«المعرفة العربي» أكد أنهم يعانون ضعف التواصل الكتابي وتدني قدراتهم على التــــــــــــــــــعامل مع المشكلات

92 ٪ من طلبة الإمارات غير مؤهليـــــــن لمجتمع المعرفة

«المعرفة العربي» بين أن الفتيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــات يتقدمن على الفتيان في امتلاك المهارات والقيم. من المصدر

كشفت دراسة حالة الإمارات في تقرير المعرفة العربي، للعام 2010 - ،2011 الذي جاء تحت عنوان «إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة»، أن 92٪ من الطلبة التي شملتهم الدراسة الميدانية لا تتوافر لديهم المقومات المعرفية لدخول مجتمع المعرفة، وأن 65.2٪ في مستوى بداية بناء الجاهزية حصلوا على 25 درجة وأقل من 50 درجة من اصل 100 درجة، ولم يحصل أي طالب على 75٪ أو أكثر في المهارات المعرفية، وأن متوسط درجات المهارات الوجدانية مجتمعه بلغ 41.1 درجة، متجاوزاً الدرجة الوسطى 37.5 من أصل 75 درجة.

وأشار التقرير إلى أن مهارة التواصل الكتابي عانت ضعف معظم الطلبة المختبرين وعجزهم، وتدني قدرة الطلبة المشاركين، على التعامل مع الوضعيات التي تنطوي على مشكلة مستمدة من الحياة اليومية، ووجود فجوة في مهارة التخطيط للمستقبل، فيما أشارت نتائج مهارة معرفة الذات إلى وجود درجة عالية من الثقة بالنفس، وتصور ايجابي تجاه القدرات الذاتية، وارتفاع مؤشرات مهارة الدافعية للتعلم، وهو ما يؤكد امتلاك تلك المهارة.

مهارات وقيم

الخطة الاستراتيجية

شدد التقرير على ضرورة الإسراع في تنفيذ وتفعيل الخطة الاستراتيجية للتعليم 2010 - ،2020 التي تهدف الى تحسين التحصيل العلمي للطلاب وتهيئة بيئة مدرسية ملائمة وتنمية روح المواطنة وتطوير المناهج وتحسين اداء المعلمين، وتوفير احتياجات المدارس وتوحيد انظمة التعليم الحكومي والخاص وتفعيل مشاركة ذوي الطلبة، وبناء قدرات مواطنة متخصصة في مجال التعليم والتوسع في تدريس اللغات وتقنية المعلومات.

وطالب بربط منظومة التعليم بالأهداف الشاملة للتنمية البشرية المستدامة من أجل الارتقاء بالإنسان والمجتمع، مشيراً إلى أنه من المحفزات على اقامة مجتمع المعرفة تبني مشروعات قومية مثل مشروع تشجيع الصغار والكبار على القراءة والمطالعة لتنمية مداركهم وتوسيع آفاقهم الفكرية وعدم التركيز على نقل المعرفة والعلوم، بل اقتران ذلك بتوظيفها في حياة اليافعين وفي المجتمع، والتحسين الدائم لها.


إعادة النظر

أكدت دراسة حالة الإمارات أن التحرك الايجابي نحو بناء اجيال المستقبل وإعدادها للعيش الفعال في مجتمع المعرفة يقتضي إعادة النظر في السياسات القائمة ومراجعتها وتوجيهها الوجهة الايجابية والفاعلة، مشيرة إلى أن التأخر في دخول مجتمع المعرفة قابل للتدارك، لأن الإرادة السياسية متوافرة، كما ان بيئات التمكين المختلفة موجودة، واتضح من خلال الارادة السياسية العزم على مواصلة بناء دولة متقدمة، خصوصاً أنها مدعومه من مؤسسات ضخمة حكومية وغير حكومية ولا ينقص الإمارات الامتيازات سوى تأكيد الهدف وتوجيه جميع المؤسسات الى العمل في اتجاه بناء مجتمع المعرفة.

وأجريت المسوح الميدانية في الحالة الإماراتية، على عينة ممثلة من النشء في عمر 17 - 18 سنة، من الذين انهوا الصف الـ11 في مدينتي أبوظبي ودبي، باعتبارهم يشكلون منتج العملية التربوية التعليمية قبل الجامعة، إلى جانب كونهم يمثلون الفئة العليا من شريحة النشء، التي اعتمدت في تقرير المعرفة العربي للعام 2010/2011 وهي الفئة دون 18 سنة.

وهدفت الدراسات الميدانية إلى معرفة مدى امتلاك الطلاب المشاركين في المسح عدداً من المهارات والقيم، ذات العلاقة بالأبعاد المعرفية، والوجدانية، والاجتماعية، والشخصية، التي تتطلبها عملية الدخول إلى مجتمع المعرفة، بالإضافة إلى استهدافها جمع آراء الطلاب حول البيئات المحيطة بهم، كما تم استقراء آراء معلمي التلاميذ للوقوف على اتجاهاتهم وآرائهم في البيئات التمكينية المتاحة للتلاميذ في المدرسة، وفي المماراسات والطرائق التربوية واتجاهاتهم نحو القضايا التي من شأنها أن تسهم في اعداد اليافعين.

وأوضح التقرير أن الفجوة الأكبر جاءت في نتائج مهارات الطلبة في المهارات المعرفية التي تم قياسها عبر أربع مهارات فرعية «البحث عن المعلومات، وحل المشكلات، واستخدام التكنولوجيا، والتواصل الكتابي»، وتقاس كل مهارة فرعية على مقياس حده الأقصى 25 درجة، وبالتالي يكون مجموع المهارات المعرفية 100 درجة.

وكشف التقرير أن متوسط العينة الكلية لم يتجاوز 32.91 درجة، إذ عانت مهارة التواصل الكتابي ضعف الأغلبية من الطلبة المختبرين وعجزهم عن بلوغ الدرجة الوسطى 12.5 من أصل 25 درجة، وجاء متوسط الطلبة خمس درجات، فيما لم يتعد متوسط نتائج العينة الكلية لمهارة حل المشكلات ،6.09 ولم يختلف وضع مهارة البحث عن المعلومات عن سابقتها، إذ كشفت النتائج عن تدني قدرة الطلبة المشاركين على التعامل مع الوضعيات، التي تنطوي على مشكلة مستمدة من الحياة اليومية، وجاء متوسط الدرجات ،9.65 لوجود صعوبات في فهم أبعاد أي مشكلة، ولم ترتفع نتائج المختبرين إلا في مهارة استخدام التكنولوجيا، على الرغم من انها لم تصل ايضاً إلى درجة المنتصف.

وأشار إلى أنه وفق مقياس الجاهزية المعتمد في الدراسة الميدانية حقق 65.2٪ من العينة مستوى بداية بناء الجاهزية، وحصلوا على 25 درجة وأقل من 50 درجة، بينما لم يحصل أحد على 75٪ او أكثر في المهارات المعرفية، و26.8٪ من العينة غير جاهزة تماما «حصلوا على دون 25٪ من 100 درجة»، موضحاً أن هذا يعني أن الأغلبية العظمى من التلاميذ 92٪، لا تتوافر لديهم المقومات المعرفية لدخول مجتمع المعرفة.

فيما أوضح التقرير أن المهارات الوجدانية، جاءت في وضع مقبول، مع وجود فجوة في مهارة التخطيط للمستقبل، وتم قياسها عن طريقة ثلاث مهارات فرعية «معرفة الذات، ورعاية الدافعية للتعلم، والتخطيط للمستقبل»، وتم قياس كل مهارة على مقياس حدها الأقصى 25 درجة، ليكون مجموع المهارات الوجدانية مجتمعه 75 درجة.

وأشار التقرير إلى أن متوسط درجات المهارات الوجدانية مجتمعه بلغ 41.1 درجة، متجاوزاً الدرجة الوسطى ،37.5 من اصل 75 درجة، ما يعني امتلاك الطلبة الحد الادنى من المهارات الوجدانية المستهدفة.

وجاء متوسط درجات مهارة معرفة الذات، 20.73 من اصل 25 درجة، ما يدل على وجود درجة عالية من الثقة بالنفس، وتصور ايجابي تجاه القدرات الذاتية، فيما بلغ متوسط درجات مهارة الدافعية للتعلم 18.82 درجة، ومتوسط مهارة التخطيط للمستقبل، 4.75 درجات، بسبب وجود تشتيت كبير للطلبة، خصوصاً أنها درجة ضعيفة جداً وتعتبر من اضعف المهارات بصفة عامة لدى الطلبة.

ووصف التقرير المهارات الاجتماعية بأنها تملك الحد الأدنى، إذ تم قياسها على ثلاث مهارات فرعية «التواصل المباشر مع الآخرين، والعمل الجماعي، والمشاركة في الحياة العامة، وبلغ متوسط درجات المهارات مجتمعة، 39.17 من أصل 75 درجة، وبلغ المتوسط العام 16.8 من 25 في مهارة التواصل مع الآخرين، و14.17٪ في مهارة العمل الجماعي، بينما بلغ متوسط الحياة العامة .11.57

وأفاد بأنه في ما يتعلق بالقيم فقد تم استهداف أربعة أنواع من القيم تماشياً مع المهارات، وهي القيم المعرفيـة والوجدانية والاجتماعية والكونية، وكشفت المقارنة الاحصائية بين القيم عن تفاوت في درجة الاهتمام بها، فقد جاءت القيم المعرفية والقيم الوجدانية في المرتبة الاولى، ثم القيم الكونية والقيم الاجتماعية في المرتبة الثانية، وتبين ان معظم الطلاب في طور الجاهزية لهذه القيم.

وأظهرت نتائج الدراسة الخاصة بالبيئات التمكينية ان الطلاب يحملون تصورات ايجابية حول ما يحيط بهم من بيئات تمكينية تميل في اغلبها الى الرضا عما توفره لهم من خدمات، والبيئة المدرسية طيبة عموما على المستوى العلائقي مع عدم وجود نقائص في الوسائل والمرافق التعليمية.

تقدم الفتيات

وأشارت الدارسة إلى أن الفتيات يتقدمن على الفتيان في درجة امتلاك المهارات والقيم، وتبين ان الاسرة بما يتوافر فيها من مرافق مادية وتعليمية ومتابعة للأبناء يمكن ان تعلب دوراً مهماً في تمكينهم من اكتساب المهارات الاساسية، وهذا يؤكد الحاجة الملحة الى وضع برامج تمكين للأسرة العربية معرفياً، لتقوم بدورها الايجابي في عملية التنشئة وايجاد شراكة حقيقية بينها وبين المدرسة ومختلف الاطراف الفاعلة في المجتمع، فيما اتفقت آراء المشاركين في ورشة العمل مع نتائج المسح الميداني، وظهر اتفاق على حزمة من المهارات التي اعتبروها ضرورة لدخول مجتمـع المعرفة وضعيفة لدى الطلاب، مثل مهارة تخطيط المستقبل ومهارة التفكير التحليلي والنقدي ومهارة حل المشكلات، وفي الوقت نفسه اقروا بحضور قوي للقيم الطبيعية الوجدانية والاجتماعية وغياب جانب كبير من القيم المعرفية لدى الطلاب.

ولفتت الدراسة إلى أن المجتمع الإماراتي ادرك قيمة الثروة البشرية وتجلى هذا الإدراك بشكل واضح في الدعم الكبير المقدم للتعليم، لكن هذه الجهود المبذولة من قبل الدولة ومؤسساتها تبين حسن النيات والعزم الاكيد للحاق بركب الدول المتقدمة، وتؤكد الرغبة السياسية الرسمية والمجتمعية في التحرك نحو تحقيق الهدف، الا ان الرغبة من قبل صانع القرار ومؤسسات المجتمع لابد ان تتقابل مع رغبة حقيقية من النشء بالتحرك نحو مجتمع المعرفة، ويقودنا ذلك الى قضية مهمة في المجتمع تتعلق بتحفيز النشء نحو هذا الهدف.

فجوة عميقة

وأكد التقرير أن الفجوة عميقة بين مستوى المهارات المعرفية الحالي للطلاب المشاركين في الدراسة والمتطلبات المعرفية لدخول مجتمع المعرفة، خلافاً لما هو الحال بالنسبة للمهارات الوجدانية والاجتماعية أو حتى القيم، ويدعو ذلك إلى إعادة النظر في جودة النظام التعليمي ومحاولة تصحيح وجهته ومقاصده وممارساته نحو بناء مجتمع المعرفة، مؤكداً ان الاعتراف بضعف النظام التعليمي وعدم مناسبة مخرجاته لعصر المعرفة يعد الخطوة الاولى في اصلاحه.

وذكر أن ورشة العمل والمسوحات التي اجريت حول حالة الامارات، أوضحت ان نظام التعليم يسوده غالباً النمط التقليدي الذي يعتمد أغلبه على الامتحانات التحريرية التي تركز على الحفظ والتذكر، وترتبط بنمط التدريس التقليدي الذي يكون فيه المتعلم متلقياً سلبياً للمعلومات التي يختزنها حتى يوم الامتحان، وأصبح المعلم الجيد هو من يساعد الطالب على حفظ المادة التعليمية بالصورة التي يسترجعها يوم الامتحان.

وألمح إلى أن الرفاهية المادية للاسرة تؤثر سلباً في امتلاك الطالب المهارات المعرفية، إذ إن الطلاب المرفـهين غير مهتمين مثل اقرانهم بامتلاك المعرفة وتحصيل العلم. مؤكداً أن هناك فجوة بين الخطط والاستراتيجيات التعليمية التي تضعها وزارة التربية والتعليم والمجالس المتخصصة في التعليم، وبين الممارسات والنتائج على ارض الواقع، وأن إصلاح ذلك يتم من خلال تمحور التعليم حول الطالب، وعلى تنمية قدراته المعرفية والاجتماعية والقيمية التي تعده لمجتمع المعرفة.

تويتر