٪15 من الطلاب يتهربون منه.. ومديرو مدارس يحمّلون ذويهم المسؤولية

تربويون يطالبون بإضافة «طابور الصباح» إلى درجات الامتحان

الطابور الصباحي يساعد على زيادة قدرات الطلاب التحصيلية. تصوير: باتريك كاستيلو

أفاد مديرو مدارس حكومية بأن نحو 15٪ من الطلبة يتغيبون عن الطابور الصباحي، خصوصاً يومي الأحد والخميس من كل أسبوع، محمّلين ذوي الطلبة المسؤولية عن تلك المشكلة، مقترحين ضرورة وضع وزارة التربية والتعليم نسبة من درجات التقويم المستمر على التزام الطلاب بحضور الطابور الصباحي، وتضاف هذه النسبة إلى درجات الامتحانات، مؤكدين أن طابور الصباح يعد رمزاً لاحترام المدرسة وجدية التعلم، فيما أكدت مديرة إدارة الإرشاد الطلابي في وزارة التربية والتعليم، كنيز العبدولي، أن لائحة الانضباط السلوكي التي وضعتها الوزارة تعالج ظاهرة تغيّب الطلبة عن حضور طابور الصباح بإجراءات إدارية تم تعميمها على الإدارات المدرسية.

وتفصيلاً، طالب مدير مدرسة الشعراوي للتعليم الثانوي في دبي، أحمد محمد عبدالله قاسم، بضرورة وضع درجات تضاف الى مجموع الطالب النهائي على التزامه وانضباطه في حضور الطابور الصباحي، مشيراً إلى أن وجود الطلاب في الطابور يعكس جديتهم في التعلم، واحترامهم لمدرستهم، لافتاً إلى أن نحو 80٪ من الطلاب يحضرون بشكل منتظم، في حين يتهرب الباقون لأعذار مختلفة، موضحاً أن يومي الأحد والخميس الأكثر غياباً للطلاب بشكل عام.

وحمّل قاسم ذوي الطلبة مسؤولية تأخر أبنائهم، لأن أغلبهم يصر على إحضار أبنائهم بسيارتهم الخاصة بعد انتهاء الطابور الصباحي، مشيراً إلى وجود مشكلة في تعاون ذوي الطلاب مع الإدارات المدرسية تتسبب بدورها في مشكلات كثيرة.

زيادة التحصيل

أكد أخصائي الأنشطة الصحية في إدارة الصحة والتغذية المدرسية في الوزارة، الدكتور أسامة كامل اللالا، أن الدراسات البحثية أثبتت أن تحصيل الطلاب الذين يحضرون الطابور الصباحي يكون أكثر في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء عن غيرهم ممن يتغيبون عن طابور الصباح.

واعتبر أن الطابور الصباحي الركيزة الأولى لنجاح اليوم الدراسي، خصوصاً من خلال التمارين الرياضية الخفيفة التي تتم فيه، مشيراً إلى أن الدراسات البحثية أثبتت أن ممارسة الأنشطة البدنية خلال الطابور الصباحي تساعد على زيادة قدرات الطلاب التحصيلية، وتدعمهم نفسياً لتحمّل ضغوط اليوم الدراسي، وتسهل عليهم الفهم والاستيعاب والتركيز.

وأشار إلى أهمية الأنشطة التي تمارس في الطابور الصباحي في معالجة بعض المشكلات الصحية للطلاب، خصوصاً التي قد تنجم عن الأحمال الزائدة في الحقيبة المدرسية، وأثرها البالغ في العمود الفقري، فضلاً عن الجلوس الخاطئ فترات طويلة.

بدوره، قال مدير مدرسة محمد بن راشد النموذجية، محمد حسن، إن نسبة حضور الطلاب الطابور الصباحي تعكس مدى قوة إدارة المدرسة في السيطرة على الطلبة، ونجاحها في تطبيق السياسة التعليمية، مشيراً إلى أنه عادة ما تكون نسبة حضور طابور الصباح في مدرسته نحو 85٪ تصل إلى 90٪ قبل نهاية الطابور، عازياً نسبة الغياب إلى سهر بعض الطلاب لأوقات متأخرة، الأمر الذي يصعب معه الاستيقاظ مبكراً وقت مرور الحافلة المدرسية عليهم، ويأتون في سيارات ذويهم متأخرين عن طابور الصباح.

وعزا مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي في دبي، علي مال الله السويدي، تخلّف بعض الطلاب عن الطابور الصباحي إلى أسباب عدة، منها تفضيل بعض الطلاب القدوم إلى المدرسة سيراً على الأقدام، خصوصاً في المدارس الموجودة وسط الأحياء السكنية، فضلاً عن تأخر بعض ذوي الطلبة في إحضار أبنائهم، دون مبالاة بقوانين وضوابط المدرسة، إضافة إلى تكاسل طلاب آخرين عن الاستيقاظ في موعد الحافلة المدرسية، نتيجة السهر لأوقات متأخرة، لافتاً إلى أن نسبة التأخر عن الطابور الصباحي تراوح بين 10 و15٪ من إجمالي الطلاب.

وأكد مدير مدرسة المعارف للتعليم الثانوي، محمد الماس، ضرورة وضع درجات خاصة بسلوك الطلبة ومدى التزامهم بحضور طابور الصباح، مشيراً إلى أن المزاجية تكون في بعض الأحيان وراء تغيّب الطالب عن الطابور الصباحي، مؤكداً أن ضعف التواصل بين ذوي الطلاب والمدرسة وراء كثير من الظواهر السلبية، مثل الغياب الكلي عن المدرسة، أو الجزئي كما يحدث في الطابور الصباحي، لافتاً إلى أن نسبة التخلف عن الطابور الصباحي تصل الى نحو 15٪ أحياناً.

وذكرت العبدولي أن الوزارة عالجت ظاهرة التأخر عن الطابور الصباحي من خلال لائحة الانضباط السلوكي التي عممتها على المدارس، بحيث تقوم كل مدرسة بشكل دوري ومستمر بحصر الطلاب المتأخرين، وعمل جلسات إرشادية حول هذا السلوك، فضلاً عن إرشاد ذويهم بصفة دائمة حول أهمية التبكير بإحضار الأبناء قبل بدء اليوم الدراسي، ومراقبة أماكن اللهو والكافيتريات، وإخطار ذوي الطلبة بتأخر الأبناء عن الدوام المدرسي.

وتابعت أن اللائحة تعطي إدارة المدرسة حق التنبيه الشفوي للطالب المخالف، ومن ثم التنبيه الكتابي، وفي حال تكررت المخالفة يتم استدعاء ذويه لإبلاغه شفوياً وكتابياً، وإذا تكرر عدم الالتزام يتم تكليف الطالب بأعمال خدمة مجتمعية داخل المدرسة، وتقوم المدرسة بإجراءات لتعزيز السلوك الايجابي، وأساليب لتعديل السلوك غير المرغوب لدى الطالب.

تويتر