العين على قائمة التراث الإنساني العالمي

صورة

أعلن المجلس الوطني للسياحة والآثار، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إدراج مدينة العين في أبوظبي، كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية. ويأتي اختيار مدينة العين لتميز المواقع الثقافية فيها، خصوصا الأهمية الجيولوجية والأثرية والتاريخية لجبل حفيت، وحضارة هيلي، وبدع بنت سعود، ومناطق الواحات، ونظام الأفلاج والتي تعطيها الكمالية والتنوع التي يصعب وجودها في مواقع أخرى من هذا النوع في العالم.

وأجمع الاجتماع الـ35 للجنة التراث العالمي بالـ«يونسكو»، الذي يختتم اليوم في باريس، بمشاركة الدول الأعضاء في اللجنة، على أحقية إدراج المنظمة هذه المدينة العريقة التي حافظت على مستوى عال من الأصالة، رغم خطوات التطور السريعة التي تشهدها الإمارات.

وأكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن مدينة العين مازالت تحافظ على صفاتها المحلية من المنظور العمراني «ويعود الفضل الأول في ذلك إلى رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، الذي أصدر مجموعة من القوانين واللوائح التي تضمن محافظة المدينة على أصالتها وكمالها وسحرها التراثي».

من جهته، قال مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، إن «المواقع الأثرية والمباني التاريخية والمناطق الطبيعية في مدينة العين لاتزال تحافظ على قيمتها الثقافية وكمالها ومحيطها ونسيجها العمراني الأصلي»، مشيرا إلى أنه ومنذ تأسيس الهيئة في أكتوبر ،2005 تم جرد المواقع الثقافية والمحافظة عليها وترميمها من خلال استراتيجية تعتمد أحدث المنهجيات ووسائل التكنولوجيا المعتمدة دوليا. وأشار إلى تواصل أعمال المحافظة على العديد من الحصون والأماكن التاريخية ومنها مسجد وقلعة الجاهلي وبيت بن هادي في واحة هيلي والعشرات غيرها من المواقع الأثرية والمباني التاريخية كما تجري أعمال إعادة إحياء الاستخدامات الأصلية للمباني وتخصيصها للأغراض التي أنشئت لها أساسا مثل السوق التقليدية القديمة في القطارة وفي الوقت نفسها استخدامها لأغراض جديدة بهدف دمج هذه المباني في البنية الحية للمدينة وبالتالي ضمان المحافظة عليها لزمن طويل.

وأكد المزروعي أنه على المستوى الاجتماعي، فإن «العين منطقة يحافظ سكانها لدرجة كبيرة على العادات والتقاليد الاجتماعية القديمة، ويواصلون ممارستهم هذه العادات والتقاليد الطريقة المتبعة على مدى أجيال سابقة»، مدللا على ذلك باحتفالات الزفاف والضيافة البدوية والصقارة وسباقات الهجن والحرف اليدوية وغيرها.

وحول مبررات القيمة العالمية البارزة التي حازتها مدينة العين والمعايير التي تمت تلبيتها لاعتماد المدينة بشكل نهائي كأول موقع على اللائحة العالمية للتراث في الإمارات، أوضح نائب المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث الدكتور سامي المصري، أن هذه المعايير تشمل تطوير نظام «الفلج» كعمل هندسي بارع وبالإضافة إلى كونه وسيلة لنقل المياه أتاح تطور المحاضر والقرى المأهولة فإنه يعتبر أيضا نظاما رائدا لإدارة المياه وتوزيعها بشكل مدروس. وأشار إلى حضارة الهيلي مع نظامها المتطور لإدارة المياه ومبانيها السكنية المحصنة، وعادات الدفن فيها، وموقع جبل حفيت الثقافي مع مواقع الدفن التي تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، ونظام «الفلج» الذي يعود إلى العصر الإسلامي، ومستوطنات الواحات فيه، وواحات العين المتنوعة مع مساجدها ومزارعها ومبانيها التاريخية الأخرى، إضافة إلى ازدهار ممارسة الصقارة (الصيد بالصقور) وتجارة الهجن وسباقاتها. كما نوه المصري بالقيمة الاستثنائية لجبل حفيت النابعة من أهميته الجيولوجية والأثرية والتاريخية، وكذلك من أهميته البيولوجية والطبيعية، إذ إنه يحوي على 70 ٪ من مجمل التنوع الحيواني في أبوظبي.

تويتر