محامون عرضوا تولي القضية مجاناً.. وأسرتها تنتظر نتائج التحقيقات لرفع دعوى تعويض

«لجين» تعـود إلى منزلها بمشـكلات في الرؤية والذاكرة والتحكم

استرداد الطالبة وعيها كاملاً يسـاعد على استكمال التحقيقات. الإمارات اليوم

أكدت أسرة لجين حسين، طالبة الصف السابع في إحدى المدارس الخاصة في أبوظبي، التي تعرضت للضرب على أيدي أربعة طلاب من الصفّ الرابع الابتدائيّ خلال الفسحة المدرسية، أن ابنتهم عانت في اليوم الأول لها بعد عودتها إلى المنزل، تشنجات أثناء النوم، وحالة من السرحان، وعدم القدرة على تذكر الأسماء بسهولة.

وأفادت الأسرة بأن طبيب العيون الذي كشف على ابنتهم قبل خروجها من المستشفى، أكد لهم أنها تعاني حالياً عدم رؤية الأشياء المحاذية لها في الجانب الأيسر، موضحين أنها تعتقد بأن هناك شخصاً يضع يده أمام عينيها، ويمنعها من رؤية أيّ شيء بطرف العين.

وقال الشقيق الأكبر للطفلة، مهران حسين، إنه ينتظر من المستشفى تقريراً طبياً بحالة شقيقته، إضافة إلى توضيح طبي للرجفة التي تعانيها أثناء الوقوف والنوم، تمهيداً لضمّه إلى ملفّ القضية الخاص بها.

وأضاف: «تلقينا عروضاً من محامين لتولي قضية لجين مجاناً، تعاطفاً معها، وتعبيراً عن رفضهم لما تعرضت له». وشدد مهران على أن الأسرة تنتظر انتهاء التحقيقات، وإعلان نتائجها، لتحدد المسار القانوني الذي ستسلكه لاسترجاع حق شقيقته، وضمان عدم تكرار ما حدث معها لأيّ طالب آخر، مؤكداً أن الأسرة سترفع دعوى تعويض على المدرسة، وستطالبها بتحمّل نفقات علاج شقيقته «خصوصاً أنها تحتاج إلى علاج طويل الأمد».

وقالت لجين لـ«الإمارات اليوم» إنها سعيدة بعودتها إلى منزلها، وإن كانت تشعر بآلام في رأسها بين الحين والآخر، إضافة إلى أنها لا ترى الأشياء بوضوح، ولا تستطيع الإمساك بالأشياء بثبات، خصوصاً الهاتف المتحرك عند تلقيها مكالمات من أقاربها.

وتابعت: «صديقاتي ومعلماتي اتصلن بي، وبعضهن حضر إلى المنزل للاطمئنان عليّ»، مشيرة إلى أن هذا الأمر أشعرها بحب الجميع لها، وصدق مشاعرهم، خصوصاً إحدى المعلمات التي حضرت لزيارتها، وظلت تبكي لفرحتها بعودتها وسلامتها.

وأكدت لجين أنها كانت تتمنى أن تكون طبيبة، لكن حادثة الاعتداء التي تعرضت لها غيرت تفكيرها وطموحها، وأصبحت تتمنى أن تصبح معلمة أطفال، حتى تعلمهم السلوكيات السليمة، وتتابعهم وتحميهم.

أما والدتها، مها عبدالقادر، فأعربت عن ثقتها بعدالة التحقيقات، وحيادية القائمين عليها، مطالبة المسؤولين عمّا تعرضت له لجين بالاعتراف بخطئهم، وعدم التملّص منه، مؤكدة أنها تدرك أنهم «يستطيعون توكيل عشرات المحامين، مستغلين قدرتهم المالية، وسطوتهم، لكنهم لن يستطيعوا تغيير الحقيقة».

وكانت الطالبة لجين قد أجرت عملية قسطرة في الرأس، في مستشفى مدينة خليفة الطبية، لإزالة تجمعات دموية حول المخ، نتيجة الضرب والركل اللذين تعرضت لهما، وأمضت بعدها 20 يوماً في شبه غيبوبة داخل العناية المركزة، قبل أن تسترد وعيها، ويسمح لها بالخروج والعودة إلى منزلها.

وكان مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، قد زار الطالبة قبل مغادرتها المستشفى بساعات للاطمئنان على صحتها بعد خروجها من قسم العناية المركزة، بعدما مكثت فيه نحو ثلاثة أسابيع، ورافقه في الزيارة كلّ من المدير التنفيذي للعمليات المدرسية في المجلس، محمد سالم الظاهري، ومدير إدارة ترويج وتطوير الأعمال في قطاع المدارس الخاصة في المجلس، طارق العامري.

وأكد الخييلي أن «المجلس شكل لجنة للتحقيق بالتعاون مع الأطراف المعنية، منذ اليوم الأول للحادثة»، مضيفاً أن «إفادة لجين، إثر تحسن حالتها الصحية، ستضاف إلى الإفادات الأخرى، لاستخلاص التقرير النهائي. وعليه سيتم تحديد الإجراءات التي سيتخذها المجلس بشأن هذه الحادثة»، مؤكداً حرص المجلس على توفير أقصى درجات الأمن والسلامة للطلبة في المدارس.

وتابع أن استرداد الطالبة وعيها كاملاً سيساعد على استكمال التحقيقات، وأخذ إفادتها حتى تكتمل الصورة، ويتم بعدها إعلان نتائج التحقيق وتحديد المسؤولين ومحاسبتهم، لافتاً الى أن نتائج التحقيقات والإجراءات التي ستتخذ على ضوئها ستعلن قريباً.

وأشار الخييلي إلى أن «العنف المدرسي موجود في كل دول العالم، وليس في مدارسنا فقط، بل إنه يعد بالنسبة لمدارسنا قليلاً ولا يصل الى حدّ الظاهرة»، مضيفاً أنهم يتابعون مثل هذه الحوادث لحرصهم على مصلحة وسلامة الطلاب.

وأكد أن الاختلاط بين الذكور والإناث في الساحات المدرسية ليس السبب وراء مثل هذه الحالات من الشجار والعنف، لأن كثيراً من المدارس الخاصة بها اختلاط والأمور فيها مستقرة، لكن المسؤولية تقع على عاتق الإدارة المدرسية في ضبط المدرسة وحفظ النظام فيها.

تويتر