من مستواهم الدراسي.

وذكرت أن التفاعل المستمر بين الاخصائيين الاجتماعيين، وطلبة المدارس، جعلهم يفهمون طريقة تصرف الطلبة، وما يدور بين التجمعات التي تحدث في الساحات الداخلية والخارجية للمدرسة.

وأوضحت أن مدارس المنطقة تسعى لدمج الطلبة الذي يعانون سلوكيات سلبية بين الطلبة العاديين، من خلال اشراكهم في البرامج التربوية والتعليمية التي تطبقها ادارات المدارس، مؤكدة أن أي تصرفات سلبية تحدث في المدارس الحكومية تكون فردية، ولا تعتبر ظاهرة.

وأضافت أن أغلب الحالات السلبية تكون بين طلبة المراحل الابتدائية والإعدادية، بسبب وصولهم سن النمو العقلي، والمراهقة، وعدم ادراكهم التصرفات التي يرتكبونها، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل مشاجرات بالسلاح الابيض في مدارس المنطقة التعليمية، أثناء فترة الدوام المدرسي، طوال السنوات الماضية.

في المقابل، قالت مديرة إدارة الإرشاد الطلابي في وزارة التربية والتعليم، كنيز العبدولي، إن «نسبة المخالفات التي ترصدها الوزارة سنوياً تمثل واحداً من المؤشرات التعليمية التي تعتمد عليها الوزارة في إجراءاتها وتدابيرها، لتحقيق بيئة مدرسية هادئة، محفزة على التعلم، فضلاً عن دور هذه البيانات في وضع الخطط التطويرية في المدارس».

وشرحت أن «الوزارة عملت خلال العامين الأخيرين على إجراء دراسة تجريبية مصغرة، حول لائحة الانضباط السلوكي، والمخالفات التي ترتبط بالطلاب، والتي تم سردها في اللائحة، وبناء على نتائجها تم توجيه الإدارات المدرسية في دبي والإمارات الشمالية، للتعامل مع سلوكيات الطلاب السلبية بكل جدية، وفق ما تنص عليه اللائحة، تمهيداً للحدّ منها». وأضافت أن «تأثير الأقران في هذه المرحلة أكبر من غيرها، ويمكن لذلك أن يغير كثيراً من سلوكيات الطلبة «لافتة الى ضرورة الوقاية من المشكلات التي تحدث نتيجة الظروف السلبية التي يعيشونها خلال وجودهم بين زملائهم، وطبيعة العلاقات التي تربط بينهم.

وأكدت وجود تأثيرات سلبية نتيجة المشاعر التي تعيشها الطالبات خلال هذه الفترة، لافتة الى ضرورة الوقاية من الاتجاهات الخاطئة التي قد يسلكها الطلبة «عن طريق المقارنة بين تأثير الصديق الإيجابي وبين التأثير السلبي، وتوضيح مفهوم الصداقة».

وقالت العبدولي لـ«الإمارات اليوم»، إن المدارس بحاجة إلى زيادة عدد الاختصاصيين النفسيين، موضحة أن مدينة الشارقة والمنطقة الوسطى تشتمل على ثلاثة مرشدين نفسيين موزعين للاهتمام بمشكلات الطلبة النفسية، هم اختصاصيتان نفسيتان مسؤولتان عن ‬22 مدرسة للطالبات، واختصاصي نفسي مسؤول عن ‬36 مدرسة للطلاب، مؤكدة حاجة الميدان التربوي إلى مرشد نفسي لكل مدرسة، حتى يتمكن من التركيز على الطلبة، وممارسة دوره في معالجة أسباب التمرد، لا الأعراض فقط، حتى لا تتكرر السلوكيات السلبية عند الطلبة، موضحة أن «علاج الأعراض فقط عند الطلبة قد يتطور، ويظهر سلوكيات أكثر سلبية، وبذلك يفاقم المسألة ولا يحلّها». وأوضحت أن «بعض أشكال العنف تكون موجهة ضد المعلم، إذ يظهر طلبة استهتاراً بالقواعد والقوانين في الصف، ويتعمدون العناد وعدم الاستجابة له أو لما يطلبه منهم. ويعتبر هذا إهانة له، خصوصاً إذا كان تعامله جيداً معهم، ولم تسجل عليه شكوى من قبل، وقد تصل المسألة إلى نشوب مشادات كلامية بين المعلم والطالب، أو تقليد لتصرفات المعلم، في محاولة لإبراز سلبياته في نوع من الفكاهة».

تويتر