الانفعال يورّط مرتكبي مخالفات بسيطة في قضايا جنائية بسبب إهانتهم رجال الأمن

المزينة يحذّر من الاعتداء على رجال الشرطة أثناء عملهم

شرطة دبي تطبق قواعد واضحة في أسلوب تحرير المخالفة المرورية. الإمارات اليوم

حذّر القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، من إهانة رجال الشرطة أو التعدي عليهم أثناء أداء عملهم، وقال إن مخالفات مرورية بسيطة ربما تتحول إلى بلاغات جنائية ضد مرتكبيها، بسبب تجاوزات ضد رجل الشرطة.

وأضاف المزينة أن رجل الشرطة يمارس عمله الميداني، ويجوب الشوارع لخدمة أفراد المجتمع، ولا يمكن على الإطلاق القبول بإهانته، لافتاً إلى أن أشخاصاً وضعوا أنفسهم في مواقف محرجة للغاية حين حررت ضدهم بلاغات، وتحولت إلى قضايا، بسبب انفعالهم وتوجيههم إهانات إلى رجال الشرطة. وأعرب عن أسفه الشديد لغياب ثقافة التعامل مع رجل الشرطة، لدى فئة من المواطنين والمقيمين، من الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون. وتابع «في الوقت الذي تتطور فيه المؤسسة الأمنية، وتدرب أفرادها على التصرف بطريقة حضارية، تتناسب مع مكانة دبي العالمية، تجد معاملة مغايرة لذلك من البعض».

ولفت المزينة إلى عدد من الحوادث التي تندرج في هذا السياق، بينها حادثة وقعت حين كان شرطي ينظم حركة سير المركبات وعبور المشاة، ففوجئ بمركبة تتجاوز بطريقة مخالفة، فطلب من صاحبها التوقف، لكن الأخير رد بإهانة الشرطي، موجهاً إليه لفظاً غير لائق، فما كان من رقيب السير إلا أن اشتكى ضد الرجل، فتحولت القضية من مخالفة مرورية بسيطة إلى بلاغ جنائي، ولاحقاً حضر الرجل إلى القيادة، محاولاً إثناء رجل الشرطة عن موقفه، إلا أن الأخير تمسك بحقه.

وتابع المزينة «ليس من اللائق إطلاقاً التصرف بهذه الطريقة، لأن الشخص المسيء يضع نفسه لاحقاً في موقف حرج، ويتوسل بعضهم لتفادي عواقب ما فعله، لكن لا يمكن أن أقبل إهانة أفراد هذه المؤسسة».

وأشار إلى أن من المواقف التي تبين تدني ثقافة فئات بعينها في المجتمع، وسوء تقدير مهام رجل الشرطة في تنفيذ القانون، شكوى سكان منطقة سكنية في الإمارة الزحام الذي يحدث نتيجة وقوف المركبات أمام المدارس، فخصصت شرطة دبي دورية لتنظيم حركة السير في المنطقة التي تشهد زحاماً، وبعد يومين فقط من انتظام الدورية، شكا الأشخاص أنفسهم تحرير مخالفات لهم، بسبب عدم التزامهم بقانون السير، وتعاملوا مع رجال الشرطة بطريقة غير لائقة.

ولفت إلى أن هناك مشكلة تتكرر عند المدارس، بسبب إصرار أشخاص على إيقاف مركباتهم أمام باب المدرسة، والنزول لتوصيل أبنائهم، أو انتظار قيام الخادمة بهذا الدور، معطلين حركة السير، وحين يتم تنبيههم إلى ذلك يردون بطريقة غير لائقة.

وأوضح أن شرطة دبي تُخضع أفرادها لدورات تدريبية في الاتصال الجماهيري، وكيفية التعامل مع أفراد المجتمع، وهناك قواعد واضحة في أسلوب تحرير المخالفة المرورية، فيبادر الشرطي بالتحية، ويقول للشخص بكل أدب «لو سمحت الرخصة وملكية السيارة، ومن ثم يتخذ إجراءاته».

واستدرك بأن المشكلة تقع غالباً بسبب انفعال الطرف الآخر، فيرد البعض بطريقة غير لائقة، ويرفع صوته معترضاً على المخالفة، وهذا لا يمكن قبوله.

وحول مقارنة أسلوب التعامل في مثل هذه الحالات مع دول أخرى، يحق فيها للشرطي استعمال القوة إذا واجه عنفاً أو حدة في التعامل، قال المزينة إن الإجراءات التنفيذية تعتمد على الوضع الأمني في كل دولة، والوضع في الإمارات أكثر من ممتاز، لذا لا يوجد ما يستدعي اتخاذ الإجراءات التي تتم في دول تعاني مشكلات في درجة الانصياع للأنظمة والتعامل مع الخارجين على القانون.

وأكد المزينة أن الإمارات دولة متحضرة، تتقدم بشكل هائل في مؤشر التنافسية العالمية، وهذا يعتمد بشكل رئيس على قدرتها على تحقيق الأمن، لذا من الضروري تثمين مهمة رجل الشرطة، والتعامل معه باعتباره إنساناً له مشاعر، ويعتز بأصله وعرقه ووظيفته، ويجب أن يحترم على هذا الأساس.

وأفاد بأن الدولة تحرص على نهج معين، يعتمد على الابتعاد كلياً عن المظهر العسكري في المرافق المختلفة، مثل المطارات، تأكيداً على أن الأمن يمكن أن يتحقق بأسلوب راقٍ وحضاري، لكن تكتمل الصورة الجميلة بتكاتف الجمهور ومساعدته رجل الأمن على القيام بواجبه.

تويتر