يتيح إمكانية إتمام العديد من المهام بضغطة زر واحدة

المنزل الذكي.. رفاهية لا تخلو من المخاطر

عدم الانتشار الكبير لمثل هذه الأنظمة حتى يعود لكونها مازالت تخضع للبحث والاختبار. ارشيفية

يمثل مفهوم المنزل الذكي قمة الراحة والرفاهية، التي سينعم بها الإنسان المعاصر في المستقبل القريب؛ حيث يمكن للمستخدم عن طريق تطبيقات خاصة على الهواتف الذكية، أو الحواسب اللوحية التحكم مثلاً في إضاءة المنزل والتدفئة بضغطة زر واحدة، غير أن هذه الرفاهية محفوفة ببعض المخاطر، لاسيما في ما يتعلق بخصوصية البيانات.

وأوضح الخبير التقني الألماني توبياس أرنس أن مفهوم المنزل الذكي يتيح للمرء إمكانية إتمام العديد من المهام بضغطة زر واحدة، مثل خفض شدة الإضاءة، وإنزال الستائر، وتشغيل السينما المنزلية، كما يمكن أيضاً التحكم في بعض الأجهزة الكهربائية، مثل التلفاز عن طريق الهواتف الذكية والحواسب اللوحية.

خصوصية البيانات

تُبدي يوهانا كاردل، الخبيرة لدى الاتحاد الألماني لمراكز حماية المستهلك، تخوفها من انتهاك المنازل الذكية خصوصية البيانات؛ حيث يمكن للشركات المقدمة لمثل هذه الأنظمة إنشاء بروفايل خاص بالمستخدم، يتضمن مواعيد وجوده بالبيت، ومتى يقوم بفتح ثلاجته، وعاداته الغذائية.

لذا شدد الخبير الألماني تيمرمان على ضرورة الاعتماد على الأنظمة التي تقدمها شركات ذات سمعة طيبة، في ما يخص التعامل مع بيانات المستخدم، ومدى الاطلاع عليها، وعدم إغفال هذا الجانب على حساب الراحة. وحذر الخبير التقني من اقتناء الأجهزة المجانية، أو منخفضة التكاليف؛ لأن مثل هذه الشركات سوف تحصل في الأغلب على أموالها، لكن عن طريق وسيلة أخرى، هي جمع بيانات المستخدم لاستخدامها مثلاً في أغراض الدعاية الموجهة.

وأكد أرنس، الخبير لدى الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مثل هذه الأفكار لم تعد درباً من دروب الخيال؛ فهناك بعض الأنظمة الموجودة بالفعل. وأضاف أن مثل هذه الأنظمة، وإن لم تنتشر بالشكل الكبير حتى الآن، ستشهد انتشاراً أوسع خلال العام المقبل، كما يتنبأ الخبير التقني بأن يصل عدد الأجهزة المتصلة ببعضها عن طريق الشبكات إلى ما يقرب من نحو 50 مليار وحدة بحلول عام 2020 حول العالم.

وأرجع ديرك تيمرمان، أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة روستوك الألمانية، عدم الانتشار الكبير لمثل هذه الأنظمة حتى الآن إلى أنها مازالت تخضع للبحث والاختبار، كما أن الكثير من هذه الأجهزة مازالت غير قادرة على قراءة لغات الأجهزة الأخرى، إلا أن تيمرمان يرى أن هذا الأمر لن يمثل عقبة أساسية، إذا تم الاتفاق على معايير موحدة.

ومن النماذج الموجودة بالفعل، والتي أثبتت نجاحاً في هذا المجال، المقابس والمصابيح المزودة بشبكة WLAN اللاسلكية، التي يمكن برمجتها والتحكم فيها عبر شبكة الإنترنت؛ حيث يتم تركيب هذه المقابس اللاسلكية في المقابس العادية، ويتم ربطها بجهاز راوتر خاص بالشبكة المنزلية.

وأشار أرنس إلى أن جميع الأجهزة التي تتصل بمثل هذه المقابس اللاسلكية يمكن التحكم فيها وتشغيلها وإيقافها عبر برامج تصفح الإنترنت، أو بعض التطبيقات المخصصة للهواتف الذكية، أو الحواسب اللوحية.

وأضاف الخبير الألماني أرنس أنه يمكن للمستخدم ضبط تشغيل المصابيح والأجهزة المتصلة بمقابس WLAN اللاسلكية وفق جدول زمني، فبعض هذه المقابس تكون مزودة بمستشعرات حرارية أو مستشعرات لمعرفة وقت شروق وغروب الشمس، ومن ثم استخدام هذه البيانات لتشغيل أو إطفاء الإضاءة.

أما مصابيح LED المزودة بشبكة WLAN اللاسلكية، فتتيح للمستخدم إمكانيات ضبط أكثر تطوراً، فإلى جانب تشغيلها وإطفائها وفق جداول زمنية معينة، يمكن أيضاً ضبط شدة ولون الإضاءة، أو ضبط المصابيح على إضاءة مخصصة للقراءة، تناسب الغرفة والمستخدم على نحو دقيق، ويتم كل ذلك عن طريق تطبيقات بالهاتف الذكي.

وأشار الخبير الألماني تيمرمان إلى أن الراحة والرفاهية ليست هي الميزة الوحيدة لمثل هذه الأنظمة الذكية؛ حيث إنها تسهم أيضاً في خفض تكاليف استهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة، فبعض الأنظمة مثلاً تعمل على إيقاف نظام التدفئة بمجرد مغادرة آخر فرد للمنزل.

ويمكن إيقاف نظام التدفئة تماماً عند ترك المنزل لفترات طويلة، مثل الانطلاق في الرحلات أو العطلات، بهدف توفير الطاقة والنفقات. وقبل العودة إلى المنزل بقليل يمكن لأجهزة التبريد أو التدفئة أن تقوم بأداء عملها، بحيث يصل المستخدم إلى بيته وينعم بدرجة الحرارة التي يرغب فيها على الفور.

وأشار الخبراء الألمان إلى أن بعض المقابس اللاسلكية تكون مزودة بشريحة، لاحتساب مقدار التيار الكهربائي المستهلك، وبذلك يستطيع المستخدم من حين إلى آخر معرفة أكثر هذه المقابس استهلاكاً للتيار، واستبدالها إذا لزم الأمر. وهناك بعض عدادات الاستهلاك الذكية، التي تقوم بقياس استهلاك الكهرباء، وإرسال هذه البيانات بشكل أوتوماتيكي لشركة الإمداد بالتيار الكهربائي. وبذلك يمكن تشغيل بعض الأجهزة الكهربائية في وقت انخفاض التعريفة وخارج أوقات الذروة، كأن يتم مثلاً تشغيل الغسالة الأوتوماتيكية في الفترات الليلية فقط.

تويتر