برنامج الشيف الإمـاراتي «طبخة وأكـثر» نافـذة على نكــهات عالمية

الكعبي: رمضان فرصة لابتكار أطباق منوّعة

صورة

يعتبر الشيف الإماراتي مصبح طارش الكعبي أن برنامجه الرمضاني اليومي «طبخة وأكثر» على قناة الشارقة الفضائية، بمثابة نافذة على مطابخ عالمية منوعة، إذ يسلط البرنامج الضوء على أكلات عربية وآسيوية وأوروبية وإفريقية. ويرى الكعبي أن شهر رمضان يعد فرصة مثالية له لممارسة نشاطات يحرم منها معظم شهور السنة، ومن أهمها دخول مطبخه المنزلي، وإعداد أكلات وأطباق بنكهات إماراتية مميزة، مشيرا إلى تعلقه بالأكلات التقليدية المستمدة من التراث الجميل.

وقال الكعبي عن «طبخة وأكثر» لـ«الإمارات اليوم»، إن «البرنامج يقدم باقة منوعة من أشهر الأطباق التي تنتمي إلى مطابخ مختلفة، بدءاً من العربية، مروراً بالآسيوية والأوروبية، ووصولاً إلى الإفريقية، من خلال فقرتين رئيستين تشملان إعداد مقبلات إلى جانب الطبق الرئيس، في نصف ساعة تقريبا»، معتبرا أن قيمة البرنامج تتمثل في التطرق إلى المطابخ العالمية المختلفة، والتعرف إلى الأساليب المتنوعة في إعداد المأكولات، وأوجه الشبه والاختلاف في ما بينهما، الأمر الذي يسهم بشكلٍ كبير في التعرف إلى قيم وعادات الشعوب من خلالها.

ويرى الكعبي أن المشاهد العربي بحاجة إلى التعرف إلى أشهر الأطباق التي تنتمي إلى مطابخ مختلفة، لاسيما الأوروبية والإفريقية كذلك، إذ ألف الأطباق العربية التي يزخر بها مطبخه، فضلاً عن الأطباق الآسيوية القريبة منها والمتداخلة فيها».

صعوبات

عن بداياته في مجال الطبخ قال الكعبي «لم أتوقع في يومٍ من الأيام أنني سأمتهن الطبخ، فدون تخطيطٍ مسبق، زرت أحد معارض التوظيف التي أقيمت في قرية المعرفة بدبي، أثناء بحثي عن وظيفة، لأكتشف بمحض المصادفة عن وجود شاغر (شيف) في مجموعة فنادق جبل علي، فقدمت عليها، الأمر الذي شكل مفاجأة كبيرة للمسؤولين هناك، إذ لم يصدقوني، وليتأكدوا من جديتي في اتخاذ هذا القرار أخضعوني لتسع مقابلات اجتزتها بنجاح، وبعد فترة تدريب استمرت ثلاثة أشهرٍ في مجموعة فنادق جبل علي، أثبت فيها جديتي وتعلمت من خلالها فنون الطهي ومهاراته، باشرت العمل (شيف) بشكل رسمي، لأكون بذلك أول شيف إماراتي».

وتمثلت الصعوبات التي واجهت الكعبي في بداياته في طول المدة التي يقضيها في المطبخ، والتي تستمر لساعات طويلة جداً، أدرك من خلالها الفرق الكبير بين مطبخ الفندق ومطبخ المنزل، اللذين يختلفان عن بعضهما جملةً وتفصيلا، على حسب تعبيره.

شخصيات محلية

لإضفاء جو مميز على «طبخة وأكثر»، يقوم البرنامج باستضافة شخصيات عامة محلية، لا تقتصر على المجال الفني، كما هي حال معظم برامج الطبخ الرمضانية تحديداً، بل يتعداه إلى مجالات متنوعة كالرياضة والشعر وغيرها، تشارك في إعداد طبقي الحلقة، وتقوم الشخصية بالتحدث عن ذكرياتها وغيرها من الأمور التي نتطرق إليها أثناء الإعداد.

ومن الشخصيات التي تشارك في «طبخة وأكثر» حسب الكعبي «اللاعب سالم جوهر، والشاعر علي الخوار، ومن المجال الفني حبيب غلوم، وأحمد الأنصاري، وأشجان، وأشواق، وبدور وغيرهم، وأعتقد أن البرنامج سينجح في تحقيق نسبة مشاهدة عالية، نظراً لتنوع الأطباق التي يقدمها، فضلاً عن ضيوفه المشاركين».

ويعتبر «طبخة وأكثر» ثانية تجارب الكعبي في تقديم برامج الطبخ، إذ قدم في رمضان الماضي برنامج «سفرة خليجية» على قناة «الراي» الكويتية، مع الكاتبة والباحثة في مجال التراث، الكويتية غنيمة الفهد، بعد أن تلقى على حد قوله «العديد من عروض تقديم برنامج تلفزيوني من قنوات محلية وعربية، إلا أنني رفضتها، لأنها بكل صراحة ذات مردود مادي ضعيف، لا يقدر المهارات التي أمتلكها، ولا يعادل المجهود البدني الذي يتطلبه، وفي الوقت نفسه لا يساوي المردود المخصص لغيري من الطهاة في هذه القنوات، ورفضي كان لا ينبع من حسدٍ أو غرور، بل من ثقة كبيرة بالنفس، تؤمن بالمهارات والقدرات التي أمتلكها».

أنشطة

حول أنشطته الرمضانية، أضاف الشيف الإماراتي «يمثل الشهر الفضيل بالنسبة إلي فرصة مثالية لممارسة النشاطات التي أعجز عن تأديتها طيلة شهور السنة، وفي مقدمتها الطهي في المطبخ المنزلي، وتأدية رياضة المشي، فعلى الرغم من أنني أمارس مهنة الطبخ منذ نحو ثماني سنوات، في أشهر فنادق الدولة، إلا أنني أعزف عن ممارستها في المطبخ المنزلي، الذي تشرف على إعداد وجباته زوجتي التي أعتبرها طاهية ماهرة، باستثناء الإجازات وشهر رمضان الكريم، الذي أجد فيها متسعاً من الوقت لممارستها».

وأضاف «أعمل طيلة شهر رمضان على ابتكار أصناف منوعة في مطبخي المنزلي، أكلات مستمدة من المطبخ الإماراتي، وأهدف إلى توسيع قائمة أطباقي لتتواكب ونظيراتها من المطابخ العالمية، عن طريق استخدام مكوناتها الأساسية، وفي مقدمتها البهارات المحلية التي تميز المطبخ الإماراتي، وتعطي أصنافه نكهة مميزة وفي مقدمتها (البزار)، الذي يدخل في إعداد معظم الأطباق الإماراتية الرئيسة»، لافتا إلى أن انتماءه إلى إحدى أبرز المناطق الريفية في الإمارات (حتا)، جعله يتعلق بشكلٍ كبير بالأطباق الإماراتية التقليدية، إذلا تكاد تغيب عن موائد الأسر فيها، وتحديداً في شهر رمضان والأعياد.

تويتر