استمراره فترات طويلة تترتب عليه عواقب وخيمة

الأرق يحتاج إلى علاج نفسي وسلوكي أحياناً

الخطوة الأولى في علاج الأرق تعتمد على محاولة حل المشكلات المسببة له أساساً. د.ب.أ

مع تسارع إيقاع الحياة العصرية، وزيادة ضغوطها وأعبائها، يعاني كثيرون في وقتنا الحالي اضطرابات النوم والأرق. وببعض السبل البسيطة يمكن التغلب على هذه الاضطرابات، والتمتع بنوم هانئ ومريح دون الاضطرار لتعاطي المنومات.

وقال مدير عيادة طب النوم والأمراض العصبية والعضلية بمستشفى مونستر الجامعي، بيتر يونغ، إن «الأرق هو معاناة مشكلات في الخلود إلى النوم والاستغراق فيه، على مدار أكثر من شهر، بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، مع ظهور عواقب سلبية لذلك على مسار الحياة اليومية وتأدية مهامها».

بينما أوضح أستاذ علم النفس البيولوجي بجامعة ريغينسبورغ الألمانية، البروفيسور الألماني يورغين تسولي، أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالأرق، تبدأ من الأمراض العضوية، وتشمل أيضاً المشكلات النفسية الناتجة عن الوقوع تحت ضغوط الحياة اليومية، كما أن اتباع سلوكيات حياتية خاطئة يندرج ضمن العوامل المؤدية إلى ذلك.

وأشار يونغ إلى أن الأرق لا يتسبب فقط في الشعور المستمر بالإعياء، وتراجع القدرة على التركيز، إنما يمكن أن تترتب عليه عواقب وخيمة، مضيفاً «يزيد الأرق مثلاً خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، نتيجة فقدان الجسم للهدوء والراحة، مع زيادة معدل إفراز هرمونات الضغط العصبي، فضلاً عن ذلك يعمل الأرق على إضعاف جهاز المناعة، وقد يؤدي إلى الإصابة بنوبات اكتئاب».

لذا شدد العالم الألماني تسولي على ضرورة استشارة طبيب مختص، في حال معاناة مثل هذه الاضطرابات لفترات طويلة، موضحاً مسار الفحص والعلاج بقوله «إذا استبعد الطبيب وجود أسباب عضوية للأرق، سيصبح أهم ركائز العلاج حينئذٍ إمداد المريض بالنصائح والإرشادات اللازمة، للاستمتاع بنوم صحي وهانئ، إلى جانب الخضوع للعلاج النفسي والسلوكي، مع العلم بأنه لا يتم اللجوء للعلاج الدوائي بالمنومات التي لا يمكن شراؤها دون وصف الطبيب، إلا إذا لم تحقق الوسائل الأخرى أية نتائج إيجابية».

وأكدت هيلينا شفارتس، من جمعية المساعدة الذاتية لمرضى اضطرابات النوم، أن الخطوة الأولى في علاج الأرق - في حال استبعاد المسببات العضوية - يجب أن تعتمد على محاولة حل المشكلات المسببة لها من الأساس، لافتةً إلى أن اتباع أسلوب حياة صحي، يعتمد على ممارسة الرياضة والتغذية الصحية مع الإحجام عن تناول أطعمة ثقيلة في فترات المساء يتمتعان بفائدة كبيرة في علاج هذه الاضطرابات.

وأردفت شفارتس أن هناك بعض الوصفات المنزلية، التي يمكن أن تساعد على التغلب على مشكلة الأرق عند استخدامها بصفة مستمرة، يندرج من بينها الأطعمة، إذ «يعمل تناول كوب من الحليب مع العسل كوسيلة محفزة على الخلود إلى النوم، ومنح الجسم قدراً من الهدوء»، مع العلم بأن هذا التأثير يرجع إلى دفء المشروب، وكذلك إلى احتواء الحليب على مادة التريبتوفان، التي تتمتع بتأثير منوم.

وصحيح أن الشوكولاتة تحتوي أيضاً على مادة التريبتوفان المنومة، إلا أنه يدخل في تكوينها أيضاً مادة الكافيين المنبهة، لذا يوجد خلاف كبير حول مدى إمكانية استخدام الشوكولاتة لهذا الغرض؛ لأنه لم يتم التحقق بشكل تام مما إذا كانت الشوكولاتة تتمتع بتأثير محفز للنوم أو مسبب للأرق.

تويتر