تآكل حصـــة الرياضة يزيد معـدلات السمنة بين الطلاب

الوقت المخصص لممارسة الرياضة في المدارس لا يحقق النتائج المطلوبة. أرشيفية

قال أطباء وذوو طلاب ومدرسو تربية رياضية إن عدم ممارسة الرياضة في المدارس بصورة كافية يمكّن السمنة من 33٪ من الطلاب، لافتين إلى عدم توافر الوقت الكافي لمزاولة النشاط الرياضي داخل المدارس، إذ لا يزيد عدد الحصص المخصصة لها في الجدول الدراسي على حصتين أسبوعياً.

وأفاد مدرسو تربية رياضية بأن زمن ممارسة الرياضة الفعلي داخل الحصة يتراوح ما بين 25 و35 دقيقة «لأن الطلاب يستغرقون وقتاً في ارتداء ملابسهم الرياضية»، مشيرين إلى تآكل الوقت الفعلي الذي يستغرقونه في ممارسة الرياضة.

وأشار أطباء إلى أن نسبة السمنة تجاوزت الحد المقبول بين الطلاب داخل الدولة، وهو ما ينذر بخطر إصابتهم بأمراض السكري، وضغط الدم، وفقر الدم، وهشاشة العظام، واختلال الهرمونات، ونقص الفيتامين.

في المقابل، أكد مدير عام وزارة التربية والتعليم علي ميحد السويدي أن «هناك ضعفاً في ممارسة الرياضة في المدارس»، مضيفاً أن وزير التربية والتعليم أصدر أخيراً قراراً بإنشاء إدارة للتربية الرياضية الصحية، تشتمل بنودها الرئيسة على الاهتمام بالتربية الرياضية في المدارس.

وتابع أنه سيتم وضع خطة استراتيجية للرياضة المدرسية، تضم كل ما يختص بالألعاب الرياضية والسلامة الصحية والاهتمام بالتغذية .

وأعلن أنه سيتم تنظيم دوري للمدارس والمناطق التعليمية في مختلف الألعاب الرياضية، بحيث تضع إدارة التربية الرياضية في كل منطقة تعليمية تصوراتها واقتراحاتها في هذا الشأن.

وقال طلبة إنهم يعانون من السمنة المفرطة، ويرغبون في ممارسة الرياضة، لكنهم لايجدون الوقت الكافي لذلك، بسبب قلة عدد الحصص المخصصة للرياضة داخل المدارس أسبوعياً، إضافة إلى عدم كفاية وقتها للاستفادة منها بشكل سليم، إذ يتراوح زمن ممارسة الرياضة الفعلي داخل الحصة بين 25 و35 دقيقة، لأن الطلاب يستغرقون نحو 10 دقائق في ارتداء ملابسـهم الرياضية.

وقالت الطالبة في الصف العاشر في مدرسة نورا رامي حسين، إن وقت ممارسة الرياضة في المدرسة غير كاف، لأن زمن الحصة المخصص للتربية الرياضية لا يكفي لممارسة رياضات مثل التنس، أو كرة القدم، إذ لا يزيد زمن الحصة على 35 دقيقة.

وطالبت نورا بزيادة عدد حصص التربية الرياضية التي لا يتجاوز عددها حصتين أسبوعياً، حتى تتمكن الطالبات من تجنب السمنة التي تسبب أمراض القلب وهشاشة العظام، معربة عن أملها في أن تلقى الرياضة اهتماماً أكبر من المسؤولين، خصوصاً أن الدوام المدرسي ينتهي في الثانية و50 دقيقة، وتصل إلى منزلها في الثالثة والنصف عصراً.

وطالبت الطالبة بالصف الحادي عشر فاطمة عبيد، بأن تكون هناك حصة تربية رياضية يومياً في المدرسة، لأنها لا تجد وقتاً لممارسة الرياضة في المنزل، بسبب طول الدوام الدراسي، فضلاً عن الإرهاق الذي تشعر به بعد وصولها إلى المنزل من جراء الاستيقاظ مبكراً للذهاب إلى المدرسة والعودة في وقت متأخر. ووافقتها الطالبة آمنة وليد، التي اقترحت اقتطاع خمس دقائق من كل حصة لإتاحة الفرصة لتلك الحصة الرياضية، لما لها من ترويح عن النفس.

 
تأثيرات السمنة

ذكرت رئيسة قسم التغذية العلاجية في هيئة صحة دبي، الدكتورة وفاء عايش، أن السمنة لها تأثيرات خطرة على صحة الطلاب «لأنها تؤدي إلى أمراض القلب والسكري، وعدم التركيز في الفصل. وهي تؤثر سلباً في نفسياتهم، إذ تجعلهم منعزلين نفسياً، كما أنها تسبب الشخير، ما يؤدي الى صعوبة التنفس».

وتابعت عايش أن السمنة تسبب اختلالاً في الهرمونات والدورة الشهرية بالنسبة للطالبات، وتسبب مشكلات للبشرة والشعر بالنسبة للطلاب، وغالبية المصابين بها تكون السعرات الحرارية لديهم عالية جداً، في مقابل نقص الفيتامينات في أجسامهم».

وأكدت أن على الطلاب أن يمارسوا الرياضة لمدة تراوح بين نصف ساعة وساعة يومياً، أو أن يمارسوها ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، لمدة ساعة في كل مرة، موضحة أن عدد الحصص المخصصة للتربية الرياضية في المدارس قليل جداً، على الرغم من حاجة الطلاب الماسة إلى بناء جسم سليم، متوازن، وفكر نشط.
أما الطالبة فاطمة الصايغ، فقالت إنها كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم بسبب السمنة، ولا تجد وقتاً لممارسة الرياضة سواء في المنزل أم المدرسة، مضيفة أنها تريد أن تُنقص وزنها الذي يتجاوز الـ 100 كيلوغرام ولكنها لا تستطيع بسبب ضعف الأنشطة الرياضية المدرسية.

وطالبت وزارة التعليم بوضع برامج رياضية تأهيلية للطلاب والطالبات أصحاب الأحجام الكبيرة لتخفيف أوزانهم، حتى لو كان ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وذكرت الطالبة أميرة الزعابي، أنها تعاني من البدانة، وأنها معرضة للإصابة بالسكري. وأضافت أنها تشعر بالضيق من السمنة وتحاول التخلص منها بأي طريقة، لكنها لا تجد الوقت المناسب لذلك.

وذكر الطالب في الصف الحادي عشر محمد خالد، أنه يمارس رياضة المشي يومياً بعد عودته من المدرسة، نحو ساعة. ويعزو قصر المدة المخصصة لممارسة هذه الرياضة إلى ضيق الوقت، لافتاً إلى أنه يقضي معظم وقته في المدرسة.

وأضاف أنه يعاني من زيادة مفرطة في الوزن، مطالباً بزيادة حصص التربية الرياضية.

وأكدت والدة طالب في المرحلة الإعدادية وفضلت عدم نشر اسمها، تعمل في المجال الطبي، أهمية الأنشطة الرياضية في المدرسة «لأنها تنعش الطلاب، ولا تسمح للملل بأن يجد طريقاً إليهم»، مشيرة إلى أن الطلاب يحتاجون خلال تلك المرحلة العمرية إلى ممارسة الرياضة باستمرار «لأنها تساعدهم على تنسيق أجسامهم، وتقيهم تحولها إلى كتل غير متناسقة بسبب الإفراط في تناول المأكولات، وتجنبهم زيادة أوزانهم التي تعد دافعاً قوياً للأمراض الخطرة». كما حثت المدارس على تنظيم رحلات سفاري للطلاب، ومضاعفة الاهتمام بالوجبات التي تباع في المقاصف، لأن معظم الوجبات غير صحية، ولا تزيد على كونها مكملات غذائية سليمة.

من جانبه، أشار مدير عام وزارة التربية والتعليم علي ميحد السويدي، إلى أن اقتراحات الطلبة بزيادة عدد الحصص المخصصة لممارسة الرياضة في المدرسة قابلة للنقاش والمراجعة والتطوير «لأنها في مصلحة الطلاب أنفسهم»، لافتاً إلى أن الرياضة المدرسية تحتاج فعلاً إلى وقت كاف لممارستها النشاط الرياضي داخل المدرسة.

وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد اهتماماً كبيراً بالرياضة المدرسية، مشيراً إلى أن الوزارة تشعر فعلياً بالمخاطر الصحية التي قد تصيب الطلاب جراء عدم ممارسة الرياضة داخل المدارس.

وشدد نائب مدير منطقة أبوظبي التعليمية للشؤون التربوية نبيل الظاهري، على أن مجلس أبوظبي للتعليم والمنطقة التعليمية في أبوظبي يوليان اهتماماً بالرياضة المدرسية، ويقدمان للمدارس أجهزة رياضية، ويحرصان على تنظيم مسابقات رياضية للطلاب سنوياً.

وأشار إلى أهمية أن يكون هناك توازن بين الدراسة والأنشطة الرياضية المدرسية، بحيث لا يطغى وقت ممارسة الرياضة على عملية التحصيل الدراسي إذا زاد عدد الحصص المخصصة للرياضة على ما هي عليه الآن. وحول إمكان إضافة درجات للطلاب المتفوقين رياضياً على مجموعهم الكلي، قال الظاهري إنه لا يوجد ربط بين ممارسة الرياضة والدرجات الدراسية التي يحصل عليها الطالب في المواد المختلفة.
تويتر