منها تخزين مواد قابلة للاشتعال ووصلات الكهرباء والغاز الرديئة

أخطاء تؤدي إلى «حرائق منزلية» قاتلة

صورة

أكد خبيرا حرائق ودفاع مدني لـ«الإمارات اليوم»، أن هناك أخطاء يرتكبها كثيرون، ناجمة عن سلوكيات غير سليمة، أو عن ضحالة في مستوى الوعي، قد تؤدي إلى نشوب حرائق بالمنازل، منها: عدم إدراك خطر الدخان عند التعامل مع المباخر، أو الشموع، أو غيرهما من الأدوات التي تستوجب إشعال النيران، إضافة إلى عدم توافر وسائل الوقاية في المنزل، وضعف ثقافة التعامل مع الحرائق، واستخدام توصيلات رديئة للكهرباء والغاز، وعدم وجود منافذ خروج في الطوابق العليا، وتخزين أغراض قابلة للاشتعال بجوار الدرج، وبناء غرف مخالفة فوق أسطح المنازل تغلق السلّم المؤدي إليها، والاعتماد على الفئات المساعدة في تأمين سلامة المنزل، وعدم إدراك المخاطر المحتملة لبعض الأدوات التي تستخدمها كثير من الأسر، مثل مباخر العطور، وترك مواد خطرة قابلة لإشعال النيران مثل الولاعات في متناول الأطفال.

- تحذير من عدم وجود منافذ خروج في الطوابق العليا والاعتماد على الفئات المساعدة في تأمين سلامة المنزل.

- المباخر المستخدمة في تعطير ملابس النساء يمكن أن تتسبب في حرائق بالمنازل.

- جهاز صغير يمكنه رصد ارتفاع درجات الحرارة في غرف التخزين.


1337 حريقاً

تعاملت فرق الدفاع المدني في إمارة أبوظبي مع 1337 حريقاً خلال العام الماضي، منها 761 حريقاً في مدينة أبوظبي، 488 في العين، و88 في المنطقة الغربية، ونتج عن تلك الحوادث 12 حالة وفاة، و116 إصابة في أبوظبي، وست وفيات و63 إصابة في العين، ووفاة شخصين وإصابة ثلاثة في المنطقة الغربية.

أنظمة السلامة

قال مساعد المدير العام لشؤون الإنقاذ والإطفاء بالدفاع المدني في دبي، العميد أحمد الصايغ، إن أنظمة السلامة ربما تكون باهظة الثمن بالنظر إلى المستوى المالي لبعض الأسر، خصوصاً الشباب حديثي الزواج، لكن ما يطلب منهم فقط جهاز بسيط للاستدعاء في حالة وقوع حريق، وكاشف للدخان والنيران، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة رخيصة ومتوافرة في الأسواق.

طفل يهرب من النيران فقتله الدخان

شدد رئيس قسم الهندسة الجنائية في شرطة دبي، أحمد محمد أحمد، على ضرورة الانتباه إلى الأطفال في حالات الحرائق لأنهم يصابون بالفزع، وربما يهربون إلى مصير أسوأ مثل حريق حدث سابقاً واختبأ الطفل في الدولاب، وبعد إطفاء الحريق بحث الجميع عنه فوجدوه مختنقاً نتيجة استنشاق الدخان، مشيراً إلى أهمية توعية أطفال المدارس بهذه المخاطر.


للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

وتفصيلاً، ذكر مساعد المدير العام لشؤون الإنقاذ والإطفاء في الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، العميد أحمد الصايغ، أن الجهل بمخاطر التعامل مع الأدوات القابلة للاشتعال يهدد بوقوع كوارث في حال خرجت النيران عن السيطرة.

وأضاف أن «معظم الأدوات والأجهزة الكهربائية الموجودة في المنزل يمكن أن تؤدي إلى حرائق أو تتفاعل مع النيران في حال لم تكن سبباً في اندلاعها».

وأشار إلى أن هناك أجهزة بسيطة تحمي من هذه المخاطر، مثل جهاز رصد تسرب الغاز في المنزل، الذي يغلق الغاز من مصدره الرئيس في حال وصوله إلى مستوى معين، وهذا كفيل بالحد من مخاطر الأخطاء المتكررة المتعلقة بمشكلة الغاز.

وأوضح أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في ترك أمور السلامة المنزلية للخدم والفئات المساعدة دون تدريبهم على مواجهة الحرائق، مؤكداً أن رب المنزل يتحمل المسؤولية الأولى في التدقيق على سلامة المكان.

وكشف أنه عاين جهازاً صغيراً يساعد كثيراً في حماية المنازل، يمكنه رصد ارتفاع درجات الحرارة في غرف التخزين، وتعمل بطاريته دون توقف لمدة 15 عاماً، موضحاً أن الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي تبنت خطة لتحويل سكان الإمارة إلى إطفائيين ابتدائيين لديهم قدرة على التعامل مع الحرائق.

من جهته، قال رئيس قسم الهندسة الجنائية بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، أحمد محمد أحمد، إن دخان الحرائق قاتل، وترتفع خطورته أثناء النوم، لأن الإنسان لا يشعر به، مشيراً إلى أن الناس تحاول دائماً الهروب من النار عند الحرائق، ولا يدركون خطورة الدخان.

وقال إن هناك سيناريو متكرر لكثير من حرائق المنازل القاتلة بسبب الدخان، اشتعال الحريق بالطابق الأرضي وعدم وجود منافذ في الطوابق العليا، وعندئذ يصعد الدخان إلى الأعلى مكوناً سحابة خانقة، والنتيجة تكون كارثية في كان سكان المنزل نائمين عند اندلاع الحريق وتصاعد الأدخنة، كما أنه في حال استيقاظهم يتصرف البعض بطريقة خاطئة ويرفضون فتح النوافذ تحسباً لدخول الأوكسجين الذي يؤدي إلى زيادة اشتعال النيران، مشيراً إلى أن هذه معلومة صحيحة بالفعل، لكن البديل أكثر خطورة وهو التعرض للدخان.

وأشار أحمد إلى ضرورة فتح نافذة وباب إحدى غرف الطابق الثاني حتى يتجه الدخان إلى منفذ الهواء ويخرج من المنزل، فيما يتوجه الشخص إلى غرفة أخرى ويغلق بابه ويحاول سد العقب بشيء يقلل من تسرب الدخان، ويفتح النافذة ويطل برأسه منها لكسب مزيد من الوقت حتى تصل فرق الإنقاذ.

وأوضح أنه استناداً إلى الحوادث التي انتقل إليها فإن هناك سلوكيات خاطئة تسفر عن حالات وفاة، منها تخزين أغراض قابلة للاشتعال بجوار السلم الداخلي في المنزل، الأمر الذي يحد من إمكانية استخدامه للهروب، لافتاً إلى أن تأمين سلامة الدرج تتيح للشخص لف نفسه ببطانية مبتلة بالمياه والهروب من الباب قبل أن تؤذيه النيران.

وأكد أحمد ضرورة الانتباه إلى أن الدخان يصعد إلى الأعلى، ففي غرفة ارتفاعها ثلاثة أمتار يتجمع في مترين بالأعلى ويترك متراً بالأسفل، حيث يتجمع الأوكسجين، لذا ينصح رجال الإنقاذ عند الإخلاء بالزحف أثناء اقتحام الحرائق لسهولة البحث عن السكان.

ولفت إلى أنه رغم أهمية وجود سلم مفتوح لسطح المنزل للهروب إليه من الدخان، يخالف بعض السكان ببناء غرف فوق السطح ويغلقون السلم المؤدي إليه، دون أن يدركوا خطورة ذلك حال وقوع حريق.

وحسب وزارة الداخلية، تركزت أسباب حرائق المنازل في ضعف الوعي الوقائي الذي يؤدي إلى الإهمال، ويعد ذلك سبباً رئيساً في وقوعها وتفاقم خسائرها، إضافة إلى ضعف البنية الوقائية التحتية في المنازل القديمة، وعدم صلاحية الشبكات والأجهزة الكهربائية وأنظمة وأنابيب الغاز، إضافة إلى التعديلات الإنشائية غير المرخصة داخل المساكن، وعدم مراقبة مصادر الاشتعال.

وحذرت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث من خطر دخان الحرائق، إذ أكدت أنه يعد السبب الرئيس في العديد من الحرائق القاتلة، إذ يحتوي على غازات وجزيئات سامة، مؤكدة أهمية تركيب كاشفات الدخان في المنازل بما يساعد على إطلاق إنذار مبكر للأسر بوجود حريق، قبل أن يتكثّف الدخان ويُصبح الهروب منه مستحيلاً.

ونصحت الأفراد في حال وجدوا أنفسهم مضطرين للهروب عبر الدخان، بأن يجعلوا أجسادهم في وضع مُنحنٍ، والزحف على اليدين والركبتين، إذ إنه في حالة الحريق يرتفع الدخان عادة تاركاً حيّزاً من الهواء النظيف على ارتفاع يراوح بين 30 و60 سنتيمتراً عن مستوى الأرض، لذا فإن الزحف يساعد على إبقاء الرأس في هذه المنطقة الآمنة، بعيداً عن المحتوى السام للدخان.

وأكدت أهمية مراقبة الأطفال داخل المنازل وإبعادهم عن مخاطر الحريق، ومنعهم من التسبُّب في اندلاعه، وعدم ترك أعواد الثقاب والولاعات والشموع، في متناول أيديهم، وتجنب اللهو بالألعاب النارية.

تويتر