أكد أن ذوي بعضهم يرفضون الموافقة بسبب قناعات خاطئة

«أبوظبي للتعليم» يُـلزم طلبة المدارس الخاصة التطعيمات الوقائية

«المجلس» أكد وجود مشروعات توعية صحية لمكافحة أمراض السمنة والسكري والقلب والتدخين. تصوير: تشاندرا بالان

بدأ مجلس أبوظبي للتعليم، تطعيم طلبة جميع المراحل الدراسية في الإمارة من رياض الأطفال وحتى الصف الـ‬12، بأنواع مختلفة من التطعيمات، للمساعدة في منع انتشار الأمراض المعدية، وذلك بالتنسيق مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، مؤكداً أن التطعيمات ستكون إلزامية في المدارس الخاصة، وفقاً لقانون هيئة الصحة، وبالمجان.

وقال المجلس إن حملة التطعيمات في المدارس الحكومية منتظمة منذ سنوات عدة، ولا تواجهها أي مشكلات، على عكس المدارس الخاصة التي يمتنع العديد من ذوي طلبتها عن الموافقة على تطعيم أبنائهم، بسبب قناعات خاطئة، ما يؤدي إلى تعرض أبنائهم للإصابة بالأمراض.

السمنة والأسنان تتصدران قائمة الأمراض

كشف الفحص الطبي الشامل لطلبة مدارس إمارة أبوظبي، الخاص بالعام الدراسي الماضي، عن تصدر أمراض «السمنة» و«الأسنان» قائمة المشكلات الصحية التي يعانيها الطلبة، إضافة إلى وجود مشكلة نقص الوزن بشكل واضح، التي تشير إلى نقص الوعي بالتغذية، إذ أوضحت نتائج الفحص الذي شمل أكثر من ‬26 ألف طالب وطالبة من الصفوف الأول والخامس والتاسع على مستوى المدارس الحكومية، أن نحو ‬7286 طالباً وطالبة يعانون السمنة، والسمنة المفرطة، أي ما نسبته ‬28٪ من الطلبة الذين شملهم المسح، يقابلهم ‬13٪ يعانون نقص الوزن، إضافة إلى وجود ‬59٪ من الطلبة يعانون مشكلات الأسنان، ومشكلات صحية أخرى يعانيها الطلبة كانحناءات العمود الفقري ومشكلات السمع، إذ إن ‬1.7٪ من الطلبة لديهم انحناء في العمود الفقري، و‬0.02٪ منهم يؤثر الانحناء في حياتهم مستقبلاً.

وذكر مدير إدارة الصحة في المجلس، الدكتور مبارك الدرمكي، أن مجلس أبوظبي للتعليم ينفذ مبادرات تدعم الجانبين الصحي والغذائي لدى الطلبة، إذ أصدر مع بداية الفصل الدراسي الجاري أدلة غذائية تستهدف الطلبة وذويهم لأول مرة، بدلاً من أن تكون هذه الأدلة محصورة في المدرسة وشركات توريد الأغذية، مع تخصيص دليل لمرحلة رياض الأطفال يقدم الرسائل الصحية بطرق تعليمية مشوقة وجاذبة.

وذكر مدير إدارة الصحة في المجلس، الدكتور مبارك الدرمكي، لـ«الإمارات اليوم» أن المدارس الحكومية تمت تغطيتها بشكل كامل، ولا يوجد بها أي أمراض منتشرة، خصوصاً أن التطعيمات بها إلزامية، ولا يوجد أي مشكلات بها، ومستمرة طوال العام، لافتاً إلى أن «المجلس بالتعاون مع شركة (صحة) يستكملان تنفيذ الجدول للتطعيمات الأولية، التي تعد جرعات منشطة لما تم أخذه منذ الولادة».

ونفى الدرمكي أن يكون من ضمن التطعيمات الحالية تطعيمات خاصة بالأمراض الوبائية، مثل أنفلونزا الطيور أو الخنازير، لافتاً إلى أن التطعيمات خاصة بالأمراض العادية والمنتشرة عالمياً، كشلل الاطفال والكبد الوبائي.

وتابع أن العام الدراسي الجاري شهد فحص أكثر من ‬10 آلاف طالب خلال الفصل الدراسي الأول، من بين أكثر من ‬26 ألف طالب وطالبة يدرسون في مراحل التعليم المختلفة في أبوظبي، على أن يتم استكمال فحص بقية الطلبة الملتحقين بالصفوف الأول والخامس والتاسع، خلال الفصلين الدراسيين الجاريين، والعام الدراسي المقبل، مشيراً إلى أن العام الجاري يدخل مشروع الفحص الطبي الشامل للطلبة عامه الثالث، ومع نهاية العام الدراسي سيكون لدى المجلس بنك معلومات واقعي ودقيق يمكن من خلاله دراسة الاتجاه الصحي عند الطلبة، ومعرفة طبيعة المشكلات الصحية والأمراض المنتشرة بينهم ومعدلات انتشارها، ويمكن من خلال عمليات تحليلها الوصول إلى بيانات ومعلومات توضح واقعنا الصحي، وأين نحن الآن مقارنة بدول العالم، كما تمثل تلك البيانات دعماً للخطط المستقبلية وتنفيذ البرامج الصحية.

وأفاد الرئيس التنفيذي لقطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة، المهندس حمد الظاهري، بأن العائق الأساسي أمام حملة التطعيمات في المدارس الخاصة، هو القناعات الخاطئة لدى بعض ذوي الطلبة التي تدفع بعضهم إلى رفض التطعيم، ما ينتج عنه تعرض أبنائهم للإصابة بالأمراض، مشيراً إلى أن قطاع المدارس الخاصة اجتمع أخيراً بفريق التمريض في المدارس الخاصة لإطلاعهم على كيفية التنسيق مع فريق العمل في المجلس، وممرضات هيئة الصحة، للتأكيد على ضرورة تعريف ذوي الطلبة في المدارس الخاصة بأهمية التطعيم وأثره في صحة أبنائهم، إذ إن اللقاحات تساعد على الوقاية من الأمراض وتجنب الإصابة بأنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا، خصوصاً الذين تعاني أجسادهم ضعف المناعة.

وأشار الظاهري إلى أن حملة التطعيمات بدأت في المدارس الخاصة، وأن جميع التطعيمات إلزامية وفقاً لقانون هيئة الصحة بالمجان، لافتاً إلى أن معظم التطعيمات خاصة بالأمراض التي من الممكن أن تنتقل عن طريق اللمس والهواء، مثل الحصبة والأنفلونزا.

وأكد الظاهري وجود مشروعات توعية صحية يطبقها المجلس داخل المدارس لمكافحة أمراض السمنة والسكري والقلب والتدخين، إضافة إلى مشروع التوعية الخاص بالثلاسيميا، الذي يطبق داخل المدارس ويشارك فيه الطلبة وذووهم.

ولفت الظاهري إلى أن الممرضات لديهن مسؤوليات تجاه تهيئة الطلبة لتلقي التطعيمات المختلفة، تشمل تقييم الوضع الصحي للطلبة من خلال مراجعة ملفاتهم الصحية وسجلات التطعيمات قبل الالتحاق بالمدرسة، وقائمة تطعيمات المدرسة، مع ضرورة تسـجيل أسماء الطلبة المؤهلين لتلقي التطعيمات طبقاً للصف الدراسي، إضافة إلى ضرورة توزيع نموذج للحصول على موافقة ذوي الطلبة على تلك التطعيمات وتسلم النماذج الموقعة، وملء قوائم التطعيمات، والحصول على نسخة من البطاقات الصحية سارية المفعول.

تويتر