أساليب التغذية غير الصحية حولتها إلى ظاهرة عالمية بين المراهقين والشباب

‫علاج السمنة المفرطة.. مهمة إنقاذ حياة‬

علاج السِمنة يتطلب اتباع نظام يرتكز على التغذية الصحية وممارسة الرياضة والخضوع‬ للعلاج النفسي. د.ب.أ

تعد السمنة المفرطة من المشكل‬ات المنتشرة في العصر الحديث، لاسيما بين الأطفال والمراهقين، بسبب أسلوب‬ الحياة غير الصحي، الذي يتمثل في تناول الوجبات السريعة وقلة ممارسة‬ الأنشطة الحركية. ويعتبر علاج السمنة المفرطة مهمة حياتية طويلة الأجل‬، تتطلب اتباع نظام يرتكز على التغذية الصحية وممارسة الرياضة والخضوع‬ للعلاج النفسي.‬

توقعات

‫يتعين على المرء ألا يفرط في التوقعات؛ نظراً لأن النجاح‬ غالباً يكون محدوداً. وأوضحت الدراسات أن طرق العلاج السلوكي مع‬ إدخال تغييرات في سلوك الحياة تؤدي إلى فقدان الوزن في المتوسط بمقدار‬

‫10 %. وقد تزيد هذه النسبة عندما يصاحب العلاج تمارين رياضية واتباع نظام‬ غذائي صحي. وتتشابه الأرقام في حال الإقامة داخل المستشفيات واتباع‬ العلاج النفسي الديناميكي.‬


لياقة

‫أشارت كريستين غراف إلى أن النجاح لا يعني فقدان الوزن أو انخفاض مؤشر‬ كتلة الجسم فحسب؛ إذ إن تحسن اللياقة البدنية يعتبر من الأمور‬ المهمة أيضاً. فالنجاح يعني أن يتمكن المرضى من تغيير تكوين الجسم لصالح‬ كتلة العضلات على حساب الدهون من خلال ممارسة الرياضة. ‬‫‬

‫‬وقالت كريستين غراف، الخبيرة بمعهد علم الحركة والأعصاب التابع لجامعة‬ كولونيا الرياضية، إنه يتم تشخيص الإصابة بالسمنة لدى الأشخاص، إذا كان‬ مؤشر كتلة الجسم (BMI) يزيد على قيمة 30، وبدءاً من القيمة 35 يتم تشخيص‬ الحالة على أنها سمنة من الدرجة الثانية، أما إذا بلغت قيمة مؤشر كتلة‬ الجسم 40 أو أكثر فإنها تشير إلى أن الشخص يعاني السمنة من الدرجة‬ الثالثة.‬

‫‬ويتم احتساب القيمة 40 مثلاً لدى شخص يبلغ طوله 180 سم، ووزنه 130‬ كيلوغراماً. وقد تتطور مثل هذه الحالات بشكل دراماتيكي وتتسبب السمنة‬ المفرطة في الإصابة بالعديد من الأمراض، منها على سبيل المثال السكري من‬ النوع 2، ومشكلات القلب والأوعية الدموية ومتاعب العظام.‬

‫‬وأشارت الطبيبة الألمانية غراف إلى أن أفضل طريقة لمحاربة السمنة‬ المفرطة، تتمثل في الاعتماد على منهج «متعدد الوسائط»؛ نظراً لأن زيادة‬ الوزن لا تحدث في أغلب الأحيان بسبب تناول كميات كبيرة من الأطعمة أو‬ الدهون فحسب، لكنها قد ترجع أيضاً إلى عدم ممارسة الرياضة، لذلك فإن‬ العلاج يرتكز إلى جانب تعديل النظام الغذائي على اتباع برنامج رياضي‬ أيضاً. ‬

‫‬وقد يصاحب ذلك علاج نفسي أيضاً؛ نظراً لأنه قد تكون هناك أسباب نفسية‬ لزيادة الوزن، مثل حالات الاكتئاب والضغط العصبي. وأضافت الخبيرة‬ الألمانية قائلة: «يعتبر المنهج متعدد الوسائط هو المعيار حالياً،‬ بينما لا توفر الطرق العلاجية الأخرى أي فائدة».‬ ‫‬وفي بداية البرنامج الرياضي يتم التركيز على تمارين قوة التحمل، لأنها‬ تؤدي إلى الشعور بتحقيق النجاح بسرعة، وبعد ذلك يتم الاعتماد على تدريبات‬ تقوية العضلات وأنواع الرياضات الأخرى. ‬ ‫‬وأضاف المعالج الرياضي ديفيد فريزين أن من الأمور المهمة في تلك‬ الأثناء أن يعرف الأطفال والمراهقون تأثير الرياضة في أجسامهم، وماهية‬ الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلالها؛ وفي نهاية البرنامج الرياضي يجب‬ أن يشترك المتدرب في أحد الأندية الرياضية.‬ ‫‬وغالباً تكون هذه الأفكار مجرد أحلام لدى المرضى الذين يعالجهم‬ مانويل إنزينهوفر، أخصائي الطب النفسي والعلاج النفسي للبالغين، الذين‬ قد تكون حالاتهم أكثر خطورة، حيث لا ينفع معهم العلاج في العيادات‬ الخارجية ولا يحقق أي نجاح يُذكر، أو أنه لا يمكن علاجهم بكل بساطة. ‬وأضاف الخبير الألماني أن الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة‬ غالباً يعانون أيضاً مشكلات نفسية حادة، منها على سبيل المثال‬ القلق واضطرابات الأكل؛ حيث ينتشر على نطاق واسع اضطراب الإفراط في‬ تناول الطعام؛ حيث يتم تناول الطعام بشراهة‬، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بالسمنة.‬

‫‬وأوضح مانويل إنزينهوفر أنه لا يعتمد على طرق العلاج السلوكي، التي‬ تهدف إلى إحداث تغييرات في نمط الحياة، كما أن استخدام أدوات القياس‬ مثل عداد الخطوات لا يكفي. لذلك فإنه يعتمد على العلاج الديناميكي‬ النفسي مع المرضى. وأثناء العلاج يتحرى الخبير الألماني الأسباب‬ النفسية العميقة للمرض. ‬ ‫‬وعندما يتوقف المرضى عن كبت مشاعرهم السلبية عن طريق تناول الطعام،‬ فعندئذ تظهر مشكلاتهم الأساسية وصراعاتهم على السطح. وأكد مانويل‬ إنزينهوفر أن هذه الحالة تعتبر بمثابة الفرصة والهدف المنشود؛ حيث يمكن‬ ‫التعامل مع أسباب المرض والتغلب عليها.‬ ‫‬وعلى عكس الشباب والمراهقين فإن الأشخاص البالغين يكون قد مرت عليهم فترة‬ طويلة دون ممارسة أي نوع من الرياضة، بحيث لا يسمح وزنهم سوى بالأحمال‬ الأخف وزناً، لذلك فإنه يمكن بدء البرنامج الرياضي معهم عن طريق أداء‬ التمارين الرياضية أثناء الجلوس، ويتم تطوير التمارين مع مرور الوقت. ‬وأكد الطبيب الألماني أن الموضوع لا ينصب هنا على إنقاص الوزن لفترة‬ قصيرة فحسب، بل إن العلاج يهدف أيضاً إلى فقدان الوزن على الدوام، وأوضح‬ مانويل إنزينهوفر أن هذه المهمة تستمر مدى الحياة.

تويتر