تربويون: الطلبة يسعون إليها لتحسين درجاتهم.. والآباء مسؤولون عن إيجاد الظــاهرة

الامتحانات ترفع أسعار الدروس الخصوصية

بعض الطلبة يلجأون إلى الدروس الخصوصية لتحقيق نتائج أفضل في الامتحانات. الإمارات اليوم

طالب آباء وطلبة في الفجيرة المناطق التعليمية بتشديد الرقابة على ظاهرة الدروس الخصوصية، مؤكدين أنها تشكل ضغطاً على الطلبة وعبئاً مالياً على ذويهم، مشيرين الى أن مدرسين يستغلون موسم الامتحان في رفع سعر الحصة إلى 500 درهم في الساعة. فيما أكد تربويون أن الدروس الخصوصية والمذكرات عبارة عن كبسولات يستخدمها ليلة الامتحان ليفرغ الكم الهائل من المعلومات في ورقته من دون أي استيعاب للمادة، مطالبين الطلبة بالشعور بالمسؤولية والاستعداد للامتحانات منذ بداية العام.

من جانبه، حمّل مدير إدارة منطقة الفجيرة التعليمية، جمعة خلفان الكندي، ذوي الطلبة مسؤولية انتشار الدروس الخصوصية، لافتاً إلى أن الآباء يركضون وراء الدروس الخصوصية حرصاً على تحقيق ابنائهم مستوى أفضل في نهاية العام، مؤكداً أن المنطقة تعمل بالتعاون مع الموجهين والمعلمين على مواجهة ظاهرة الدروس ، مشيراً إلى إنشاء (مشروع ارتقاء) تحت إشراف موجهين ومعلمين متميزين يعطون الطلبة دروس تقوية مقابل رسوم رمزية.

تفصيلاً، أفادت طالبتان أحلام خميس، ومريم راشد، من مدرسة لبابة بنت الحارث، بأن الدروس الخصوصية مهمة في مثل هذا التوقيت من العام، خصوصاً والامتحانات على الأبواب والوقت ضيق، والمعلمات في المدرسة يسرعن في عملية شرح الدروس لإنهاء المنهج من دون مراعاة لمدى استيعاب الطالبة للمادة، وهذا يؤثر فينا كطالبات إذ نضطر الى الاستعانة بالمعلم لمنحنا الدروس الخصوصية.

وقالت أحلام: «نحن في حاجة ماسة إلى مثل هذه الدروس فلا توجد جمعية معلمين في منطقتنا، وإن وجدت ليست لطلاب وطالبات الثانوية العامة، ولكنها للصفوف الأولى، مشيرة إلى أن معلمة المدرسة تقتصر على المنهج فقط ولا تعطي أي معلومات خارجية أما الدروس الخصوصية، فالمعلم يجمع الأسئلة المهمة التي وردت في امتحانات السنوات الماضية، بالإضافة الى تزويدنا بمعلومات أخرى».

وذكر الطالب أحمد راشد أن «بعض المعلمين أساليبهم في الشرح غير كافية لإيصال المعلومة، وتختلف قدرة المعلم وفق خبرته وإلمامه بالمادة واهتمامه بالطالب، لذلك يلجأ معظم الطلبة الى الدروس الخصوصية».

وخالفه الرأي زميله علي سعيد، مؤكدأً أن «الدروس الخصوصية لا ضرورة لها اذا ما اعتمد الطالب على نفسه وتابع دروسه من بداية العام ولم يتغيب عن المدرسة، مشيراً إلى أن بعض الطلبة يعتمدون على الدروس الخصوصية ولم يعد لديهم وقت للمدرسة».

وتساءل الطالب علي مطر ما الضرر في الاعتماد على الدروس الخصوصية في بعض المواد الصعبة مثل اللغة الانجليزية أو الفيزياء والكيمياء والرياضيات، باعتبارها من أهم المواد ولابد من التركيز عليها لتحقيق أعلى مستوى في نهاية العام؟ لافتاً إلى أن «المشكلة في طمع بعض المدرسين الخصوصيين الذين يرفعون سعر الحصة إلى 500 درهم في ليلة الامتحان» .

وذكر طالب في الثانوية العامة، عمر جمال، أنه مع قرب الامتحانات يلجأ طلبة إلى الدروس الخصوصية بغية الحصول على درجات مرتفعة، متابعاً أن «والدي يخصص لي معلماً للمواد العلمية التي أجد فيها بعض الصعوبة مثل الفيزياء والرياضيات، مشيراً إلى أن سعر الحصة في الأيام العادية نحو 75 درهماً، ومع اقتراب الامتحان يصل سعر الحصة إلى 500 درهم للساعة الواحدة، مؤكداً أن معظم معلمي الدروس الخصوصية يتصفون بالجشع ويستغلون التوقيت ويرفعون أسعارهم، على الرغم من معرفتهم بأننا اسر مقيمة ورواتب آبائنا بالكاد تكفي للمصروفات اليومية».

وأفاد (أبومحمد) وهو ولي أمر طالب بأنه «في الماضي كانت الأم لا تعمل وجل وقتها لأبنائها، فلم يكن الطالب يحتاج الى الدروس الخصوصية، أما اليوم فاختلف الوضع فالوالدان يعملان ويعودان الى المنزل مرهقين، فلا يجدان الوقت الكافي لمتابعة ابنائهما فيضطران الى الاستعانة بالمعلمين والدروس الخصوصية».

وأشار الى مشكلة أخرى جعلت الدروس الخصوصية ظاهرة مستفحلة وهي رواتب المعلمين الضعيفة التي تدفعهم إلى الدروس الخصوصية لتحسين أوضاعهم المالية، فيستغلون الآباء والطلبة.

وقالت (أم عبدالله) والدة طالب إن الدروس الخصوصية لابد منها في حال وجد ضعف في مستوى الطالب في أي من المواد الأساسية، وعن نفسي استعنت بمدرس لغة انجليزية لابني بسبب ضعف مستواه، وعدم قدرته على استيعاب المادة، بالإضافة الى تقصير بعض المعلمات في شرح المادة للطلبة.

وتابعت (أم عبدالله) أن بعض المعلمين الذين يعطون الدروس يستغلون فترة الامتحانات ويرفعون اسعارهم، وهذا ما حدث معي، إذ أدفع 1000 درهم شهرياً في مادة واحدة، ومع قرب الامتحانات رفع المعلم السعر الى 1500 درهم بحجة الضغط وازدحام جدوله، ملمحاً إلى أنه مشغول جداً بسبب الإقبال الكبير من الطلبة على الدروس والمراجعة النهائية.

وأشار معلم لغة انجليزية، في مدرسة حمد بن محمد الشرقي، علي فرج، إلى أن طلبته مستواهم في جميع المواد الدراسية جيد، ولاحظ تراجع مستواهم في اللغة الانجليزية، ما دفعه الى تخصيص جزء من وقته بعد الدوام المدرسي لهؤلاء الطلبة بإعطائهم دروس تقوية ورفع مستواهم في المادة.

وأوضح فرج أنه «شعر بأن من واجبه علاج المشكلة، فجمع طلبة من الصف العاشر ومن الصف الثاني عشر بعد الدوام من الساعة الخامسة وحتى السابعة للارتقاء بمستواهم حتى يتفوقوا في المادة، ووجدت فعلا تحسناً ملحوظاً في مستواهم».

وأكد أن المعلم الذي يلهث وراء الطلبة لا يستحق لقب معلم، مشيراً إلى أن مادة اللغة الانجليزية مخصص لها تسع حصص أسبوعياً للمرحلة الثانوية اذا تم التخطيط لها بشكل صحيح، واعتمدت اساليب مبتكرة في الشرح لن يحتاج الطلبة إلى دروس خصوصية.

ولام فرج لهث ذوي طلبة وراء المعلمين لإعطاء أبنائهم الدروس الخصوصية من أول يوم دراسي، فتأتي الأجوبة جاهزة ولا يعتمد الطالب على نفسه، فتفرز طالبا خازنا للمعلومات وغير متعلم وغير قادر على الاستيعاب، مجرد حافظ للمعلومات بهدف تفريغها على الورقة الامتحانية، وفي النهاية نجد طالباً مستواه ضعيف عند التحاقه بالكلية ولا يمكن ان يبدع، مشيراً إلى أن هناك جمعيات للمعلمين مفتوحة وتخدم الطالب مقابل مبالغ رمزية، وهي أمكنة ملائمة للدراسة فيها.

وتابع فرج «نناقش حالياً مع الإدارة المدرسية فكرة منح الطلاب دروس تقوية بعد الدوام المدرسي، ليتم تعميمها على جميع الصفوف لتطبيقها في العام المقبل للطلبة الذين يفتقدون إلى الأساسيات حتى تكون سهلة عليهم».

وأفادت (أم عادل) معلمة لغة عربية وتعطي دروساً خصوصية في جميع المواد للطلبة والطالبات بأنها تمارس مهنة التدريس منذ تسع سنوات من دون ترخيص، موضحة أنه بسبب ظروفها المالية تضطر الى تخصيص ساعات يومياً لإعطاء دروس للطلبة والطالبات مقابل مبلغ 1000درهم شهرياً عن كل المواد ما عدا اللغة الانجليزية لها سعر خاص.

من ناحيته، قال مدير إدارة منطقة الفجيرة التعليمية جمعة خلفان الكندي، إن الإدارة تكافح ظاهرة الدروس الخصوصية، لافتاً إلى وجود أربع جمعيات مصرح لها من قبل وزارة التربية والتعليم بمنح دروس تقوية للطلبة. وأوضح أن الوضع الآن أفضل كون نظام الفصول الثلاثة قلل الضغط على الطالب، كما أن ورقة الامتحان في السابق كانت تضم 16 ورقة، أما اليوم اختصرت إلى أربع ورقات، كما تم وضع الامتحان على ثلاثة مستويات، ما يعني انه يناسب جميع الطلبة وفروقهم الفردية.

وتابع الكندي «عندما تصل إلينا شكاوى حول المعلمين وإعطائهم دروساً خصوصية لا نتصرف الا بعد ان نجد دليلاً على المعلم قبل تحويله إلى التحقيق وقد تصل العقوبة إلى انهاء خدماته»، مضيفاً أن الدروس الخصوصية باتت من الأولويات التي يبحث عنها الطالب فيختصر المعلم كل ما درسه الطالب طوال العام في ورقة لإغراء الطالب على الدروس الخصوصية.

تويتر