بروتين «بي ‬62» يحفظ التوازن بين الدهون الحميدة والسيئة

بروتين «بي ‬62» سيكون له دور في تشجيع الدهون الحميدة. أب

في حالات كثيرة تكون السمنة والبدانة ناتجتين عن إفراط في تناول الطعام، ونقص في ممارسة التمارين الرياضية، ويحدث خلل ما في الجسم يتسبب في إفراز كمية كبيرة من الدهون، وإحراق واستهلاك قدر أقل، وتخزين الكمية الكبيرة المتبقية على شكل شحوم، فما هذا الخلل؟

يقول باحثون وعلماء من جامعة ستانفورد ـ بيرنهام أن السبب ببساطة بروتين «بي ‬62»، فاستنادا إلى نتائج دراستهم، التي نشرت الشهر الماضي في دورية «كلينيكال انفيستيغيشن»، فإن اختفاء بروتين «بي ‬62» في أنسجة الشحوم، يؤدي إلى اختلال توازن التمثيل الغذائي بالجسم، ما يؤدي إلى تثبيط نشاط الدهون «البنية» الجيدة والحميدة، وفي المقابل تنشيط الدهون «البيضاء» السلبية والسيئة.

وستلعب النتائج، التي توصلت إليها الدراسة، دورا حيويا في زيادة أهمية بروتين «بي ‬62» في علاجات مستقبلية لأنماط من البدانة. وفي هذا الشأن يقول البروفيسور في جامعة ستانفورد ـ بيرنهام رئيس فريق الدراسة يورغي موسكات «من غير بروتين (بي ‬62)، فإن الجسم يفرز الكثير من الدهون، لكنه يستهلك قدرا أقل من الطاقة، ما يدفع الجسم إلى تخزين قدر كبير من تلك الدهون على هيئة شحوم زائدة على الحاجة». وفي السابق تمكن موسكات وفريقه من توليد فئران لا تفرز أجسامها بروتين «بي ‬62»، وتخلو منها تماما، وكانت النتيجة أن تلك الفئران كانت بدينة بشكل كبير، وتعاني أعراض مرض السكري، وكانت لديها متلازمة التمثيل الغذائي. وفي المقابل، فإن الفئران التي كانت أجسامها تفرز بروتين «بي ‬62»، كانت ذات أوزان أقل وأكثر نشاطا. ويضيف موسكات «لم نعرف أي الأنسجة كان مسؤولا عن هذه الأعراض والتأثيرات، لأن بروتين (بي ‬62) كان مختفيا في تلك الأنسجة، رغم أن بعض الباحثين يعتقد أنه قد يكون مختفيا في أنسجة العضلات، حيث تتركز الطاقة وتتمركز السيطرة على السمنة والبدانة». بينما يعتقد باحثون آخرون أنه يكون مختفيا في الكبد، باعتباره يلعب دورا مهما، كما أن البعض يعتبر الدماغ مسؤولا بشكل أو بآخر عن السمنة، لأن فيه مركز التحكم في الشهية. ثم أخيرا هناك الدهون بنوعيها البنية الحميدة والبيضاء السلبية، فالناس يعتقدون أن الأولى مرغوبة، وأن الثانية غير مرغوبة، إذ أصبح كثير من الباحثين يعتقدون أن البيضاء السلبية تسهم إلى حد ما في إبطاء البدانة.

وفي دراستهم الأخيرة توصل موسكات وزملاؤه إلى أن بروتين «بي ‬62»، الذي يختفي في أنسجة معينة، مسؤول عن البدانة، بما يسببه من خلل في توازن التمثيل الغذائي بين الدهون الحميدة والسلبية. وقال إنه سيكون لهذا البروتين دور واعد في تشجيع الدهون البنية الحميدة، لأن الوصول إلى انسجة وخلايا الدهون أسهل من الوصول إلى أنسجة بقية أعضاء الجسم. وتبدو علاجات البدانة، عن طريق الأدوية التي تقلل الشهية، لا تحقق النجاحات الفعالة والمطلوبة، إضافة إلى أن لها آثاراً جانبية لا يمكن تجاهلها، الأمر الذي يزيد الآمال المعلقة على دور بروتين «بي ‬62» في المستقبل.

 

 

 

تويتر