خبير وأستاذ الأورام السرطانية الدكتور شامل غانتسيف:

العلاج بالفيروسات يقضي على السرطان

شامل غانشيف: الطريقة الجديدة في العلاج من دون عوارض جانبية. من المصدر

«المستقبل للعلاج بالفيروسات التي ستقضي على أغلب أورام السرطان» بهذه العبارة استهل العالم الروسي القادم من بشكيريا، الدكتور شامل غانتسيف، حواره مع «الإمارات اليوم». وقال رئيس معهد دراسات الأورام في الجامعة الطبية لبشكيريا الروسية، وعضو شرف في أكاديمية العلماء الروس، إن «الجميع يعلم أنه توجد في العالم ثلاث طرق كلاسيكية رئيسة لعلاج السرطان، هي العلاج الكيميائي، والعلاج بالأشعة، والعلاج الجراحي، لكن اليوم هناك طريقة حديثة وجديدة هي طريقة العلاج بالفيروسات وهي إحدى طرق العلاج البيولوجي، حيث يتم تخليق أو تطوير فيروسات «ذكية» في المختبرات العلمية والطبية لأجل الهجوم على الخلايا السرطانية والفتك بها خلال أسبوعين». ويوضح أن «تلك الطريقة الجديدة تنتشر بسرعة شديدة في أوروبا، وكثير من المرضى من دول متقدمة في النرويج والسويد، وحتى في كندا، يخضعون للعلاج بتلك الطريقة في مستشفيات لاتفيا».

ولفت غانتسيف الى أن «العلاج بالفيروسات، على الرغم من النتائج المذهلة التي وصل إليها، إلا أنه مازال قيد التجربة والبحث»، مضيفاً أن تجارب العلاج الفيروسي لأمراض السرطان تمت معالجة مصابين بها وتم شفاؤهم بالكامل، لكن المنهج العلمي يتطلب دوماً مزيداً من الأبحاث، منوهاً بأن «هذه الطريقة العلاجية استخدمت في استراليا والولايات المتحدة ولاتفيا، وأكثر الاستخدامات لهذا النوع من العمليات موجود في لاتفيا».

في سطور

غانتسيف من جمهورية بشكورتوستان أو بشكيريا في روسيا الفيدرالية، وتبعد عن العاصمة الروسية موسكو نحو ‬1500 كيلو متر، وعاصمتها أوفا، وتقع في مركز روسيا على الحدود الأوروبية الآسيوية، ومعظم سكانها مسلمون، ويتجاوز سكان العاصمة أوفا مليون نسمة، وتشتهر الجمهورية بوجود شركات الغاز والنفط، بالإضافة إلى الزراعة، ويوجد فيها اهم المراكز الطبية على مستوى روسيا، وحول أهمية الجمهورية ذات الحكم الذاتي التابعة لروسيا قال البروفسور إنها من أهم المواقع التي تحتضن أهم المراكز الطبية المتعلقة بعلاج الأورام السرطانية ومختلف الأمراض الأخرى، ويتوافر في تلك المراكز أطباء مهرة وعلى كفاءة عالية وذوو خبرة طويلة، ويراجع تلك المراكز الطبية بمعدل سنوي نحو ‬11 ألف مريض، تتم معالجتهم بطرق خاصة، وفي سنة واحد تم إجراء نحو ‬6000 عملية جراحية، نصفها خضع لعلاج كيمياوي، وهناك ‬3500 حالة تمت معالجتها بالأشعة.

بشرح مبسط حول استخدام الفيروسات الذكية المطورة مخبرياً يشرح البروفسور العملية قائلاً «هذه الفيروسات الذكية تقوم بقتل الخلايا السرطانية فقط، وتتجنب أي خلايا سليمة، ويمكن استخدام هذه الطريقة بعد استخدام الجراحة مثلا لإزالة ورم سرطاني، وبعد ذلك تتم إزالة الخلايا السرطانية التي لا يمكن رؤيتها باللقاح الفيروسي». واستطرد البروفسور أن «فكرة العلاج بالفيروسات تقوم على قتل الخلايا السرطانية، وبالنتيجة النهائية لن يعود المرض مرة أخرى، وهذه الطريقة بالعلاج تعد بالنسبة لي علاج المستقبل الذي سيقضي على السرطان».

وحول تاريخ العلاج بالفيروسات، يشرح غانتسيف بداية البحث على يد العالمة اللاتفية الراحلة، آينا موتسينتس، أيام الاتحاد السوفييتي، التي بدأت التفكير في التخلص من أمراض السرطان عندما كانت طالبة في الجامعة، وذلك خلال الحرب العالمية الثانية، فعملت بشكل دؤوب على تطوير الفيروسات وتخليقها في الجامعة من أجل إنجاح فكرة العلاج بالفيروسات.

وأشار إلى أن لاتفيا نجحت في تطوير عقار بناء على أبحاث البروفسورة الراحلة واسمه عقار «ريغفير»، الذي يعد حصيلة عمل بدأ منذ عام ‬1965 في مختبرات الدواء وعلوم الأورام، وأضاف أن «العلاج بالفيروسات هو أحد انواع العلاجات البيولوجية، ويستند إلى فكرة تخليق فيروسات في المختبرات لديها القدرة على قتل الخلايا السرطانية، حيث تهاجم الفيروسات تلك الخلايا في أعماقها وعندما تدخل الفيروسات الخلية السرطانية تقوم بالتكاثر والنمو والازدياد الكمي، فتعمل على تفجير الخلية السرطانية من الداخل، وبعد ذلك بنحو أسبوعين يتم القضاء على تلك الخلايا نهائياً فيشفى المريض، لكن قد يحدث أن تستدعي الحالة العمل مرة أخرى أو مرة ثالثة، وفي أسوأ الحالات قد تستمر العملية بضعة أشهر بين ثلاثة وأربعة أشهر في بعض الحالات».

ولفت إلى أن «المريض لا يشعر بكل هذه التفاصيل، وقد يظهر على جلده بعض الحبوب البسيطة غير المؤذية على العموم، النتيجة لن يعود السرطان مرة أخرى».

وأكد أن «علاج السرطان لا تكفيه طريقة واحدة، بل يحتاج إلى تكامل وتفاعل الطرق في ما بينها، كي ننجح في القضاء على المرض نهائياً»، وتابع «من المهم جداً معرفة واكتشاف المرض مبكراً، حيث تكون فرصة النجاح في القضاء عليه أكبر وأوفر». وحول تكاليف علاج السرطان بالفيروسات أشار إلى أن كلفة العملية بسيطة مالياً مقارنة بالأنواع الأخرى من العمليات، فهي لا تتجاوز بضعة آلاف من الدولارات، في حين أن الطرق العلاجية الأخرى تراوح بين ‬10 آلاف و‬12 ألف دولار، وبالنسبة لعوائق عدم انتشارها حتى الآن فإنها تكمن في كونها مازالت قيد البحث والتجريب والاختبار ولم تستخدم بعد على نطاق واسع، وهي غير مسموح بها حتى الآن في روسيا بسبب الصرامة في النظام الطبي، لكنها مسموحة في لاتفيا منذ أكثر من ‬10سنوات. ونوه بأنه «في بدايات تطبيق العلاج كان يعتقد ان تخليق نوع واحد من الفيروسات كفيل بتقديمه لكل المرضى وكل انواع السرطان، لكن مع استمرار البحث تبين أن لكل مريض فيروساً خاصاً به لا يمكن أن يكون مناسباً لمريض آخر»، وأشار إلى أنه «يوجد تعاون وتنسيق كبير في المجال الطبي بين روسيا ولاتفيا».

وتابع: «نتمنى ان يكون هناك تعاون وتنسيق وعمل مشترك بين روسيا ولاتفيا والعالم العربي، فالعرب مدعوون للعمل والتعاون معنا، ولكن حتى الآن لا يوجد عمل مشترك او تعاون طبي، ونحن مستعدون في روسيا وفي لاتفيا لمختلف اشكال التعاون والعمل».

تويتر