الزفين: تسببوا في وفاة 27 شخصاً في دبي خلال 9 أشهر

العموش: السائقون غير الملتزميـن بمساراتهم «مضطربون نفسياً وسلوكياً»

صورة

قال أستاذ علم الجريمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد العموش، إن «دراسات نفسية وعلمية تؤكد أن السائقين الذين يتجاوزون بطريقة متعالية، للحصول على أسبقية غير قانونية في السير، مضطربون سلوكياً ونفسياً، ويمثلون خطورة في الطرق».

اللواء محمد سيف الزفين:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/395290.jpg

«المجلس المروري الاتحادي أوصى بتغليظ العقوبة على مخالفات الانحراف المفاجئ، لأنها تصدرت قائمة أسباب الوفيات، خلال العامين الماضي والجاري».


عدم الالتزام بخط السير يقتل 3 ويصيب 104

كشفت سجلات شرطة دبي أن مخالفة عدم الالتزام بخط السير الإلزامي تسببت، خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، في 147 حادثاً، نتجت عنها وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 104 آخرين بإصابات متفاوتة. فيما تصدر الانحراف المفاجئ قائمة الأسباب المؤدية إلى الحوادث القاتلة، بواقع 461 حادثاً، نتجت عنها وفاة 24، وإصابة 365 آخرين بإصابات مختلفة.

فيما ذكر رئيس مجلس المرور الاتحادي، مساعد القائد العام لشرطة دبي، أن هناك سائقين لا يلتزمون بخط سيرهم الإلزامي، وينحرفون بشكل مفاجئ إلى مسارات مستحقة لغيرهم، ويفعلون ذلك أحياناً بغرض التباهي أو الاستقواء على شرائح يرونها أقل منهم على الطريق، لافتاً إلى أن هذه السلوكيات تسببت في وفاة 27 شخصاً، خلال تسعة أشهر من العام الجاري.

فيما أكد سائقون، أنهم يفاجأون بسائقين يقطعون الطريق عليهم من مسار موازٍ، منتهكين حقوقهم، أقر سائقون بأنهم يتعمدون فعل ذلك، حينما يرون طابوراً طويلاً من السيارات.ورصدت «الإمارات اليوم» مخالفات على تقاطعات ومخارج عدة في إمارات مختلفة، تتكرر عليها هذه التجاوزات، التي تعد غرامتها زهيدة نسبياً مقارنة بمخالفات أخرى، إذ يحدد القانون 200 درهم غرامة عدم الالتزام بخط السير الإلزامي، و400 درهم غرامة الانحراف المفاجئ، الذي تصدر قائمة المخالفات القاتلة، خلال العامين الجاري والماضي.

وتفصيلاً، قال الدكتور أحمد العموش، إن «دراسات علمية أثبتت أن السائقين الذين يرتكبون هذه السلوكيات، يعانون اضطراباً سلوكياً ونفسياً، يدفعهم إلى عدم احترام الآخر أو القانون».

وأضاف أن الشخص الذي يستعرض بسيارته وينحرف بشكل مفاجئ، للحصول على أولوية غير مستحقة للعبور أو السير، غير سوي، ويبحث لنفسه عن مكانة بالتباهي والتعالي على الآخرين.

وأشار إلى أن هذه الأعراض تتضح باختيارهم مركبات بعينها للتجاوز أمامها، لاعتقادهم أنهم أفضل من سائقي هذه المركبات، مؤكداً أن هذا السلوك خطير ويصنف من أفعال الطيش والتهور، وينبغي ردع صاحبه بشتى الطرق.

وأوضح أن هذه التصرفات تؤدي إلى وقوع حوادث، خصوصاً إذا لم يتقبل الطرف الملتزم أن يتجاوز الآخر ضده وينتهك حقه في المرور.

إلى ذلك، قال رئيس مجلس المرور الاتحادي، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، اللواء محمد سيف الزفين، إن هذا التصرف ليس من حق الشخص على الإطلاق، فهو تماماً مثل أشخاص يقفون في طابور طويل في مؤسسة أو دائرة، ويأتي شخص يقتحم الصف.

وأضاف أن هذه المخالفة تسبب ازدحاماً كبيراً، على عكس الالتزام بالسير في مسار محدد، حتى لو كان الصف طويلاً، لأن الجميع يتحركون في مسار محدد دون أن يتجاوز أحد حقوقهم.

وأشار إلى أنها تعكس احترام الشخص لنفسه قبل الآخرين، مؤكداً أنها تعكس اضطراباً نفسياً وتعدياً على حقوق الآخرين. وأوضح أنه ينبغي التمييز بين الأشخاص الذين يلجأون لذلك في حالات الطوارئ، كما ينبغي على من يضطر لذلك استئذان السائق الذي يحتاج إلى التجاوز أمامه، فإن أذن له يعبر أو ينتظر الفرصة المناسبة، دون أن يلجأ إلى القوة أو الاستعراض بسيارته.

وكشف أن المجلس المروري الاتحادي أوصى بتغليظ العقوبة على تلك المخالفات، خصوصاً الانحراف المفاجئ، لأنها تصدرت قائمة أسباب الوفيات، خلال العامين الماضي والجاري.

إلى ذلك، قال السائق يوسف علي إنه يلتزم حرفياً بقانون السير، ويكره الانحراف أمام الآخرين، للحصول على حق ليس له، لكنه في المقابل لا يسمح لأي شخص بالتجاوز أمامه، حتى لو اضطر لارتكاب حادث، مشيراً «ليس من المعقول أن أسير في طابور طويل، ويأتي شخص يعبر أمامي بكل سهولة، ضارباً بالقانون عرض الحائط».

فيما ذكرت علياء أحمد أنها «تشعر بأذى نفسى حينما تتعرض لهذا الموقف، خصوصاً أنها لا تستطيع التصرف بهذه الطريقة، وتعتقد أن بعض السائقين يستغلون أنها امرأة، ويتجاوزون أمامها على سبيل الاستعراض وإظهار القوة».

وقال سيد أرشاد (سائق تاكسي)، إنه يتعرض كثيراً لهذه المواقف، خصوصاً من سائقي السيارات الكبرى (رباعية الدفع)، ولا يفعل شيئاً عادة لإدراكه أن السائق الذي يتصرف بهذه الطريقة لديه استعداد لإثارة المشكلات، ولن يبالي لو صدم مركبة الأجرة التي يعمل عليها.

فيما أقر أحمد إسماعيل بأنه لا يلتزم بخط السير الإلزامي، ويتجاوز فعلياً أمام المركبات التي تسير في طريقها الطبيعي، معترفاً كذلك بأنه يختار السيارات التي ينحرف أمامها، مثل مركبات الأجرة والشاحنات، وبعض السيارات الصغيرة، ويتجنب فعل ذلك أمام المركبات الفارهة، لإدراكه أن أصحابها لا يتقبلون عادة هذا السلوك.

وذكر عمر محمد أنه يفعل ذلك فقط إذا كان مضطراً، ويحرص على الاستئذان قبل التجاوز أمام السائقين الآخرين.

تويتر