أكدت أنها تضاعف قابلية التلاميذ للتحصيل الدراسي

دراسة تربوية تدعو إلى زيادة حصص الرياضة

دراسات علمية تؤكد العلاقة الإيجابية بين النشاط البدني والتحصيل الــــــــــــــــــــــــــــــــــدراسي. تصوير: باتريك كاستيلو

دعت دراسة تربوية حديثة، عن علاقة ممارسة الرياضة والتحصيل العلمي، أجريت على عينة من الطلاب خلال الأسابيع الستة الأولى من العام الدراسي الجاري، إلى زيادة حصص الرياضة، بعدما خلصت الى وجود علاقة طردية مؤكدة بين الأنشطة غير المنهجية ومستوى الإقبال على التحصيل الدراسي.

وأكد معد الدراسة، أخصائي الأنشطة الصحية في إدارة التربية الرياضية، التابعة لقطاع الأنشطة والبيئة المد

القطامي: العام الجاري للصحة المدرسية

أعلن وزير التربية والتعليم حميد القطامي أن العام الجاري هو عام الصحة المدرسية، مؤكدا في تصريحات للصحافيين أن الهيكل التنظيمي الجديد الذي أعلنته الوزارة أخيراً، ركز على الاهتمام بالنواحي الصحية للطلاب من خلال الإرتقاء بالنواحي الصحية لهم، وتوفير بيئة مدرسية مناسبة، وإطلاق مبادرات صحية جديدة . وأكد مدير عام وزارة التربية والتعليم بالإنابة علي ميحد السويدي أن الوزارة بصدد تعيين احتياجات المدارس من معلمي التربية الرياضية، لسد العجز الموجود فيها، خاصة بعد زيادة عدد حصص التربية الرياضية إلى حصتين أسبوعياً.


حصة الرياضة

قالت الدراسة، إن ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة، مثل الجري والوثب والأنشطة الهوائية، تؤدي إلى تحسين الوظائف المعرفية، وزيادة القدرة على التركيز والتحليل والاستيعاب والحفظ والتذكر والتركيز الذهني والتخطيط واتخاذ القرار.

كما تحسن الذاكرة قصيرة المدى، والتفكير الإبداعي، نتيجة لزيادة مستويات المادة الرمادية في المخ المسؤولة عن المحافظة على صحة الخلايا العصبية.

وأكدت أن ممارسة النشاط البدني تحدث حالة من الاتزان بين الجسم والدماغ من الناحية الوظيفية الكيمائية والهرمونية والكهربائية «إذ يستمر تأثير النشاط البدني في نشاط الدماغ من 60 إلى 90 دقيقة من انتهاء النشاط البدني، ما يؤكد أهمية حصة التربية الرياضية المدرسية والطابور الصباحي».

وأشارت إلى أن انخفاض مستوى اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، الذي يتمثل في ارتفاع نسب الشحوم في الجسم، يؤثر سلباً في التكيف الاجتماعي للتلميذ، ويجعله أكثر عرضة لمظاهر القلق والتوتر والكآبة ويضعف قدرته على تكوين الصداقات، خصوصاً في مراحل عمره الأولى.

ويشكل انخفاض مستوى اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة لدى التلاميذ سبباً لشيوع امراض مزمنة كثيرة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والبروتينات الدهنية المنخفضة الكثافة، وذلك يؤدي الى التأثير السلبي في النتاجات التعليمية وإخفاق النظام التربوي في تحقيق مبدأ التربية المتوازنة والمتكاملة للفرد.

رسية في وزارة التربية والتعليم الدكتور أسامة اللالا، أن «زيادة حصص التربية الرياضية في مدارس الدولة منذ بداية السنة الدراسية الجارية، أدت إلى تحسن تدريجي في مستويات اللياقة البدنية لدى الطلاب، وقدراتهم الاستيعابية، ومهاراتهم الحركية».

وطالب في دراسته بزيادة الأنشطة الرياضية لمختلف المراحل التعليمية، لتحسين مستوى التحصيل الدراسي، بسبب انعكاسها الإيجابي على مجموعة من المتغيرات النفسية والسلوكية، والتخفيف من مظاهر القلق والتوتر الانفعالي والجسمي التي ترافق العملية التعليمية، مشيراً إلى أهمية توعية التلاميذ وآبائهم بضرورة ممارسة الأنشطة البدنية في فترة الطفولة، لتطوير اللياقة البدنية من منظور الصحة العامة وتعزيز السلوك الحياتي اليومي، ونقله الى مرحلة الرشد، مؤكداً أهمية التنسيق بين مدرسي التربية الرياضية، والمرشدين التربويين، للوقوف على المشكلات السلوكية والاجتماعية التي ترافق العملية التربوية لدى التلاميذ.

وأكد اللالا ضرورة تفعيل دور المؤسسات التربوية والرياضية والإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني والجهات المسؤولة لتوفير أجواء مناسبة لممارسة النشاط البدني خارج أوقات الدوام المدرسي، وتعديل مناهج التربية الرياضية لتصبح أكثر قرباً لمفهوم اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة.

وعن دور الأنشطة الرياضية في دعم أهداف النظام التربوي، أوضحت الدراسة أن الأنشطة التربوية بمجملها تعتبر امتداداً طبيعياً للعلوم والمعارف الأكاديمية التي يتلقاها الطالب في الفصول الدراسية، إذ ثبت بالبحث العلمي ان الأنشطة الفنية والاجتماعية والرياضية والثقافية تسهم في رفع قابلية التلاميذ للتحصيل الدراسي، لذا فالعلاقة تبادلية ما بين قوة التحصيل الدراسي واللياقة البدنية المرتبطة بالصحة.

وذكّرت بأن «التلاميذ يعيشون في عالم متغير كثير المطالب، فهم مطالبون بالتكيف مع المواقف المحيطة، إلى جانب الضغوط غير المباشرة المحيطة بهم، التي تطالبهم بالتفوق والنجاح والتحصيل العلمي العالي، والقلق على المستقبل»، مشيرة إلى أن «هذه الضغوط تجعل الطلاب في حالة من التوتر، قد تنعكس سلباً على تكيفهم الاجتماعي وتحصيلهم العلمي»، مؤكدة ضرورة تكثيف الجهود التربوية لايجاد أنشطة رياضية «تسهم في رفع مستوى اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، وتحسّن التكيف الاجتماعي والنفسي للتلميذ، مع التنسيق الكامل مع الأسرة».

وأكدت الدراسة دور النشاط البدني في تعزيز صحة الدماغ وتحسين التحصيل الدراسي، لكونه يزيد عدد الشرايين في الدماغ، وهذا في حد ذاته يسهل امتصاص الغذاء والتخلص من الفضلات، ويعيد تفعيل توصيل الأوكسجين والسكر للدماغ، ما يساعد في تعزيز التحكم العضلي للحركات الكبيرة والمهارات الدقيقة، كما يحسن النشاط البدني والحالة الصحية للطالب ووظائف الجسم والارتقاء باللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، ما يجعله أكثر تحملاً فى مواجهة أعباء اليوم المدرسي، وتزيد قدرته على التحصيل الدراسي من خلال زيادة انتباهه وتحسن العمليات العقلية العليا عن طريق تحسن وظائف المخ.

تويتر