الفلاسي: مواطنون يتوسطون للإفراج عن مركبات أبنائهم المزوّدة

تساهل الآباء يزيد وفيات الشباب بحوادث المرور

مركبة توفي فيها شاب مواطن الأسبوع الماضي. أرشيفية

حمّل رئيس نيابة السير والمرور في دبي، المستشار صلاح بوفروشه الفلاسي، «آباء مواطنين» المسؤولية المباشرة عن زيادة حوادث السير المروّعة التي يتعرض لها أبناؤهم، من خلال تساهلهم الكبير في هذا الشأن.

وأوضح أن «كثيراً منهم لا يتردد في التوسط للإفراج عن مركبات أبنائهم المحجوزة بسبب قيادتهم المتهورة، أو يشترون دراجات وسيارات مزوّدة بأجهزة سرعة إضافية»، مؤكداً لـ«الإمارات اليوم» أن «هؤلاء يعدون بأيديهم قبور أبنائهم، حين يشجعونهم على هذه الممارسات، ويمنحونهم التسهيلات الكاملة للقيادة غير الآمنة على الطرق»، لافتاً إلى «أنهم لا يدركون أن حجز مركبة الابن، أو اتخاذ إجراء ضد سائقها من جانب الدورية المرورية، يحول دون تعرضه لحادث، وحين يتوسط الأب لإعادة المركبة إلى ابنه فإنه يعرضه لخطر محتمل ربما يؤدي إلى وفاته، أو تعرضه لإعاقة، أو إصابة مزمنة».

وأفاد الفلاسي بأن «شاباً مواطناً نجا من حادث احتراق سيارته في الصحراء، بسبب تزويدها بأسطوانات غاز لزيادة سرعتها، تُوفي بعد أقل من شهرين بحادث مروري بسيارة أخرى مزوّدة».

وأضاف أن «هناك أسباباً لا يمكن تجاهلها تسهم بشكل مباشر في حوادث الطرق، في مقدمتها نظـرة الشاب إلى السيارة وسعيـه الدائم إلى امتلاك أحدثها وأسرعها، إضافة إلى مساحة استخدام السيارة»، لافتاً إلى أن «مواطنين يدمنون قيادة السيارات ويقضون بها أوقاتاً طويلة، غير مدركين أن كثرة الاستخدام يزيد بالضرورة من احتمالات الحوادث».

وشرح الفلاسي أن «للحوادث ثلاثة عوامل مباشرة: المركبة والطريق والسائق»، مشيراً إلى أن «المواطنين يمتلكون عادة أفضل السيارات في العالم، كما أن دبي خصوصاً، والإمارات عموماً، تمتلك واحدة من أفضل شبكات الطرق المزوّدة بإشارات حديثة وجسور وخطوط وفواصل واضحة، لذا يبقى الخطأ البشري للسائق هو السبب الرئيس في وقوع الحوادث».

ولفت إلى أن «تحليل مؤشر الحوادث، خلال الربع الأول من العام الجاري، يعطي صورة واضحة لخطورة حوادث المواطنين، إذ إنهم تصدروا قائمة المتوفين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مقارنة بجميع الجنسيات، على الرغم من أنهم لا يمثلون سوى 20٪ تقريباً من إجمالي السكان».

وتابع أن «المؤشر كان مقلقاً بداية من شهر يناير، إذ سجل المواطنون المتوفون نسبة 50٪ من إجمالي المتوفين، متفوقين على الهنود والباكستانيين وجميع الجنسيات الأخرى، ثم استمر المؤشر في فبراير، وزادت الحال سوءاً في مارس الذي شهد خمس وفيات لمواطنين في دبي فقط».

وأكد الفلاسي أن «معظم المتوفين من فئة الشباب، عازياً ذلك إلى ولعهم بامتلاك السيارة سريعاً»، وقال: «بعض الشباب، للأسف، يضع على رأس أولوياته الحصول على رخصة قيادة حين يبلغ 18 عاماً، قبل أن يفكر حتى في الالتحاق بالتعليم الجامعي».

وكشفت إحصاءات مرورية صادرة عن وزارة الداخلية عن «تصدّر الشباب النسب الأعلى بين وفيات حوادث المرور على مستوى الدولة، إذ يتزايد عدد وفيات الشريحة العمرية من 18 إلى 30 عاماً، بسبب السرعة الزائدة، والقيادة بتهور، اللتين تسببتا في وفاة 387 شاباً من إجمالي 963 وفاة على مستوى الدولة خلال العام الماضي، يشكلون نسبة تصل إلى 40٪ من إجمالي وفيات الحوادث المرورية».

تويتر