يؤسّسه خالد الملا.. وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا

«متحف القهـــوة».. احتفاء بالضيــافة العربية

صورة

يعكف المواطن، خالد محمد رفيع الملا، على وضع اللمسات الأخيرة للمشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، «متحف القهوة»، الذي يسلط الضوء على تاريخ أبرز وجوه الضيافة العربية، والذي يعود إلى مئات السنين، بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون، وبكلفة مادية تقدر بمليوني درهم.

يسعى «متحف القهوة»، الواقع في أحد البيوت القديمة في منطقة الفهيدي التاريخية في دبي، إلى رصد طرق تحميص وتحضير أشهر مشروب في العالم، منذ اكتشافه للمرة الأولى في إثيوبيا، وذلك من خلال عرض أدوات وأجهزة مستخدمة في ذلك، والتي تنتمي إلى دولٍ وحقبات زمنية مختلفة، يعود أحد أقدم قطعها إلى نحو 600 عام، هذا إلى جانب تلك المستخدمة في عملية نقلها، بالإضافة إلى توضيح مصادرها، وكيفية اختيار الأجود منها.

تصوير: شيماء هناوي

تحرير الفيديو: ميثم الأنباري

يتيح المتحف، الذي يشارك فيه إلى جانب الملا، كلّ من عضو المجلس الوطني الدكتورة منى البحر، والدكتورة حصة لوتاه، فرصة الاستمتاع بمشاهدة وتجربة أبرز طرق تحضير القهوة، والتي تتوزع ما بين المحلية والإثيوبية والمصرية، وتجربة القهوة العربية في «مجلس المتحف»، وأشهر أنواع القهوة في مقهاه الحديث، فضلاً عن تجربة تحميص أنواع مختلفة من القهوة في أقدم وأحدث الأجهزة، وكذلك تغليفها. ويتيح المتحف لزواره من خلال متجره الصغير «دكان المتحف»، فرصة اقتناء باقة منوعة من المنتجات التي تتعلق بتاريخ القهوة، من أبرزها إكسسوارات نسائية ترمز إلى القهوة، وكذلك فرصة الاطلاع على المطبوعات القديمة التي رصدت تاريخ القهوة وصناعتها. وللمتخصصين يوفر المتحف مختبراً مصغراً لاختبار جودة القهوة وتذوقها وبرامج وثائقية عن القهوة.

متحف عالمي

يسعى الملا إلى تأسيس قاعدة متينة في «متحف القهوة»، لجذب الفعاليات والمؤتمرات المتخصصة في مجال صناعة القهوة، الأمر الذي يحقق طموحه في تحويل المتحف إلى متحف عالمي. ولا يقتصر المتحف على عرض أدوات متنوعة ترصد تاريخ القهوة، بل يتعداها ليشمل فرصة الاستمتاع بمشاهدة وتجربة أبرز طرق تحضيرها.

وسخّر الملا في تنفيذ مشروعه خبرته الغنية في مجال صناعة القهوة، من خلال إدارته منذ ثماني سنوات، إحدى الشركات الإماراتية المتخصصة في ذلك، حيث نجح في استثمار مشاركاته الغزيرة في الفعاليات والمناسبات المتخصصة في سبيل تحقيق ذلك، وتضم ما يزيد على 400 قطعة متعلقة بتاريخ هذه الصناعة، جمعت على مدار أربع سنوات، من 24 دولة، لتأسيس متحف عربي متخصص في هذا المجال، يقف إلى جنب المتاحف المشابهة في كل من ألمانيا وأميركا والبرازيل وكولومبيا والنمسا وسويسرا وبريطانيا وغيرها.

وقال خالد الملا، لـ«الإمارات اليوم»، «يحمل المتحف على عاتقه تحقيق مجموعة من الأهداف، التي تتوزع ما بين تعزيز جانب مهم من جوانب الثقافة الإماراتية، والمحافظة عليه، وهو المتعلق بتقاليد الضيافة العربية، وحسن استقبال الضيف، والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقهوة، التي تعتبر بحسب مصادر، ثاني أهم نشاط اقتصادي على مستوى العالم بعد البترول، وتعزيز مكانة دبي الثقافية والحضارية والسياحية، من خلال تنويع مصادر الجذب، والتعريف بالتنوع الثقافي والحضاري فيها، في منطقة الفهيدي التاريخية، التي تحتضن المتحف، إضافة إلى تعزيز مكانة مدينة دبي في المراكز الأولى التي تسعى إلى تحقيقها، حيث إن هذا المتحف سيكون الأول من نوعه في المنطقة العربية، ونسعى لأن يكون الأكبر والأهم فيها، ليقف إلى جنب المتاحف المشابهة التي تقع في كل من أميركا وألمانيا والبرازيل وكولومبيا والنمسا وسويسرا وبريطانيا واليابان وكوريا وفيتنام وإيطاليا والتشيك».

وذكر الملا، أن المتحف يضم «باقة منوعة من الأدوات والأجهزة، التي ترصد طرق تحميص وتحضير القهوة منذ اكتشافها، وتشمل ما يزيد على 400 قطعة، قمت بجمعها على مدار أربعة أعوام، من 24 دولة، عن طريق مشاركاتي في المعارض المتخصصة، ورحلات خاصة قصدت فيها المحال المتخصصة، ونجحت في الظفر بقطع مميزة، لعل أبرزها إناء خاص لتحميص القهوة يعدّ من أقدم القطع الموجودة حالياً في المتحف ويعود إلى نحو 600 عام، وهو من بقايا الدولة العثمانية، أثناء وجودها في النمسا، وأخرى مطحنة يدوية مصنوعة من قذيفة حربية، نظراً لنفاد الحديد بعد الحرب العالمية، لاستخدامه في صناعة الآلات العسكرية».

وأوضح الملا أن «المتحف لا يقتصر على عرض أدوات متنوعة ترصد تاريخ القهوة، وتطور مراحل تحميصها وتحضيرها، بل يتعداها ليشمل فرصة الاستمتاع بمشاهدة وتجربة أبرز طرق تحضير القهوة، التي تتوزع ما بين الطريقة المحلية والإثيوبية والمصرية، على يد متخصصين، فضلاً عن تجربة تحميص أنواع مختلفة منها في أقدم وأحدث الأجهزة، وكذلك تغليفها»، وأكمل «وكذلك يتيح المتحف من خلال متجره الصغير (دكان المتحف) فرصة اقتناء باقة منوعة من المنتجات، التي تتعلق بالقهوة وتاريخها من أبرزها إكسسوارات نسائية ترمز إلى القهوة، وأيضاً يوفر المتحف فرصة الاطلاع على مطبوعات قديمة ترصد تاريخ القهوة وصناعتها في غرفة خاصة».

وأضاف الملا «صممت إحدى غرف المتحف، التي تقع في الدور السفلي، على شكل مجلسٍ عربي يمكن لزواره الجلوس فيه، والاستمتاع بتجربة شرب القهوة العربية في أجواءٍ مميزة»، ولأشهر أنواع القهوة نصيب في المتحف، حيث تم تخصيص ساحته العلوية لمقهى حديث، يمكن للزوار تجربة هذه الأنواع التي باتت تشهد إقبالاً ورواجاً كبيرين».

وحول الصعوبات التي واجهها الملا خلال تأسيس المتحف، قال «أسهمت خبرتي الغنية في مجال إدارة الأعمال، وتحديداً في مجال القهوة، حيث أدير إحدى الشركات الإماراتية المختصة في استيراد القهوة وتحميصها وتوزيعها محلياً، منذ ثماني سنوات، في تذليل الصعوبات والعراقيل بشكل كبير، هذا إلى جانب استعدادي المبكر للمشروع، وذلك عن طريق جمع القطع على مدار أربع سنوات، فضلاً عن إصراري على الاعتماد على نفسي في عملية التصميم والتنسيق، وقبل كل ذلك، دعم هيئة دبي للثقافة والفنون للفكرة، عن طريق توفير منزل قديم لاحتضان المشروع في منطقة الفهيدي التاريخية».


حضارات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/13697%20(1).jpg

يجسد «متحف القهوة»، عن طريق عرضه كل ما يتعلق بالقهوة وتاريخها، حضارات منوعة، كالعربية والعثمانية والمصرية والإفريقية، الأمر الذي أثنى عليه متخصصون في مجال القهوة، وأكدوا غياب ذلك في بعض المتاحف المشابهة، وفقاً للملا.

قطع منوعة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/13697%20(2).jpg

يضم «متحف القهوة»، الواقع في منطقة الفهيدي التاريخية، الذي من المتوقع افتتاحه قريباً، ما يزيد على 400 قطعة متعلقة بتاريخ هذه الصناعة، جمعت على مدار أربع سنوات، من 24 دولة، لعل أبرزها إناء خاص لتحميص القهوة يُعدّ من أقدم القطع الموجودة، وتعود إلى نحو 600 عام، وهو من بقايا الدولة العثمانية أثناء وجودها في النمسا. ومطحنة يدوية مصنوعة من قذيفة حربية، نظراً لنفاد الحديد بعد الحرب العالمية، لاستخدامه في صناعة الآلات العسكرية، وفقاً لمدير مشروع متحف القهوة، خالد محمد رفيع الملا.

ويوفر للمتخصصين غرفة للاجتماعات، يمكن من خلالها تبادل النقاشات حول صناعة القهوة، والأمور المتعلقة بها، وتضم مختبراً مصغراً لاختبار جودة القهوة وتذوقها، وجهاز عرض لبرامج وثائقية.

تاريخ القهوة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/13697%20(3).jpg

يستعد الملا لتحويل إحدى غرف المتحف في الطابق العلوي إلى غرفة متخصصة في عرض تاريخ شركات القهوة العريقة، التي نجحت في تطوير صناعتها والنهوض بها بشكلٍ كبير.ولأشهر أنواع القهوة نصيب في المتحف.

تويتر