شرطة دبي ضبطت 6 متهمين وتبحــث عن آخريـن.. وتسعـى لتجفيف منابع الأسلـحـــة البيضاء

الاعتداء على شابّين بسيوف وسكاكـين في القوز والورقاء

محمــد إبراهيـم يتلقى العلاج في مستشفى راشد. من المصدر

أصيب شابان بإصابات بليغة إثر تعرضهما للاعتداء بأسلحة بيضاء من قبل بعض الشباب في واقعتين منفصلتين في إمارة دبي، أخيراً، الأولى شهدتها منطقة القوز السكنية، عندما اعتدى ستة شباب مواطنين على شاب مواطن (21 عاماً)، بسكاكين وسيوف، ما أدى إلى إصابته بإصابات بليغة، وألقت شرطة دبي القبض على المتهمين الستة، فيما تلاحق متهمين آخرين وجها طعنات نافذة إلى شاب مواطن في منطقة الورقاء، وفي الوقت ذاته تواصل أجهزة الأمن حملتها ضد الأسلحة البيضاء.

وقال أقارب للشابين المجني عليهما، إن المعتدين كانوا أقرب لعصابات «النينجا» في طريقة استخدامهم للسيوف والسكاكين، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة حيالهم.

فيما أفاد مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن شرطة دبي عملت على تحديد المناطق الساخنة التي تزيد فيها هذه الجرائم واستهدفتها بحملات أمنية للحد من حيازة واستخدام السلاح الأبيض، لافتاً إلى أن هناك أسباباً واضحة تؤدي إلى ارتكاب هذه الجرائم، منها جنوح عدد من أرباب السوابق إلى العنف من باب الاستعراض أو الانتقام المتبادل بين الشباب والتباهي بالقوة.

وقال المنصوري إن الأسر عادة تتحمل دوراً في مواجهة هذه الظاهرة من خلال الإبلاغ عن أبنائهم المتورطين في جرائم اعتداء باستخدام السلاح الأبيض، لأن إخفاءهم أو التدخل لإخراجهم بكفالة يدفع ضحاياهم أو أسرهم إلى الانتقام بالاسلوب نفسه، ما يؤدي إلى نزيف مزيد من الدماء.

وتفصيلاً، قال يعقوب علي الكمالي، عم أحد الشابين اللذين تعرضا للاعتداء لـ«الإمارات اليوم»، إن ابن شقيقه محمد ابراهيم (21 عاماً) موظف في إحدى الشركات، كان يزور صديقاً له يسكن في منطقة القوز، وأثناء انتظاره أمام باب المنزل فوجئ بعدد من الأشخاص ينزلون من سيارة وينهالون عليه طعنا وضربا بسيوف وسكاكين وسواطير.

وأضاف أن ابن شقيقه تعرض لإصابات بليغة نتيجة الاعتداء، إذ طعن في وجهه ويديه وقدميه وكسرت ساقه نتيجة ضربه ببلطة عليها، ما استلزم إجراء جراحة عاجلة في ساقه فضلاً عن جراحات أخرى في مناطق متفرقة من جسده.

ولفت إلى أنه لا يدرك سبباً لهذه الوحشية، خصوصاً أن ابن شقيقه لا يعرف أياً من معتديه، كما أنه لا يسكن أساسا في هذه المنطقة، مرجحاً أن الشباب المعتدين كانوا يقصدون إخافة عدد من أقرانهم الذين يسكنون في منطقة القوز، فوجدوا المجني عليه في طريقهم فاعتدوا عليه بهذه الصورة.

وأوضح الكمالي أن مركز شرطة بر دبي أرسل دوريات فور تلقي البلاغ، وألقى القبض على المتهمين في الليلة نفسها وتبين أنهم من أرباب السوابق ولديهم جميعاً أسماء شهرة مثل «أبو السكاكين».

وأشار إلى أن ابن شقيقه لايزال محتجزاً في مستشفى راشد منذ نحو أسبوع نظرا لإصابته البليغة، مؤكداً أن هذه الجرائم ستتكرر ما لم يتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد مرتكبيها الذين يعودون لسابق عهدهم فور خروجهم من السجن، موضحاً أن المجني عليه ليس من مثيري المشكلات وليس لديه أي خلافات مع أحد.

إلى ذلك، تعرض شاب آخر يدعى عامر أحمد درويش لطعنات متفرقة من قبل شابين ملثمين أوقفا سيارتهما فجأة واعتديا عليه أمام منزله وفرا هاربين، ونقل عامر إلى المستشفى مصاباً بطعنات متفرقة في جسده، إحداها نافذة في بطنه واستدعت إجراء جراحة عاجلة لوقف النزيف.

وقال ابن عم الشاب أبومروان لـ«الإمارات اليوم» إن المعتدين كانا مثل عصابات «النينجا» إذ نفذا جريمتهما بسرعة بالغة ووجها طعنات غادرة إلى ابن عمه الذي خرج من المنزل لاستكمال محادثة هاتفيـة.

وأضاف أن المجني عليه يبلغ من العمر 19 عاماً وليس له عداوة مع أحد، ويقضي معظم وقته في لعب كرة القدم في أندية مختلفة وهو ابن عم لاعب نادي الإمارات خالد درويش، مشيراً إلى أن الأسرة أدلت بمواصفات السيارة للشرطة لكن لا توجد تفاصيل كثيرة يمكن أن تفيد التحقيقات.

من جانبه، قال مدير مركز شرطة بر دبي، العقيد علي غانم لـ«الإمارات اليوم» إن دوريات تابعة للمركز انتقلت فور تلقي البلاغ عن الواقعة الأولى إلى منطقة القوز وحصلت على إفادة الشاهد الوحيد وهو صديق المجني عليه الذي تعرف إلى أوصاف الجناة.

وأضاف أنه تم القبض على المتهمين الستة في الليلة نفسها، وأقروا بالجريمة في تحقيقات الشرطة وأحيلوا إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معهم في ما نسب إليهم من اتهامات.

وأضاف أن المجني عليه أنكر تماما معرفته بالجناة الذين أكدوا من جانبهم أنهم يعرفونه، وذكروا اسمه عازين تصرفهم إلى الانتقام لشقيق أحدهم الذي اعتدى عليه المجني عليه برفقة آخرين.

وأكد غانم أن مركز الشرطة استطاع القضاء إلى حد كبير على ظاهرة حيازة السلاح الأبيض واستخدامه في أعمال عنف في مناطق اختصاصه، وتحديداً الأماكن التي كان يتكرر فيها مثل هذه التصرفات في السطوة والكرامة والقوز، مؤكداً أن مؤشر هذه الجرائم انخفض إلى حد كبير بفضل الحملات المستمرة وبرنامج «كش حرامي».

وحول واقعة الورقاء، قال مدير مركز شرطة الراشدية، العقيد صالح عبيد الرحومي، إن المركز اتخذ إجراءاته في واقعة الورقاء ونزل بنفسه للمعاينة مع النيابة العامة، لافتا إلى أن التحقيقات تجرى حالياً في الواقعة التي يشوبها بعض الغموض في ظل ندرة التفاصيل حول المعتدين، مؤكداً أنه سيتم حل غموض الواقعة وضبط مرتكبيها، وتقديمهما إلى المحاكمة.

وأوضح الرحومي أن التحقيقات التي تجرى في الواقعة لا تستبعد أي طرف من التورط في الاعتداء على الشاب، مؤكداً أن كل الاحتمالات واردة بما فيها وقوع خلاف أسري.

وسجلت إحصاءات الإدارة العامة للتحريات في شرطة دبي، 43 بلاغاً استخدم فيها السلاح الأبيض على مدى ثلاث سنوات، إذ سجل عام 2009 خمسة بلاغات، فيما سجل العام قبل الماضي 26 بلاغاً، و17 بلاغاً في العام الماضي، وبلغ عدد المتهمين في قضايا السلاح الأبيض 168 متهما من مختلف الأعمار.

وقال رئيس حملة «الحد من السلاح الأبيض» التي تطلقها شرطة دبي حالياً، مدير إدارة البحث الجنائي، المقدم أحمد المري، إن الحملة تعمل من أجل تجفيف منابع السلاح الأبيض، والسيطرة على منافذ بيع وتوزيع هذه الأسلحة، من خلال إرسال مختصين من جنسيات مختلفة إلى المتاجر التي تبيع هذه الأسلحة سواء في السوق الصيني أو في أماكن أخرى، ويتحدثون بلغة التجار ويحذرونهم من عواقب بيع وترويج الأسلحة البيضاء.

وأضاف أنه يقود بنفسه فريق الحملة الذي يتولى عملية التوعية داخل المدارس باعتبارها الفئة المستهدفة من الحملة، ورصد تجاوباً من جانب الطلبة، ما يسهم بشكل أساسي في الحد من هذه السلوكيات بين المراهقين.

إلى ذلك قال العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن شرطة دبي بذلت جهودا كبيرة للحد من هذه الظاهرة منذ واقعة وفاة الطفل علي (سبع سنوات) طعناً بالسلاح الأبيض في منطقة الراشدية، إذ أمر القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، بتوقيف أي مراهق أو شاب يحمل سلاحاً أبيض بطريقة مشبوهة واستدعاء أهله وحبسه إذا تكرر الأمر، ما أسهم في خفض حيازة هذه الأسلحة من جانب الشباب العاديين الذين يحوزونها على سبيل المفاخرة.

وأضاف أن المرحلة التالية استهدفت أرباب السوابق والجانحين إلى العنف من خلال تحديد المناطق الساخنة في دبي التي تتكرر فيها هذه البلاغات وتكثيف التواجد الأمني بها، واتخاذ إجراءات رادعة مباشرة ضد مستخدمي السلاح الأبيض وحائزيه بطريقة ترجح جنوحهم إلى العنـف.

وأشار المنصوري إلى أن الحملات التي أطلقتها شرطة دبي للحد من السلاح الأبيض كشفت عن أهمية دور الأهل في رقابة سلوكيات أبنائهم، مطالباً الآباء بعدم التدخل للإفراج عن الأبناء في حال ضبطهم بتهم اعتداء بالسلاح الأبيض، لأن القبض عليهم يحميهم من انتقام الآخرين.

وطالب المنصوري الآباء والأمهات بإبلاغ الشرطة مباشرة عن أبنائهم المتورطين في هذه الجرائم حماية لهم، لأن عمليات الاعتداء المتبادلة تحدث حين يشعر المجني عليه بأنه لا يستطيع الحصول على حقه بالقانون، مؤكداً أنه اعتقاد غير صحيح، لكن حالة الغضب الذي تسيطر عليه هو أو أسرته تدفعه إلى التفكير بهذه الطريقة.

تويتر