شباب إماراتيون يتسلمون راية التحكيم في دورات «المزاينة» المقبلة

«الظفرة».. أجيال تحرس التــراث

صورة

درّبت اللجنة المنظمة لمزاينة الإبل في مهرجان الظفرة بدورته السادسة، مجموعة من الشباب الإماراتيين على كيفية مزاولة التحكيم في المزاينات، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد، ونقل مبادئ الهوية الأصيلة من الآباء والأجداد إلى الجيل الجديد.

السوق الشعبي

استقطب السوق الشعبي على أرض مهرجان الظفرة ‬2012 كثيراً من الزوار بدقة تنظيمه، والالتزام من قبل المشاركات بالقوانين واللوائح، إلى جانب عرضه أجمل القطع التراثية والأغراض التقليدية.

وأشارت مديرة السوق الشعبي، صافية القبيسي، إلى أنه تم تخصيص لجنة منظمة قامت بالتنظيم والإشراف وضبط القوانين في ما يخص السّوق، وكان من مهامها إنجاز كشوف يومية عن الحضور إلى جانب التعامل مع المشاركات، وتعريفهن باللوائح المخصصة. كما قامت اللجنة بجهود لخدمة الحرفيات صاحبات المحال الموجودة ضمن السوق، وعملت على تهيئة كل واحدة منهن لعرض منتجاتها وكيفية تسويقها لتلقى رواجاً شعبياً وسياحياً. وقامت بمراقبة السوق عموماً وحل جميع الإشكاليات العالقة في حال وجودها بين المشاركات.

وأضافت القبيسي أنّ اللجنة تتشكل من تسع سيدات، بهدف التنسيق مع ‬180 محلاً و‬360 سيدة، وتمّ اختيار الأعضاء

على أساس المعرفة اللازمة، والتمكن من المهارات الإدارية والتسويقية والاجتماعية، والدراية الكاملة بأوضاع السوق،

إذ تقع على اللجنة مسؤولية مراقبة تطبيق القواعد

والأنظمة.

وبيّنت أن اللجنة تهتم بكل شيء في السوق، ابتداءً من تقديم الضيافة، إلى مراقبة المشاركات ومدى التزامهن بالدوام الرسمي في محالهن، مشيرةً إلى أن اللجنة تتعاون مع الحرفيات بهدف إبراز الأعمال الجيدة والمميزة، فالسوق يضمّ الكثير من المبدعات وبرنامج صوغة ومبدعة والأسر المنتجة، ويوجد عدد كبير من المشاركات من مختلف إمارات الدولة وأهالي الغربية.

وقال مدير مزاينة الإبل بمهرجان الظفرة محمد عبدالله عاضد المهيري «لقد اخترنا ثمانية شباب من مختلف أنحاء المنطقة الغربية، ممن لديهم ميول ودراية بمجال المزاينة، ورشحنا أربعة للتحكيم في المحليات الأصايل، ومثلهم لفئة المجاهيم»، مشيراً إلى أن فكرة تدريب هؤلاء الشباب لجعلهم حكام الصف الثاني، جاءت من أجل إعطائهم الراية بعد المحكمين الأساســيين، معتبراً أن تدريبهم على أرض الواقع جاء ليستفيدوا من خبرة الحكام الموجودين الذين يتميزون بخبرتهم الطويلة في تربية الإبل، والكشف عن الميزات الجمالية التي على أثرها يتم اختيار من يفوز.

وقال المهيري إن صاحب الفكرة هو رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الظفرة محمد خلف المزروعي، لافتاً إلى أنه بعد انتهاء المدربين من مهرجان الظفرة سيتبعون دورة تدريبية مكثقة حول كل ما يتعلق بالإبل وأنواعها، والأسس التي يتم وضعها عند التحكيم لتحسين مهاراتهم، وصقل موهبتهم، وتوجيه ميولهم بالدراسة والتعليم، مؤكداً أن من المتوقع اختيار مجموعة من هؤلاء الشباب ليكونوا من الحكام الأساسيين في الدورة المقبلة من مهرجان الظفرة.

وحول المعايير التي تم على أساسها اختيار الشباب، ذكر المهيري أنه تم اختيار الشباب بناءً على ميولهم، وعشقهم للإبل والمزاينات، وقيامهم بصفة دورية بزيارة المزاينات والمهرجانات، سواء في الدولة أو خارجها، إضافة إلى كونهم يقتنون الإبل؛ لأنهم بالضرورة سيكونون دائمي الاحتكاك بها، ما يفتح لهم المجال للتعرف إلى مميزاتها وصفاتها عن قرب.

وأضاف «نقوم بإعطاء المحكم المتدرب استمارة تحكيم ليقوم بمزاينة المطايا التي نعرضها عليه. وإن حدث تطابق بين آرائه في التحكيم مع الحكم الأساسي، فإننا نختاره ليكمل المراحل اللاحقة».

وأوضح أن الهدف من تدريب الحكام من الشباب يكمن في نقل راية التراث والثقافة والعادات والتقاليد إلى الأجيال المقبلة؛ فالمزاينة موروث شعبي أساسي يتمسك الإماراتيون به تجسيداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أن (من ليس له ماضٍ ليس له حاضر أو مستقبل)».

وأشار المهيري إلى أن الفعاليات التراثية الموجودة في المهرجان من مزاينة وغيرها، تعمل على المحافظة على التراث والثقافة البدوية، وخلق بيئة اجتماعية تكافلية، والحفاظ على سلالة الإبل المجاهيم، وخلق سوق تجارية لبيع وشراء الإبل، مؤكداً أن مهرجان الظفرة في دروته السادسة يتميز عن الدورات السابقة من المهرجان من حيث زيادة عدد الأشواط إلى ‬70 شوطاً بين إبل مجاهيم ومحليات أصايل، إضافة إلى زيادة أشواط المحالب.

تويتر