إجراءات وقائية لمواجهة حوادث «الورقاء» خلال الشتاء

كثّفت شرطة دبي من استعداداتها لموسم الشتاء الذي تزيد فيه حوادث الدراجات والمركبات الرباعية، التي يستخدمها هواة القيادة في الصحراء، ونسقت مع هيئة الطرق والمواصلات لتأمين المناطق التي يستهدفها أصحاب هذه الهوايات، خصوصاً منطقة الورقاء. وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إن الموسم بدأ مبكراً حسب رصد الدوريات المختصة التي لاحظت تجمعات شبابية في مناطق عدة لسائقين، من بينهم أحداث لا يحملون رخص القيادة.

وأضاف أنه تم التنسيق مع هيئة الطرق والمواصلات لتخصيص مدخل ومخرج وحيدين إلى المناطق الرملية لمنع الخروج العشوائي إلى الطرق العامة، ما يؤدي عادة إلى وقوع حوادث. وسجلت الإدارة العامة للمرور أول حادث في الموسم الحالي، نتج عن اصطدام دراجتين ترفيهيتين على الطريق العام في الورقاء، أسفر عن إصابة حدث ومراهقة بإصابات بليغة، فيما حجزت دوريات الإسناد المختصة 550 سيارة ودراجة خلال الـ75 يوماً الماضية.

وتفصيلاً، قال المزينة إنه في ظل تحسن الأحوال الجوية يقبل كثير من أفراد المجتمع على الاستمتاع بالبر، لكن يتحول الفرح إلى حزن بسبب بعض السلوكيات الخاطئة، التي تسفر عن وقوع حوادث، وأضاف أن الآباء ينساقون وراء العاطفة والرغبة في إرضاء أبنائهم، فيشترون لهم دراجات ويتركونهم في الصحراء، مشيراً إلى أن عدداً من هؤلاء الأبناء لا يلتزمون بإجراءات الأمن والسلامة، خصوصاً في ما يتعلق بارتداء الخوذات أو المعدات التي تحمي الجسم من الصدمات.

وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت حوادث قاتلة وفقدت أسر أبناءها، مشيراً إلى الحادث الذي أسفر عن وفاة أربعة طلبة، مؤكداً أن شرطة دبي حريصة على تطبيق القانون حيال مثيري الفوضى وهواة الاستعراض، خصوصاً في الطرق العامة، لكن يستلزم الأمر التزاماً ذاتياً حتى لا تتكرر هذه الحوادث.

وأوضح أن استخدام الدراجات الترفيهية له اشتراطات ينبغي الالتزام بها، ومن الضروري أن تعي الأسر ذلك، حتى لا تتحول الدراجة من وسيلة ترفيه إلى أداة قتل أو إعاقة، مشيراً إلى أن إقبال الآباء على شراء الدراجات من دون الإشراف أو المتابعة، تكون له عواقب وخيمة.

وتابع المزينة أن من السلبيات التي تتكرر السماح للمراهقين أو الأطفال بقيادة المركبات الرباعية داخل الصحراء، من دون الحصول على رخصة القيادة، ما يعرضهم لمخاطر التدهور لنقص خبراتهم، مشيراً إلى أن الفرق المختصة بالإدارة العامة للمرور تضبط هذه المركبات، والمفارقة أن الآباء يراجعون الشرطة لاحقاً ويطلبون الإفراج عن المركبات المحجوزة، وكأن السيارات أو الدراجات أهم من أبنائهم.

وحجزت دوريات الإسناد المختصة بملاحقة السائقين مثيري الفوضى خلال الشهرين ونصف الشهر الماضية 550 سيارة ودراجة، شملت 57 مركبة تتسابق على الطرق العامة، وشكّل سائقوها خطورة كبيرة على حياتهم وسلامة الآخرين. وتضمنت المركبات المضبوطة دراجات ترفيهية طراز «رابتر وبانشي» ذات الإطارات الأربعة، ودراجات ذات إطارين طراز «سي بي آر»، وكذلك الدراجات الصغيرة المعروفة باسم «أم شراع»، تورط سائقوها في قيادتها على الطرق العامة بصورة خطرة.

وتوزعت الضبطيات في مناطق داخلية، مثل بر دبي وجميرا والخوانيج والمزهر والمحيصنة والراشدية، وشوارع خارجية مثل الشيخ زايد والخيل والورقاء والعوير.

وقال المزينة إن شرطة دبي تعمل على توفير الراحة لسكان المناطق التي يقصدها هؤلاء السائقون ويعانون من الإزعاج، مشيراً إلى أنه تتم مخالفة المركبات التي يوقفها أصحابها على كتف الطريق في تلك المناطق من دون حالات طارئة، أو نقلها إلى شباك الحجز إذا اقتضى الأمر.

وحجزت دوريات الإسناد المتخصصة خلال 24 ساعة فقط، في العطلة الأسبوعية الماضية، 16 مركبة قادها سائقوها بطريقة خطرة، وعمدوا إلى ما يعرف بـ«تصريخ الإطارات» والسباق، وشملت الضبطيات مركبات كان يقودها أحداث لا يحملون رخص قيادة.