شاركت فيها شرطة أبوظبي ودبي و«الداخلية».. ومعلومات من «الكويت» أسهمت في الإطاحة بالعصابة

«الأبواب الخشبية» تُحبط ترويج 4.5 ملايين قرص مخدّر

المشتبه فيهما المضبوطان في العين. من المصدر

أحبطت شرطة أبوظبي ودبي ووزارة الداخلية محاولة أربعة متهمين (من جنسيات دول عربية) ترويج أربعة ملايين ونصف المليون قرص مخدر داخل الدولة، قيمتها التقديرية ربع مليار درهم تقريباً، في عملية أطلق عليها «الأبواب الخشبية». وأسهمت معلومات أمنية تم تمريرها من دولة الكويت الشقيقة في الإطاحة بالعصابة.

ولاقت العملية، التي تعد إحدى أكبر ضبطية لهذا النوع من المخدرات على مستوى الدولة، اهتماماً كبيراً ومتابعة دقيقة لجميع تفاصيلها من قِبل الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

سيف بن زايد: • «الدولة تتخذ استراتيجية وأهدافاً ثابتة في مكافحة الجريمة، بشتى أنواعها أينما وُجدت، لاسيما مكافحة المخدرات والحدّ من انتشارها، حرصاً على تعزيز الأمن والأمان».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/m6rvpc82.jpg

وأكد سموّه أن الدولة تتخذ استراتيجية وأهدافاً ثابتة في مكافحة الجريمة، بشتى أنواعها أينما وُجدت، لاسيما مكافحة المخدرات والحد من انتشارها، حرصاً على تعزيز الأمن والأمان، والطمأنينة المجتمعية، والحفاظ على المكتسبات والمقدرات والثروة الوطنية والشبابية.

وحول الواقعة، قال مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية، العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، إن شرطة أبوظبي نجحت، أخيراً، في إحباط ترويج أربعة ملايين و500 ألف قرص مخدر، بقيمة تقديرية تبلغ ربع مليار درهم تقريباً، كانت بحوزة عصابة تضم أربعة أشخاص (من جنسيات دول عربية) جرى ضبطهم، فيما تم تحريز السموم المخدرة في مستودع ومنزل في مدينة العين، بقصد تهريبها إلى الخارج.

وذكر أن المعلومة الأمنية التي مرّرتها السلطات الكويتية إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية الإماراتية، أسهمت في ضبط شحنة المخدرات، بعدما دخلت إحدى مناطق الدولة من منفذ جوي، قادمةً من إحدى الدول العربية.

ولفت إلى أن التحريات اللاحقة والفورية، أظهرت أن الأقراص المخدرة تم استلامها باسم أحد المتورطين، وكانت محشوّة ومخبأة بصورة احترافية مبتكرة في أضلاع (إطارات) خشبية ثلاثية، عددها 108 أضلاع، تطوّق من الخارج 36 باباً خشبياً.

وأكد بورشيد أن المعلومات المهمة التي قدمتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، بالتنسيق مع السلطات الكويتية، ساعدت في الوصول إلى الخيط الأول في عملية تهريب المخدرات، مشيراً إلى أنه جرى التحقيق مع أفراد العصابة، وبمواجهتهم اعترفوا بأن الكمية المضبوطة تخصّهم بقصد تهريبها إلى الخارج، ومازالت الواقعة محل المتابعة الأمنية، استكمالاً لإجراءات التحقيق في ملابساتها.

وكشف أن العملية أخذت طابعاً غير تقليدي، نظراً لمرورها بمراحل عدّة من العمل الأمني المشترك، أعقبتها مرحلة تحليل المعلومات، وتحديد المشتبه فيهم.

من جانبه، قال مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، العقيد سعيد عبدالله السويدي، إن لدى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية، فرق عمل موحدة تعمل على مدار الساعة لمتابعة ورصد المروّجين، ووضع خطط وإعداد كمائن مبنية على عمل جماعي على المستوى الاتحادي لضبطهم متلبسين.

وأشار إلى أن هذه الكمية الهائلة كفيلة في حال تسربها إلى أي مجتمع، بتحطيم آلاف الأبرياء من النشء وغيرهم، وسلب أرواحهم ومدخراتهم على نحو إجرامي مقيت، لولا يقظة عناصر المكافحة والتعاون الإقليمي الوثيق.

وأكد ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الفوري مع الأشقاء في دول مجلس التعاون، باعتبار المجتمع الخليجي كياناً واحداً، وذا مصير مشترك، مؤتمنين على حماية أمنه واستقراره، لافتاً إلى أن أجهزة مكافحة المخدرات في دول مجلس التعاون، تعمل كجهاز واحد لمواجهة مختلف أنواع وأصناف الجرائم.

بدوره، ذكر رئيس قسم مكافحة المخدرات بإدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي (القائد الميداني)، العقيد سلطان صوايح الدرمكي، أن العملية تميّزت بحنكة تصرّف فريق العمل الذي تولى عملية إلقاء القبض على أفراد العصابة والمضبوطات، وتخللتها إجراءات أمنية مشددة.

وأوضح أن البداية كانت عندما استلم المشتبه فيه الأول (أ.ع.أ ــ 32 سنة ــ سائق شاحنة)، شحنة المخدرات بعدما وصلت إلى مكتب تصدير في إحدى مناطق الدولة، مشيراً إلى أنها كانت مخبأة بإحكام في أضلاع (إطارات) خشبية ثلاثية مفككة، تطوّق من الخارج 36 باباً خشبياً.

وأضاف أن الحس الأمني ومهارات فريق المكافحة، ميدانياً وتقنياً، أسفرت عن اكتشاف المكان الأول الذي خُبئت فيه المخدرات، وهو عبارة عن مستودع كبير في العين، وتمت مراقبته، والتعامل معه بشكل مقنن وسرّي، خصوصاً في ظل شكوك حول وجود مقر آخر للعصابة، زادها حركات دخول وخروج متكررة مشبوهة.

آفة المخدرات

أكد رئيس قسم مكافحة المخدرات بإدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، العقيد سلطان صوايح الدرمكي، حرص شرطة أبوظبي على محاربة آفة المخدرات بالتعاون مع الجهات المختصة، لحماية الوطن وأفراد المجتمع، والتصدي لجميع محاولات الترويج والتهريب المبتكرة، ضمن استراتيجيتها الشاملة لتكامل الجهود المبذولة للحد من الاتجار غير المشروع، والوقاية من خطر المخدرات.

وتابع الدرمكي أنه تبيّن وجود مقر آخر، بعدما نقل المشتبه فيه الأول، ومشتبه فيه ثانٍ (ف.ن.أ ــ 36 سنة ــ سائق شاحنة)، عدداً كبيراً من الأضلاع (الإطارات) الخشبية إلى منزل في حي شعبي في مدينة العين، حيث تم إخضاع المكانين، المستودع والمنزل للمراقبة الأمنية.

وقال: «حين تأكدت لنا ساعة الصفر، وأنه يجري استخراج وفرز المخدرات، تمت مداهمة المنزل على الفور، وسط إجراءات أمنية مشددة، تحسباً لأي طارئ، والقبض على المشتبه فيهما في حالة تلبّس أثناء قيامهما بفك عدد من الأضلاع (الإطارات)، واستخراج الأقراص المخدرة المخبأة بشكل محكم، وتعبئتها في حقائب سفر».

وأشار إلى أن المشتبه فيهما كانا في صدمة أثناء عملية المداهمة، وتبين وجود ثلاث حقائب معبأة بالأقراص المخدرة، كما تم تحريز الأضلاع الخشبية التي تم تفريغها والمحشوة بالممنوعات، وعددها 60 ضلعاً ثلاثياً، تطوّق 20 باباً خشبياً، وبالتزامن مع ذلك، دهم الفريق المستودع، وبتفتيشه تبيّن وجود 48 ضلعاً ثلاثياً، تطوّق 16 باباً خشبياً آخر، مخبأة بداخلها السموم المخدرة بالطريقة نفسها، وجرى تحريز الحبوب في 19 حقيبة سفر».

وأوضح أنه بالتحقيق مع المشتبه فيهما تبين أن شخصاً مقيماً خارج الدولة يدير العملية، وتمت مسايرته، حتى أرشد عن مشتبه فيه ثالث (عربي) بصدد استلام الشحنة المخدرة في دبي، فتم التواصل معه من خلال المشتبه فيهما المضبوطَين، والاتفاق على عملية التسليم.

وقال الدرمكي: «على ضوء هذه المعلومات، تولّينا البحث والتحرّي، فيما تم التنسيق والتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، وتم تشكيل فريق عمل، حيث طلب المشتبه فيه الثالث، يدعى (أ.م.خ ــ 26 سنة ــ مستثمر)، تسليم شحنة المخدرات في مواقف إحدى الحدائق في دبي، متبعاً أسلوباً مموهاً في تنقلاته الحذرة لعدم إثارة أي شكوك حوله».

وأضاف: «عند لحظة الاستلام، تم ضبطه برفقة مشتبه فيه رابع يدعى (خ.م.ع ــ 36 سنة ــ عاطل)، وبالتحقيقات معهما اعترفا بتورطهما في الجريمة، وتبيّن أيضاً وجود 11 ألفاً و750 قرصاً مخدراً بحوزتهما في أحد الأماكن بدبي، تم تحريزها، ومازالت التحقيقات جارية مع المشتبه فيهم».

تويتر