مجموعة مستوحاة من لوحات الرسام جاكسون بولوك

نيكولا جبران.. ألوان وقصّـــات مفعمة بالأنوثة

صورة

قد تكون الألوان المدمجة والمشعّة بالحياة هي السمة الأبرز لمجموعة مصمم الأزياء اللبناني نيكولا جبران لخريف وشتاء 2014/2015، التي عرضها في دبي، أخيراً، في صالة إنفنتي. حمل العرض كثيراً من القصّات المتباينة التي تبرز أنوثة المرأة عبر تفاصيل الجسد، فكانت معظمها ضيقة، فيما استخدم أنواعاً متباينة من الأقمشة ودمجها مع الفراء والريش والجلد، لمنح المجموعة دفء الشتاء.

حملت المجموعة عنوان «العمق»، وقد استوحاها مصمم الأزياء من إحدى لوحات الرسام الأميركي جاكسون بولوك.

مايا دياب

حضرت عرض الأزياء، الذي تأخر ساعة ونصف الساعة عن موعده، النجمة مايا دياب. وقد حضرت العرض قبل بدئه بدقائق، لذا لم يعرف إذا ما كان حضورها هو سبب تأخر العرض عن موعده إلى هذا القدر. وقد ارتدت الفنانة فستاناً باللون الأسود من الشيفون المطرّز، الذي يأخذ شكل الجسم في الأعلى، بينما يشبه قصّة السمكة في الأسفل.

عرف بولوك بأعماله التعبيرية التجريدية التي تمتزج فيها الألوان بأسلوب يحمل كثيراً من ألوان الطبيعة، الأمر الذي نلاحظه وبوضوح في كثير من الفساتين التي كانت ألوانها مشعة، ومقطّعة بشكل يجعلها تبدو وكأنها تجريدية المنحى.

كثير من التصاميم أخذ الأشكال الهندسية في تقطيعها، فظهرت تصاميم تقوم على الألوان المقطعة، كمثلثات على منحنيات الجسد، أو أشكال هندسية تتكرر في الثوب، فيما بدت بعض التصاميم غنية بالألوان التي تبدو كما لو أنها لوحة مرسومة بعبثية فنان.

لم يلجأ المصمم إلى نسق موحد للمجموعة التي يقدمها، فنجد في مجموعته الاختلاف الواضح بين فستان وآخر، الذي قد يبدو بعيداً عنه إلى حد التناقض، فنرى الإيحاء الشتوي في تصميم، فيما يأخذنا آخر إلى الربيع بالألوان الزاهية والمدمجة بأسلوب فريد. هذا التنوّع الذي قدمه جبران قد يبعد المشاهد عن النسق التسلسلي أو رؤية المجموعة في إطار واحد، منحه القدرة على تقديم مجموعة غنية بالتنوّع، وتبدأ بالألوان القوية لتصل إلى كلاسيكية الأسود، ثم تختتم بفستان الزفاف.

امتازت القصّات الخاصة بمجموعة جبران بكونها ضيقة في معظمها. اعتمد على الفساتين الضيقة التي تحمل نسقاً واحداً في التصاميم القصيرة، بينما كانت تميل الفساتين الطويلة الى الاتساع تدريجياً. وغلبت على القصّات البساطة في الشكل، بينما كان التركيز الأكبر على الألوان التي كان بعض التصاميم متميزة بها فحسب، أو المزج بين أنواع متباينة من الأقمشة.

استخدم جبران أنواعاً متعددة من الأقمشة، فيما كان الموسلين الشفاف من الأقمشة التي ركّز عليها ليمنح المرأة كثيراً من الأنوثة. واللافت في تصاميم اللبناني أنه لا يكتفي بالأنوثة في تعاطيه مع المرأة، بل يحرص على منحها اطلالة تحمل كثيراً من الجرأة أيضاً، فقدم لها فستاناً من الشيفون الشفاف الأسود كاملاً، محدد الخصر ومنسدل ويتسع في الأسفل، ويحمل التطريز الخفيف عند أطرافه، بينما استخدم في تصاميم أخرى الأقمشة الشفافة لمعظم الفستان. أما الاعتماد على التطريز، فلم يكن في جميع التصاميم، حيث أبرز جبران شغفه باللون في بعض التصاميم التي جعلها تبدو مطرزة من خلال الأقمشة، فيما كانت لديه فساتين قائمة على التطريز أو الترتر الذي جمّل درجات متباينة في التصميم الواحد. اللافت في الجرأة التي يطرحها جبران في تصاميمه هو ابتعاده عن العري الكثير، فيحرص على أن يكون التصميم غنياً بالأقمشة الشفافة، التي تزيد من أنوثة المرأة، وكأنه يضيف على التصميم من جسدها.

أما فساتين الزفاف التي قدمها في نهاية العرض، فكانت بين عالمين متناقضين، الأول لعروس تبحث عن فستان متميز في جرأته، ضيق ومصمم من الشيفون الأبيض المطرز، فيما كان التصميم الثاني مقدم للعروس التي تبحث عن فستان أحلامها المطرز بالكريستال اللامع والمنتفخ كثيراً ومكشوف الصدر. وقال جبران عن مجموعته لـ«لإمارات اليوم»، إن «المجموعة مستوحاة من لوحة لجاكسون بولوك، الذي اشتهر بمزج الألوان، وقد اعتمد مزج الألوان بأسلوب عشوائي، إلى جانب العمق وهو عنوان المجموعة». وأضاف: «تأثرت كثيراً بأسلوب بولوك، وقرأت عن حياته كثيراً، ولهذا قدمت المجموعة المستوحاة من أعماله، وإني كمصمم استوحي من كل ما يحيط بي، من أسفاري أو كل ما أراه». واعتبر أن لوحات الحزن هي التي تؤثر فيه كثيراً، مشيراً إلى أن الصورة الغالبة حالياً، هي الصورة الحزينة، ولكنه كفنان يحرص على التفاؤل، لاسيما أن الجمهور ينتظر من الفنان لمسة تفاؤل.

رأى جبران أن مزج الألوان وتركيبها من الأمور التي يحمل بها فلسفة خاصة ورؤية مغايرة عن غيره، فالألوان ترمز للحياة وهذا ما يحب إبرازه. أما الأقمشة فكانت متنوّعة، وقد تمكن من خلق لوحة من خلال التصاميم، موضحاً أن «الجرأة لديه تأتي في الأفكار والقصّات والألوان والتفاصيل التي يقدم منها الفستان».

اما المسؤولية التي يضعها على نفسه لدى كل عرض، فأكد جبران أنها تجعله يخاف، لاسيما من الخطوة المقبلة، ويحاول أن يكون راضياً عن العرض، وأنه يعمل كثيراً على التفاصيل، متمنياً أن يكون ما يقدمه محط إعجاب الناس، لاسيما أنه بالعودة إلى المجموعات السابقة دائماً يجد أن هناك كثيراً من التعب وراء أعماله.

ونفى جبران أن يتجه في الوقت الحالي إلى مجال آخر، مؤكداً أنه لن يبتعد عن الأزياء حالياً، ولكن من الممكن أن يكون في عالم مكمل لفكرة الأزياء والموضة.


سيرة

ولد المصمم اللبناني نيكولا جبران في بيروت، وكان محباً لعالم الأزياء والموضة منذ صغره. شارك في برنامج استديو الفن في عام 1990 عن فئة عرض الأزياء، ثم في عام 1999 قرر الانطلاق في عالم الأزياء من دبي. اتسمت تصاميمه بالجرأة والغرابة، حيث كان يحرص دوماً على تقديم ما هو غير مألوف. وحرص على تثقيف نفسه في عالم الأزياء، فتلقى دراسات متخصصة في بيروت.

يعمل اليوم مع مجموعة من النجمات اللواتي يرتدين من تصاميمه في حفلاتهن أو مرورهن على السجادة الحمراء، ومن بينهن: هيفاء وهبي، ماجدة الرومي، أصالة نصري، سيرين عبدالنور، شيرين عبدالوهاب، وكارول سماحة.

 

تويتر