وزعت 2000 جهاز على الطلبة مزودة بالوسائل الإيضاحية

«ثانويات التكـنولوجـيا» تســتبــدل «آي باد» بالكتب الورقية

طلبة التكنولوجيا التطبيقية يتلقون دروسهم عن طريق «آي باد». من المصدر

أعلنت ثانويات معاهد التكنولوجيا التطبيقية، الاستغناء رسمياً عن الكتب الورقية في جميع معاهد الدولة، والانتقال من التعليم التقليدي، إلى التعليم الإلكتروني، وذلك بتوزيع 2000 جهاز كمبيوتر لوحي (آي باد) على الطلبة بعد تزويدها بالكتب والوسائل التوضيحية والتكنولوجية المصورة بالفيديو، بالإضافة إلى الانتقال للدراسة بنظام الفصول الدراسية الثلاثة هذا العام.

جاء ذلك، خلال إطلاق مبادرة معاهد التكنولوجيا التطبيقية الخاصة باستبدال الكمبيوتر اللوحي (آي باد) بالكتب الورقية بنسبة 100٪ تحت شعار (التكنولوجيا بأيدٍ إماراتية)، التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

وأكد مدير عام المعاهد الدكتور عبداللطيف الشامسي، أن تنفيذ المبادرة استلزم الانتقال إلى مجمع التكنولوجيا التطبيقية الجديد، في مدينة محمد بن زايد، الذي تم بناؤه بمكرمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأشرفت على بنائه وتجهيزه القيادة العامة للقوات المسلحة، بالتعاون مع كبرى شركات الاستشارات العالمية المتخصصة في المنشآت التعليمية.

سياسة انتقائية

كشف مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية، الدكتور عبداللطيف الشامسي، عن ارتفاع نسب خريجي ثانويات التكنولوجيا التطبيقية الملتحقين مباشرة بالجامعة من 50٪ قبل عامين إلى 70٪ هذا العام، وأنه يطمح إلى أن تصل النسبة إلى 100٪، خصوصاً أن المعهد يتبع سياسة انتقائية في قبول الطلاب وينتقي المتميزين، مشيراً إلى أن عدد الطلبة المتقدمين للالتحاق بالصف التاسع في المعهد هذا العام وصل إلى 4160 طالباً تم قبول ،1356 وهي نسبة لا تتعدى 30٪، لذلك هذه الانتقائية تعطينا مساحة لرفع مستوى الطلبة.

وأوضح أن مجمع التكنولوجيا التطبيقية الجديد مساحته 36 ألف متر مربع وطاقته الاستعابية تبلغ 2200 طالب، وتكلف 370 مليون درهم وأنشئ على احدث طراز تعليمي متكامل ليلبي احتياجات التعليم والتكنولوجيا للطلبة، كما يضم أحدث المرافق الرياضية والترفيهية، وينقسم الى ثلاثة مبانٍ، كل مبنى يتكون من خمسة طوابق وبه 133 صفاً دراسياً و33 ورشة هندسية متخصصة و23 معملاً للحاسب الآلي، والأوتوكاد وسيسكو، بالإضافة الى صالة كبيرة للصلاة ومكتبة من طابقين ومسرح يتسع لـ700 شخص وصالة رياضية متعددة الأغراض ومجهزة بأحدث الأجهزة الرياضية ومسبح أولمبي، و12 ملعباً متعددة الأغراض الرياضية.

وأشار إلى أن المجمع يضم سلسلة مطاعم سعة 800 شخص، لافتاً إلى أن المطاعم وجميع الصالات الرياضية ستكون متاحة بعد ساعات دوام الطلاب وخلال العطل الرسمية، لساكني المنطقة كي يستفيدوا منها في ممارسة رياضاتهم باشتراك رمزي محدود تطبيقاً لشعار (المؤسسة التعليمية في خدمة المجتمع المحلي).

وأوضح أن «آي باد» الجديد تم إعداده خصيصاً لطلبة التكنولوجيا التطبيقية، بحيث يحتوي على جميع الكتب الدراسية الورقية، إضافة الى احتواء الصفحات كافة على نماذج المحاكاة، والقاموس متعدد اللغات وغيرها من الوسائل الايضاحية التكنولوجية المصورة بالفيديو التي يمكن للطلبة من خلالها التفاعل التام مع جميع الموضوعات وكتابة الإضافات والإجابات المطلوبة، في المكان نفسه بسهولة ويسر.

وأفاد الشامسي، بأن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن «آي باد» هو البديل المثالي للكتب الدراسية التي عادة تتعرض للتلف والضياع، كما يسهل من خلال الكتب الإلكترونية في (آي باد) الوصول إلى أي جزء من الكتاب بلمسة واحدة على الجهاز، إضافة إلى إمكانية الدخول على الإنترنت وزيادة وتوضيح المادة العلمية بكثير من الأدوات والمواد والرسوم التي تخدم العملية التعليمية وتطور محتواها، بالإضافة إلى أن هذا الجهاز يتوافق مع ميول ورغبات الجيل الجديد، ما يُعد حافزاً فعالاً يشجعهم على الدراسة.

واعتبر أن نقل المناهج إلى «آي باد» كان التحدي الأكبر هذا العام، مشيراً إلى تصميم معاهد التكنولوجيا برنامج التعلم التفاعلي الإلكتروني (بلاتوه)، الذي يعمل على استمرار العملية التعليمية بين الطلبة والمعلمين في ثانويات معاهد التكنولوجيا التطبيقية على مدار الساعة يومياً، ويمكن من خلاله قياس درجة تفاعل المعلم مع الطلبة وذويهم، مشيراً إلى أن كل الدراسات العالمية اثبتت أن استيعاب الطالب اكبر بمقدار 16 ضعفاً عن طريق التعليم التفاعلي، مقارنة بالتعليم التقليدي.

وأشار الشامسي إلى أن الفجوة الكبيرة القائمة بين جيل الإنترنت والقائمين على العملية التعليمية، تشكل أهم العوائق التي تحول دون الاستخدام الأمثل والفاعل لتطوير التعليم في الدولة، ما يشير إلى ضرورة الارتقاء بمستوى العاملين في الميدان التربوي، خصوصاً في ما يتعلق باهتماماتهم التكنولوجية وتركيز عملهم نحو التوسع في استخدام جميع الوسائل الحديثة التي تسهل العملية التعليمية وتجعلها أكثر اثارة وتفاعلاً مع الجيل الجديد واتجاهاته التكنولوجية التي تمكنه من أداء كثير من المهام في الوقت ذاته.

وقال إن «المعلم هو التحدي الحقيقي، للانتقال إلى التعليم الإلكتروني، لذلك بدأنا في برامج تهيئة المعلم للاستغناء عن الكتاب الورقي قبل نهاية الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي، وقمنا قبل بداية الصيف بتهيئتهم وتجهيزهم لاستخدام البرامج والكتب الإلكترونية، ليعتادوا هذا النوع من التكنولوجيا»، مشيراً إلى أن ثانويات التكنولوجيا استقطبت 100 معلم جديد هذا العام، وتم التركيز في عملية الاستقطاب على امتلاك المعلم مهارات استخدام التكنولوجيا في التعليم.

وتابع الشامسي «لدينا خطة هذا العام خاصة بتدريب الطلاب في جميع المراحل عملياً خلال اجازات الفصول الدراسية، وذلك لتحفيزهم وادخالهم في الحياة العملية، خصوصاً بعد اقرار المعاهد نظام الفصول الدراسية الثلاثة، المتبع في مدارس وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم».

تويتر